أدلى أكراد العراق بأصواتهم امس في انتخابات يتوقع ان تبقي الرئيس مسعود برزاني في السلطة في إقليم كردستان لكن من غير المرجح ان تبدد قلق الناخبين بشأن الفساد أو تنهي العداء المرير مع بغداد بشأن الأرض أو النفط.
وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها الساعة الثامنة صباحا في الإقليم الذي يتمتع بحكم شبه مستقل الى حد كبير وبعد إغلاقها قرابة الساعة السابعة مساء، حيث مددت مهلة التصويت لساعة واحدة، من المقرر ان تنقل بعدها بطاقات التصويت بالطائرة الى بغداد لفرزها. ويتوقع ان يستغرق الفرز الرسمي يومين وثلاثة أيام اذا لم تحدث عقبات.
ووصف الرئيس العراقي الأمين العام لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني جلال الطالباني الانتخابات الرئاسية والتشريعية في إقليم كردستان بأنها «عيد» شعب كردستان الذي قال انه جزء من العراق.
ودعا الطالباني في كلمة قصيرة أثناء الإدلاء بصوته في مركز انتخابي بمدينة السليمانية جميع الاكراد إلى المشاركة الكثيفة في الانتخابات التشريعية والبرلمانية.
وقال «أتمنى ان يشارك الجميع في ممارسة حقهم، وهذه هي المرة الثالثة التي تجرى فيها انتخابات حرة في كردستان حيث يمارس الشعب فيها حقوقه وأتمنى ان يحضر الجميع ويصوتوا».
وانتخب الاكراد في الجيب الهادئ نسبيا الرئيس بالتصويت المباشر هذه المرة على عكس انتخابات عام 2005 التي شهدت اختيار أعضاء البرلمان فقط وفي حكم المؤكد ان يهزم برزاني منافسيه الخمسة الآخرين.
وخاض الانتخابات تحالف الحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة برزاني وحزب الاتحاد الديموقراطي الكردستاني بزعامة الطالباني وهما أقوى حزبين في الاقليم بقائمة مشتركة ضد 23 من الأحزاب الأصغر.
ومع اقتراب الانتخابات أدلى برزاني وزعماء اكراد آخرون بتصريحات قوية بشأن المطالبات باراض يتنازعون عليها مع الحكومة المركزية في بغداد.
ويرى ديبلوماسيون ان النزاع بشأن مدينة كركوك المنتجة للنفط والمناطق الأخرى المتنازع عليها يمثل تهديدا رئيسيا لاستقرار العراق على المدى البعيد مع تراجع العنف الطائفي لكن اكرادا كثيرين يؤيدون نهج برزاني المتشدد ضد بغداد.
هذا ويلتقي مسؤولون عراقيون وأتراك وأميركيون بعد غد الثلاثاء في انقرة لبحث سبل مكافحة المتمردين الأكراد الأتراك الذين يشنون هجماتهم انطلاقا من قواعدهم في شمال العراق، كما اعلن مسؤول تركي امس.
وقال المسؤول لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن هويته ان «المباحثات ستتناول التعاون في مكافحة الإرهاب والإجراءات الأمنية، لاسيما تبادل المعلومات». وأضاف ان الاجتماع سيستضيفه وزير الداخلية التركي بشير اتالاي وسيشارك فيه مسؤول كبير في القوات الأميركية المتمركزة في العراق.
وبحسب مصدر في السفارة العراقية في انقرة فان العراق سيتمثل في هذا الاجتماع بوزير الامن الوطني شيروان الوائلي الذي سيشارك على رأس وفد من 20 شخصا.
وينعقد هذا الاجتماع في إطار اللجنة التي شكلتها الدول الثلاث في نوفمبر من اجل القيام بتحركات مشتركة لمواجهة حزب العمال الكردستاني الذي يشن تمردا مسلحا في تركيا.
وتتمركز أعداد كبيرة من مقاتلي الحزب في جبال شمال العراق الوعرة، من حيث تنطلق لشن هجماتها على القوات التركية في الجانب الآخر من الحدود.