- الكـل يـعـرف مكـانة المملكة وأن همـها وحدة واستقـرار لبـنان ورفاهيته
- المملكة دائماً سباقة للخير والمساعدات السعودية للبلد الشقيق بلغت منذ 2006 نحو 734 مليون دولار
- طموحنا الاتجاه إلى أبعد مـن الـسياسة فـي الـعلاقة وللّبنانييـن دور تنمـوي يلعبونه
- أعرب عن تفاؤلي بالوضع الـداخـلي ونـؤكد التواصل مع الجميع لتوحيد الصف
- خـلال تــواصـلي مع القيادات والرموز لم أجـد إلا كل احترام ومحبة للمملكة
بيروت ـ عدنان الراشد ـ عمر حبنجر سفير المملكة العربية السعودية الجديد في لبنان علي سعيد آل عواض عسيري وجه ديبلوماسي سعودي مرموق، اختاره خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ليخلف السفير الوزير عبدالعزيز خوجة، في البلد العربي الأعز على خادم الحرمين. قبل بيروت عمل السفير عسيري في عواصم دولية كثيرة، كسفير أو جزء من الطاقم الديبلوماسي وها قد استقر به المقام في عاصمة البلد الذي يحب اسوة بأبناء المملكة الذين يرون في وطن الارز بلدهم الثاني، وليتابع جهود من سبقه في خدمة العلاقات بين البلدين التي هي علاقة شعب مع شعب، كما قال لـ «الأنباء» مختزلا العلاقة المتداخلة والمتكاملة بين البلدين الشقيقين. يتحدث البعض عن علاقات مميزة، بين هذه الدولة او تلك، والحقيقة انه اذا كان من تمايز عملي ملموس بين بلدين عربيين فهو بين لبنان والمملكة العربية السعودية التي لطالما حرصت على الاسهام في استقرار لبنان ودعمه في جميع المجالات، فضلا عن الوقوف الى جانبه في شتى الظروف منذ انطلاق شرارة احداثه عام 1975، وتجلى هذا التضامن عند كل مفترق صعب في التاريخ اللبناني الحديث، أو كما يقول رئيس حكومة تصريف الاعمال فؤاد السنيورة «طوال ثلاثة عقود» حيث وقفت المملكة مع لبنان في السياسة والامن، في الاقتصاد والاعمار، والتنمية واحتضنت بنيه وتضامنت معهم في الداخل اللبناني وفي شتى المنتديات العربية والدولية. وفيما يلي نص الحديث:
سعادة السفير، نلاحظ في بيروت هدوء الحركة التواصلية حول لبنان، سواء على الخط السعودي ـ السوري او على خط الداخل اللبناني الذي يحظى بعناية المملكة ورعايتها؟
اولا: انا متفائل بوضع لبنان، وتواصلنا قائم مع الجميع، مع جميع القوى السياسية في لبنان، وهدفنا توحيد الصف اللبناني وايضا اشعار الجميع بأننا على مسافة واحدة من كل منهم، ان ما يميز العلاقة اللبنانية ـ السعودية هو انها علاقة شعب مع شعب، تبقى مهما تغيرت الحكومات او القيادات، وبالتالي ليس امام هذه العلاقة الا ان تنمو وطموحنا ان تنمو الى ابعد من السياسة، الى الاقتصاد وتبادل الخبرات والمضي الى الامام.
وفيما يتعلق بجزء من السؤال حول التواصل السوري ـ السعودي، نحن مهتمون للغاية باستقرار لبنان، ووحدة لبنان وبأمن لبنان، وبرفاهية لبنان، وبالتالي اي جهد نبذله في هذا الاطار المأمول منه تحقيق الاهداف المنشودة التي اشرت اليها، وهي وحدة لبنان، ولكن ايضا على اللبنانيين انفسهم دورا يلعبونه، وسياستنا في المملكة هي عدم التدخل في اي شأن داخلي في لبنان، ونحن نرى ان تشكيل الحكومة اللبنانية شأن داخلي، ويجب ان يبقى شأنا داخليا لبنانيا مية بالمية.
انتخابات حضارية
لكنكم التقيتم شخصيات لبنانية من مختلف الاتجاهات، هل كان مضمونها بعيدا عن المشهد السياسي الراهن، المتمثل في تشكيل الحكومة؟
لقد التقيت شخصيات من 8 و14 آذار وكانت نتائج الانتخابات هي الغالبة، والحمد لله انها جرت بشكل حضاري محترم ولم تشهد أي حوادث وقد اعطت انطباعا جيدا عن الوضع في لبنان، لذلك نرى ان السياح السعوديين والخليجيين بدأوا يتوافدون على لبنان، بعدما تلمسوا الاستقرار في لبنان، الذي نتمناه ان يستمر، وان نرى معه حكومة جديدة بوقت قريب ان شاء الله، وهذه بشكل عام صورة الوضع كما نراها.
