وجهت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون من تايلند امس تحذيرا قويا لإيران باصرارها على توضيح كيف يمكن للولايات المتحدة ان تتعامل مع ايران نووية، بقولها ان واشنطن مستعدة لتسليح جيران طهران ولتوفير مظلة دفاعية لحلفائها المهددين في الخليج، مؤكدة «أن تجاوز ايران العتبة النووية لن يجعلها أقوى أو أكثر أمنا»، وشددت هيلاري على ان الايرانيين «لن تكون لديهم القدرة على المضايقة او الهيمنة خلافا لما يبدو انهم يعتقدونه اذا امتلكوا السلاح النووي».
وأضافت كلينتون في برنامج سجل للتلفزيون التايلندي خلال زيارة للعاصمة بانكوك «مازلنا نترك الباب مفتوحا (امام المحادثات مع ايران) لكننا اوضحنا ايضا اننا سنتخذ اجراءات وكما قلت مرارا وتكرارا اجراءات تصيب بالاعاقة والعمل على تطوير دفاعات شركائنا في المنطقة».
وتابعت كلينتون «نريد من ايران ان تحسب ما أعتقد انه تقييم منصف لو مدت الولايات المتحدة مظلتها الدفاعية فوق المنطقة واذا فعلنا المزيد لدعم القدرات الدفاعية لمن في الخليج فمن غير المرجح ان تصبح ايران أقوى او أكثر أمنا لانها لن تكون قادرة على الترويع والهيمنة كما تعتقد فيما يبدو في حالة امتلاكها لأسلحة نووية».
وقال مسؤول اميركي رفيع انه يجب أخذ تصريحات كلينتون على انها نقاش عام تنخرط فيه الولايات المتحدة لاقناع ايران بالتخلي عن السعي لامتلاك أسلحة وعدم تفسيرها على انها علامة على ان الولايات المتحدة كيفت نفسها مع احتمال ان تصبح ايران نووية.
وقال المسؤول للصحافيين المسافرين مع كلينتون شريطة عدم نشر اسمه «انها تقدم لإيران الاسباب التي تدعوها لعدم فعل ذلك». وأضاف ان الولايات المتحدة لاتزال تعتبر اكتساب ايران قدرات نووية امرا غير مقبول.
ومن بانكوك اعلنت الوزيرة الاميركية ايضا ان الولايات المتحدة قلقة ايضا ازاء «نقل التكنولوجيا النووية» من كوريا الشمالية الى بورما. واعتبرت ان مثل هذا التعاون بين البلدين سيزعزع استقرار المنطقة.
وما عزز هذه المخاوف من علاقات عسكرية بين الدولتين الشهر الماضي تصريحات مسؤولين اميركيين اشارت الى شبهات بان سفينة كورية شمالية تنقل اسلحة كانت تتجه الى بورما.
وكانت البحرية الاميركية تراقب هذه السفينة في اطار القرار الجديد الذي صدر عن مجلس الامن الدولي بعد التجربة النووية الكورية الشمالية في مايو.
والشهر الماضي بثت مجموعة من البورميين في المنفى صورا لشبكة انفاق سرية بناها خبراء كوريون شماليون في الاراضي البورمية بحسب قولها.
وكانت بورما وكوريا الشمالية اثارتا ضجة دولية في الاشهر الماضية.
فقد قامت بورما بايداع المعارضة اونغ سان سو تشي في السجن بتهمة انتهاك قواعد وضعتها في الاقامة الجبرية. وتواجه الحائزة جائزة نوبل للسلام عقوبة السجن خمس سنوات. ولم يستبعد الاتحاد الاوروبي تشديد العقوبات على المجلس العسكري البورمي الحاكم اذا لم يفرج عنها.
اما كوريا الشمالية فقامت بتجربتها النووية الثانية وتلتها عدة تجارب صواريخ في 25 مايو.
وأحد اهداف المنتدى حول الامن هو اعادة بيونغ يانغ الى طاولة المفاوضات المتعددة الاطراف حول نزع اسلحتها النووية. وكانت كوريا الشمالية انسحبت من المفاوضات في ابريل.
وستلتقي كلينتون نظراءها من الدول المعنية بهذه المفاوضات كلا على حدة (الصين واليابان وروسيا وكوريا الجنوبية) وكوريا الشمالية التي تخشى بحسب مسؤول تايلندي ان تتعرض لضغوط في فوكيت، ولم ترسل الى هذا الاجتماع سوى وفد من الديبلوماسيين.