Note: English translation is not 100% accurate
واشنطن تسعى لعزل طهران عبر التفاوض مع دمشق
الأحد
2006/12/24
المصدر : الصحافة العالمية
جون هيوز
تسعى الادارة الاميركية حاليا الى بدء صفحة جديدة من العلاقات مع دمشق للحد من التوتر في الشرق الاوسط والمساهمة في ضبط الامن في العراق واحداث انشقاق في العلاقة المتينة بين سورية وايران.
والتوصية الأكثر اثارة للجدل فيما جاء به تقرير «مجموعة دراسة العراق» هي حث ادارة بوش على الاهتمام بتعاون كل من سورية وايران في تحقيق الاستقرار في العراق، وكان في تقدير المجموعة المذكورة التي ضمت بين عضويتها تسعة رجال وامرأة واحدة، ان استقطاب مساعدة كل من سورية وايران سيكون مهمة غير يسيرة، الا أنها ذهبت الى القول في ذات الوقت، انه لا سبيل لأي أمة تريد حل النزاعات، من ان تتفاوض حتى مع ألد أعدائها، ولذلك فقد أوصت المجموعة بضرورة دخول الولايات المتحدة في مفاوضات مباشرة مع الدولتين المذكورتين، في اطار ما يسمى بـ «المجموعة الدولية لدعم العراق»، التي لم يتم انشاؤها بعد، وتضم هذه المجموعة كما هو مقترح، العراق وكافة الدول المجاورة له، بما فيها سورية وايران، الى جانب بعض القوى الاقليمية الرئيسية مثل مصر ودول الخليج العربي، فضلا عن مشاركة الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، وكذلك مشاركة الاتحاد الأوروبي.
ومهما يكن مصير هذه التوصية، فان ما يجب قوله هنا، هو أنها أثارت جدلا محتدما وواسع النطاق في الأوساط السياسية والديبلوماسية، مع وضد، فكرة التفاوض مع ألد خصوم اميركا. فالذين يؤيدون الفكرة، يحتجون من جانبهم بالقول انه ليس في مصلحة سورية ولا ايران، ان ينزلق العراق الى قاع هوة الفوضى والعنف والحرب الأهلية الشاملة، والمنطق الذي يقوم عليه هذا الرأي هو ان تشرذم العراق سيهدد أمن واستقرار المنطقة بأسرها، ما يفتح الباب مجددا لتدخل اميركي اوسع نطاقا، أما معسكر المعترضين على الفكرة، فيرى انه لا ينبغي للولايات المتحدة ان تتفاوض مع الضالعين في تأجيج نيران العنف والفوضى والاحتراب الطائفي في العراق، ذلك ان الأميركيين يعتقدون ان لكل من سورية وطهران، سجلا طويلا وحافلا على امتداد سنوات الحرب العراقية الثلاث، في تسريب الارهابيين والمقاتلين عبر حدودهما الى العراق، وفي تقديم الدعم اللازم لهم، اضافة الى ما تعرفان به من عداء مستحكم لكل من الولايات المتحدة، بل ان ايران تهدد الآن بتطوير ترسانتها النووية، حرصا منها على خدمة هذه الأهــــداف والوصول بها الى شوطها النـهائي الأخير.
وبين هذين المعسكرين هناك خيار ثالث، يرى امكان تفاوض واشنطن مع دمشق وليس مع طهران، وفي رأي البعض ان لدمشق أيادي تتحرك في الشؤون الداخلية اللبنانية، وهي كذلك تعرف بعدائها لاسرائيل، الا أن الفارق بينها وبين طهران، انها أظهرت نوعا من الاستعداد للانفتاح السياسي البنّاء على العالم الخارجي، وعلى نقيض ذلك تماما، فقد وقعت طهران في كماشة قيادة أصولية دينية متشددة، هي التي يرجح دعمها ومباركتها لجهود ومطامح ايران النووية، اضافة لتأييدها للرئيس المتشدد محمود أحمدي نجاد، الذي وصف جرائم الهولوكوست بأنها محض خيال أسطوري لا أكثر، وأعرب جهارا عن اعتزامه محو اسرائيل من الوجود، وبهذا النحو تكون الولايات المتحدة قد ميزت بين مستويات ومواقف دولتين مناوئتين لها بدرجات متفاوتة من العداء والاتزان، وليس مستبعدا ان تدفع الأزمة الراهنة بدمشق خطوة أكبر نحو الاعتدال، أما فيما يتعلق بايران، فقد نقل عن لقاء جيمس بيكر ـ رئيس مجموعة دراسة العراق ـ بأحد كبار المسؤولين الايرانيين، بشأن مدى استعداد بلاده للتفاوض مع أميركا حول العراق، ان ذلك المسؤول أبلغ بيكر بعدم رغبة بلاده في التعاون مع واشنطن لحل مشكلاتها في العراق.
الصفحة في ملف ( pdf )
اقرأ أيضاً