الحملة على المملكة
منذ اسبوع ونيف لاحظنا ما يمكن وصفه بالحملة من جانب بعض المعارضين في لبنان المحسوبين على اتجاه معين على سياسة المملكة، ومن خلالها على رئيس الحكومة المكلف الشيخ سعد الحريري، هل لمستم شيئا من هذا عند لقائكم بعض هؤلاء، وبالتالي هل باتت لكم دوافعهم والأهداف؟
أبدا لم ألمس شيئا من هذا، وعلى أي حال فإن سياسة المملكة ظاهرة واضحة، وهي لم تتدخل بشأن تشكيل الحكومة، ولا بأي شأن لبناني وبالتالي لم تعطل تشكيل الــــحكومة، ولم ولن تقوم بــــأي عــــمل إلا ويكــــــون هدفه خدمة هذا البلد، اما ما يــــقال في الاعلام فقد تكون وراءه دوافــــع شخصية، وهذه مشكلة صاحبها. ونحن لا نقول لكل من يحاول ان ينال من سياسة المملكة إلا «سامحه الله»، لأننا واثقون بمكانة المملكة بشكل عام بين جميع فئات الشعب اللبناني، نحن نعرف مكانة المملكة وهم يعرفون ان كل همّ المملكة هو وحدة لبنان، وبالتالي فإن أي أصوات لم ولن تؤثر على مشاعرنا أو على علاقتنا بلبنان.
كل الاحترام والمحبة للمملكة
صحيح ليس من لبناني إلا ويدرك حجم الاحتضان السياســي والاجـتـماعــي والاقتصادي للبنان، وما من لبناني إلا ويعلم دور المملكة في إبقاء رأس لبنان فوق الماء عندما حاولت المصالح الدولية والاقليمية اغراقه أكثر من مرة، وبلا جزاء ولا شكور، لكن ثمة فئات أو جهات قد تكون جاهلة وقد يكون موحى به لها؟
هذا شأن من تشير إليهم، اما نحن ومن خلال تواصلي مع جميع القيادات والرموز، فلم أجد إلا كل احترام ومحبة للمملكة وفخر بالعلاقات مع قيادات المملكة. وكانت كل الأحاديث شيقة وأخوية، ولم أسمع أي انتقاد، بل ترحيب بتوجه المملكة الى دعم كل ما من شأنه توفير الأمن والاستقرار للبلد.
لا معطيات لدي
بالنسبــة لـزيـارة خادم الحرمين الشريفين الى دمشق المحكي عنها هل من جديد حول توقيتها؟
لا معطيات لدي في هذا الشأن.
هل من تنسيق بين سفراء دول مجلس التعاون الخليجي في لبنان؟
انا مازلت جديدا في لبنان، لكني أرى ان هناك تكاملا في عملية المساعدات الخليجية خصوصا، والجميع يحاول مساعدة لبنان.
المساعدات السعودية للبنان، ما مدى الشوط الذي قطعته حتى الآن؟
قطعت شوطا طويلا، فقد أعدنا اعمار أكثر من 240 قرية لبنانية استهدفها العدوان الاسرائيلي عام 2006 بلغت كلفتها الاجمالية 734 مليون دولار. والمملكة سباقة دائما في عمل الخير ولنأخذ مثالا بعد لبنان باكستان، لقد حدث زلزال عام 2005، دمر المدارس والمحاكم والمؤسسات على نحو لا يصدقه العقل، وقد بادرت المملكة الى إنشاء أول مستشفى ميداني بغرف عملياتها وتجهيزاتها وطاقمها الطبي والتمريضي والفني السعودي، فضلا عن الأدوية وجميع المستلزمات، عدا المواد الإغاثية الأخرى، الغذائية والكسائية، ومنذ ذلك العام بنينا عشرين ألف وحدة سكنية في المنطقة التي هدمها الزلزال ومنذ 2005 مازالت لجنة الاغاثة السعودية في باكستان.
سنستكمل مشاريعنا في لبنان ونستحدث أخرى وبالنسبة للبنان، انا واثق بأن المملكة ستواصل مساعداتها للبنان، من أجل استكمال المشاريع القائمة، ولاستحداث مشاريع أخرى متنوعة وبحسب الأولويات.
