بيروت ـ زينة طبارة
رأى عضو اللقاء الديموقراطي النائب فؤاد السعد ان مسار تأليف الحكومة لم يتجاوز بعد المهلة الزمنية الطبيعية لتأليف الحكومات في لبنان، مستغربا استعجال بعض الاطراف للاعلان عنها واشاعتهم جوا من التشاؤم غير المبرر حيالها، لافتا الى ان العقبات التي تواجه التأليف ليست بالشيء الجديد، وانما هي عقبات كانت منتظرة ومتوقعا فرضها على الرئيس المكلف تأليف الحكومة النائب سعد الحريري، وذلك لاعتباره (السعد) ان الدستور اللبناني قد تم انتهاكه وتجاوزه من خلال فرض طروحات على التشكيلة الحكومية لا تمت الى العمل الديموقراطي البرلماني والى نتائج الانتخابات النيابية بصلة.
هذا وتساءل النائب السعد في تصريح لـ «الأنباء» عن معنى ان يكون للبنان حكومة من ثلاثين وزيرا، معتبرا ان الحكومات الموسعة بالشكل الذي اعتاد الفرقاء اللبنانيون تأليفها منذ سنين طويلة خلت، تشكل من الناحية العملية نوعا من المجلس النيابي المصغر أو مجلسا للشيوخ، ومعتبرا ايضا ان بلدا بحجم الدولة اللبنانية تكفيه حكومة من اثني عشر وزيرا لإدارة شؤونه الداخلية والخارجية وللقيام بملفاته الشائكة على كل المستويات، لاسيما الامنية والاقتصادية منها، مقترحا اعتماد حكومة مؤلفة من اثني عشر وزيرا أساسيا يجمعون ضمن حقائبهم الاساسية حقائب دولة ثانوية أو وزراء دولة ثانويين وعلى سبيل المثال ان يكون هناك حقيبة «الشؤون المالية»، تجمع ضمنها وزراء دولة للمال والاقتصاد والموازنة، وايضا حقيبة «الشؤون العسكرية» وتجمع ضمنها وزراء دولة للدفاع والحرب والداخلية وغيرها من الامور العسكرية.
على صعيد آخر، وعلى مستوى المواقف الاخيرة لرئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، المنتمي اليه النائب السعد، نفى هذا الاخير ان تكون هناك أي رغبة لدى النائب جنبلاط في انهاء الامانة العامة لقوى 14 آذار، أو حتى الابتعاد عنها وتموضعه ضمن فريق ثالث كما يحاول البعض تسويقه في الوسطين الشعبي والسياسي، كما نفى السعد ان يكون ايضا لدى النائب جنبلاط اي نوايا في معاداة الفريق المسيحي في قوى 14 آذار جراء دعوته الى اقامة تحالف اسلامي ـ اسلامي بغية تفادي الصدامات الحزبية والشعبية الاسلامية، معتبرا ان زيارة جنبلاط الاخيرة للبطريرك صفير في مقره الصيفي في الديمان كانت لطمأنة هذا الاخير من مواقفه لاسيما حيال المسيحيين.
لكن النائب السعد اعترف بوجود أزمة ثقة وفتور في العلاقات بين البعض من مسيحيي قوى 14 آذار وبين النائب جنبلاط جراء الالتباس الناتج عن طرح هذا الاخير للتحالف الاسلامي ـ الاسلامي، مستدركا بالقول ان ايا من الطرفين المشار اليهما لن يسمح بتدهور العلاقات بينهما وتطوره الى حد القطيعة والانفصال.