بيروت ـ عمر حبنجر
مازالت المراوحة تتحكم بمسار تأليف الحكومة اللبنانية الجديدة، ولم يسجل اي تطور باعث للأمل سوى بالعودة الى تسليط الضوء على المسار السعودي ـ السوري، ما يؤكد مرة اخرى ان الجهد المطلوب للخروج بتشكيلة حكومية قابلة للحياة والعمل يتجاوز الإطار الداخلي للاتصالات.
على ان تزايد الحديث عن إمكان زيارة موفد سعودي الى دمشق مجددا من اجل التمهيد لزيارة خادم الحرمين الشريفين للعاصمة السورية، وتعيين سفير سعودي جديد في سورية، يدخل في هذه التطورات، وقد كسر حدة هذه المراوحة الى حد ما.
وبات واضحا للمراقبين هنا ان تقدما حصل على صعيد العلاقات السعودية ـ السورية بما خص الملفين العراقي والفلسطيني الى حد ما، ومن هنا فإن مجرد حصول الزيارة الملكية السعودية الى سورية، يعني ان عقدة تشكيل الحكومة اللبنانية قد أخذت طريقها للحل.
خندق الثلث المعطل
وبانتظار هذه المستجدات المشجعة على التفاؤل وتستمر المعارضة معتصمة في خندق طلب الثلث المعطل في الحكومة، فيما يتجنب رئيس الحكومة المكلف الخوض في هذا الطرح علانية، مؤثرا الصمت حيال كل ما يمت الى التشكيل الحكومي، حتى لا يخسر في الكلام ما كسبه في صمته، منذ تبلغه مرسوم التكليف بتشكيل الحكومة.
وذهبت إذاعة «النور» الناطقة بلسان حزب الله الى حد القول ان الرئيس المكلف سعد الحريري ينتظر اشارة اقليمية لتحديد مسار حكومته.
غير ان صحيفة «السفير» القريبة من خط المعارضة لاحظت ان الموقف الحكومي بدأ يقترب من تخوم الأزمة مع ضياع الوقت من دون إحراز تقدم.
وأضافت تقول: ان الرئيس المكلف يواظب على العمل الجدي لتأليف الحكومة بعيدا عن الأضواء والضوضاء، لكن مصادر في المعارضة اعتبرت ان الكرة باتت في ملعب الحريري فقد أدلت جميع الأطراف بدلوها.
وبات عليه ان يحسم أمره، ويطرح تصوره المباشر لقواعد الشراكة التي تقوم عليها حكومة الوحدة الوطنية.
محاولة استدراج
ويقابل هذا رأي أكثري لـ «الأنباء» يرى في إصرار المعارضة على استشفاف طبيعة الشراكة التي يفضلها الحريري، محاولة واضحة لاستدراج الرئيس المكلف الى كشف أوراقه المستورة، في حين مازالت القوتان الأساسيتان للمعارضة كحزب الله وحركة أمل، يتجنبان القول ما يريدان بالتحديد، مكتفيتين برعاية ومواكبة حلفائهما المنادين بالثلث الضامن او «المشاركة الحقيقية» و«النسبية» في عدد الوزراء.
تحفظ أميركي
وتحدثت صحيفة اللواء القريبة من «المستقبل» عن تحفظ اميركي على تسليم وزارتي الدفاع والخارجية الى وزراء قريبين او محسوبين على حزب الله.
على ان المساعي لم تصل الى مرحلة التسميات، وتقول مصادر الأكثرية ان العملية مازالت في طور التفاهم على الأرقام ولم تصل الى الحقائب والأسماء، وهي تأمل ان يحاول المعنيون استنباط صيغة جديدة للخروج من الجمود في ضوء رفض المعارضة مختلف الصيغ والتركيبات المتداولة، بسبب تجنبها عملية الثلث المعطل، وآخر هذه الصيغ تلك التي تعطي المعارضة عشرة وزراء من أصل ثلاثين، وأن يسمي رئيس الجمهورية وزيرا شيعيا حياديا من حصته في تركيبة 15/10/5.
معاون بري:الأجواء إيجابية
المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب علي حسن خليل، قال في تصريح له امس ان الجو السياسي ايجابي بالنسبة لتشكيل الحكومة بعكس ما بدا خلال اليومين الماضيين.
وشدد خليل على ان الموقف العام للمعارضة هو موقف تسهيلي. ولا احد يستطيع تسجيل موقف حقيقي للمعارضة يؤدي الى عرقلة المساعي الجارية.
السنيورة: الرئيس المكلف سيأخذ وقته
لكن الرئيس فؤاد السنيورة اعتبر ان تشكيل الحكوـــمة الجديدة لابـــد ان يأخـــذ وقته، مؤكدا الوقوف الى جانب الرئيس المكلف سعد الحريـــري لتأليـــف حكومة وحدة وطنيـــة.
وفي لقاء تكريمي اقامه تيار المستقبل للماكينة الانتخابية تمنى السنيورة للرئيس الحريري النجاح في مهمته مستفيدا من كل الثغرات والعثرات التي سادت تأليف الحكومات في السابق، داعيا الى عدم اليأس والعمل وفق مبدأ اعادة الاعتبار للدولة اللبنانية والعيش المشترك.
وزيرة التربية بهية الحريري تمنت خلال الاحتفال عينه النجاح والتوفيق للرئيس المكلف كي تنطلق عجلة الدولة، مؤكدة ان الحريري يقوم برسالـــة رفيعة المستوى عنوانها لبنان وليس الافراد أو الاشخاص.
النائب دوري شمعون، رأى ان على المعارضة ان تهدئ الوضع في لبنان، مشيرا الى ان الوضع في المنطقة يمكن ان يكون خطرا، وعلى اللبنانيين ان يتفاهموا مع بعضهم لمواجهة أي خطر خارجي.
قنديل يحذّر من«تدويل» تشكيل الحكومة
النائب السابق المعارض ناصر قنديل، الذي يعكس وجهة نظر دمشق عادة حذر امس من رهان البعض على دخول العامل الدولي في المفاوضات الهادفة الى تشكيل الحكومة من خلال التناغم بين الحملة المنظمة ضد سلاح المقاومة، من جانب «أمانة 14 آذار» ومحاولة تغيير مهمة اليونيفيل في جنوب لبنان استهدافا لحزب الله، وبالتالي لحمل المعارضة على التخلي عن المطالبة بالثلث المعطل في الحكومة.
وتساءل قنديل عما اذا كان «التهويل بقرب صدور قرار المحكمة الدولية، ردا على كـــلام السيد نصرالله الرافـــض لأي ضمانات تتصـــل بالســـلام؟».