جسر جوي
الحقيقة ان المملكة والكويت والامـــارات، تحملت الجهد الأكبر في ازالة آثار العدوان الاسرائيلي في يـــــوليو 2006، وقد حصلت اسهامات من دول عربية واســــلامية أخرى، لكن الدعم السعودي كان الرافعة الأقوى؟
لا بأس ان أشرنا الى اللجنة الشعبية السعودية التي تولت جمع المساعدات لضحايا العدوان الإسرائيلي على لبنان وفي بلوشستان، عندما حصل زلزال آخر، كان هناك جسر جوي سعودي لنقل المساعدات مرفقا بـ 100 مليون دولار لإغاثة الناس الذين اصبحوا بلا منازل ولا عمل، هذا الجسر الجوي الضخم نقل سيارات اسعاف وخيما واطباء وجميع مستلزمات الإغاثة الصحية والغذائية، وكانت قوافل المساعدة السعودية اول الواصلين الى المنطقة البلوشستانية المنــــــكوبة، وفور صدور الأمر الملكي السامي.
لا غرو في ذلك، فعندما تقع كارثة طبيعية او عدوانية يتطلع الناس في العالمين العربي والاسلامي الى المملكة تلقائيا طلبا للغوث.
هذا شرف كبير لنا، وهو واجب علينا نفعله.
اذكر انه في جو الحرب في العراق كان اول مستشفى ميداني اقيم في بغداد سعوديا، ثم تلاه الاردني.
انه واجبنا تجاه امتنا، انها سياسة المملكة العربية السعودية الثابتة.
المساعدات والهبات والقروض السعودية إلى لبنان بالدولار الأميركي
- 1.197.500.000 مجموع المنح والقروض والودائع السعودية إلى لبنان قبل العام 2006.
- 634.000.000 مجموع المبالغ السعودية المخصصة لمواجهة العدوان الإسرائيلي بين عامي 2006-2008.
- 2.846.000.000 مجموع الهبات السعودية المسلمة إلى الهيئة العليا للإغاثة في لبنان والمبالغ المقررة بحسب مقررات مؤتمر باريس 3 والودائع النقدية لدى مصرف لبنان.
(عن كتاب المملكة العربية السعودية ولبنان الصادر عن سفارة المملكة في بيروت)
السفير عسيري في سطور
- تخرج السفير علي عسيري برتبة ملازم في وزارة الداخلية السعودية وفي عام 1981 نقلت خدماته الى وزارة الخارجية السعودية لتولي مهام إدارة الأمن الديبلوماسي التي كانت معنية بأمن ممثليات المملكة العربية السعودية في الخارج وتدرج في الرتب العسكرية الى ان وصل الى رتبة عميد.
- باشر مهام عمله في اسلام اباد قبل احداث سبتمبر 2001م بعدة أشهر، واجه الكثير من التحديات التي أعقبت سبتمبر وكان السفير علي عسيري في قلب الحدث في باكستان واستطاع بفضل من الله ان يتفاعل ايجابيا مع إفرازات ذلك الحدث والدفاع عن المملكة وسياستها إعلاميا وإجراء العديد من المقابلات الإعلامية سواء مع الإعلام الباكستاني أو الإعلام العربي أو الغربي، إضافة الى التواصل مع الصحافة المحلية والدولية والإجابة عن أسئلتها.
- كان السفير عسيري أنشط سفير في العاصمة الباكستانية بلا منافس كما يصفه الكثيرون اذ لا يفوته حضور أي مناسبة مهمة سواء أكان ديبلوماسيا أم سياسيا وحتى حفلات أفراح معارفه ومجالس تقديم التعازي الى أي شخصية مهمة من المجتمع، ثم ان علاقاته لا تنحصر في شريحة أو طبقة خاصة من المجتمع الباكستاني، بل انها شاملة تسع جميع أطياف المجتمع المدنية والسياسية وجميع المذاهب والطوائف الدينية من السنة والشيعة.
- لعب عسيري دورا مهما في الأزمات السياسية المتعاقبة في باكستان للمصالحة وإنشاء الوئام الوطني، وكان له دور ملموس في عودة نواز شريف الى البلاد العام الماضي بعد عودة بينظير بوتو تحت صفقة مع الرئيس السابق الجنرال مشرف. وتشير المصادر الى ان عسيري قام بتكريس جميع قواه من أجل حل تلك الأزمة التي كانت سببا لفوضى سياسية في باكستان، كما ان الدور الذي لعبه من اجل المصالحة بين الحكومة الجديدة ونواز شريف لن ينمحي من ذاكرة التاريخ الباكستاني.
- تمكن عسيري من حشد زعماء جميع الأطياف السياسية من الدينية والعلمانية والقومية والشخصيات المهمة من الشرائح الأخرى خلال فترة 24 ساعة لدى زيارة رئيس المخابرات السعودية الأمير مقرن بن عبدالعزيز إلى اسلام اباد تحت سقف واحد ـ في دار سكنه ـ عندما بدأت الأجواء السياسية تحمى بسبب الخلافات بين حزب الشعب الحاكم وحزب الرابطة جناح نواز شريف. ويرى الجميع ان ذلك الأمر لم يكن يمكن لأحد ولا للسفير الأميركي في باكستان بسبب تقيد علاقاتهم في شرائح خاصة.