هدد الحرس الثوري في ايران بضرب منشآت اسرائيل النووية في حال هاجمت بلاده في حين انتهت الازمة الداخلية المثارة حول نائب الرئيس الايراني بتقديم استقالته اذعانا لطلب المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية علي خامنئي.
واثر تخوف من ضربة اسرائيلية لمنشآت ايران النووية قال قائد الحرس الثوري الايراني محمد علي جعفري لقناة العالم الايرانية التي تبث باللغة العربية إنه اذا هاجم «النظام الصهيوني» ايران فانها ستضرب بالتأكيد المنشآت النووية الاسرائيلية بقدراتها الصاروخية. واضاف جعفري ان اسرائيل تقع في مرمى اسلحة ايران تماما مشيرا الى قدرات بلاده الصاروخية. واوضح أن مدى الصواريخ الإيرانية التي تزيد على 2000 كم يمكنها ضرب أي بقعة في إسرائيل. وقال جعفري ان ايران «لا تخشى» القدرات العسكرية الاسرائيلية. وأضاف ان هذا يجيء في اطار الحرب النفسية التي يشنها الغرب على ايران.
ووصفت اسرائيل التي يعتقد على نطاق واسع انها القوة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط مرارا البرنامج النووي الايراني بأنه تهديد لوجودها في حين ترفض ايران الاعتراف بإسرائيل.
استقالة نائب نجاد
داخليا، قدم نائب الرئيس الايراني اسفنديار رحيم مشائي استقالته رسميا امس اذعانا لطلب المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي.
قال اسفنديار رحيم مشائي في بيان مقتضب نشرته وكالة أنباء الطلبة الإيرانية امس: «في أعقاب الأمر الذي أصدره المرشد الأعلى، لا أعتبر نفسي بعد الآن النائب الأول للرئيس وسأخدم الشعب في أي مكان آخر يحتاجني فيه». وذكرت تقارير إعلامية امس الاول أن خامنئي امر نجاد في رسالة بإقالة نائبه مبررا ذلك بالقول: ان تعيين مشائي كنائب أول للرئيس ليس في مصلحة أحمدي نجاد ولا الحكومة الإيرانية ولن يؤدي الا إلى خلافات بين أنصار الرئيس.
ومثلت استقالة مشائي بعد ثمانية ايام من تعيينه، نصرا للمعسكر المحافظ الذي ما انفك ينتقد ترقية رجل اثار فضيحة في 2008 حين اكد ان ايران بلد صديق للاسرائيليين والاميركيين.
وعلى الرغم من استقالة مشائي، فإن البرلمان الايراني شجب بشدة تردد احمدي نجاد في الرد على رسالة خامنئي مباشرة. وصرح النائب البارز بارويز سارفاري لوكالة انباء مهر الايرانية «كان يتعين على احمدى نجاد نفسه ان يعلن انسحاب نائبه وليس رحيم مشائي». وحذر النائب الذي كان في الماضي مساندا قويا للرئيس «هذا الامر سيكون له اثار سلبية للغاية على عمل نجاد في المستقبل».
نداء توحيدي لخامنئي
في غضون ذلك وجه المرشد خامنئي نداء دعا فيه الى الوحدة في البلاد، ومطالبا من مختلف المجموعات بوضع خلافاتها جانبا والعمل معا لدفع البلاد الى الامام. وقال خامنئي في خطاب نقله التلفزيون «ينبغي الا يوجه احد اتهامات لا اساس لها. يجب ان نتعامل بشرف مع بعضنا البعض».
بالمقابل، طالبت المعارضة الإيرانية كبار رجال الدين بالمساعدة في تأمين إطلاق سراح المحتجزين الذين اعتقلتهم السلطات الإيرانية في أعقاب الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها وذلك بعد وفاة أحد المحتجزين في السجن. وقال موقع قلم نيوز الناطق باسم المرشح الخاسر مير حسين موسوي نقلا عن بيان مشترك أصدره المرشحان الإصلاحيان الخاسران والرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي «الحل الوحيد للخروج من هذا الموقف هو إطلاق سراح المحتجزين فورا».
وذكر الموقع «نحن قلقون جدا بشأن سلامتهم الجسدية والنفسية.حالة أمن الدولة المفروضة هذه يجب أن تنتهي. من الخطأ الربط بين المحتجزين الموالين للإصلاح والدول الأجنبية». وجاء في البيان «نحن ننتظر منكم يا كبار القادة الدينيين، ان تذكروا السلطات بالآثار الوبيلة لعدم احترام القانون وان تمنعوها من مواصلة (اللجوء الى) القمع في الجمهورية الاسلامية».
كروبي
وقال الموقع إن المرشح المعتدل المهزوم مهدي كروبي قال في رسالة موجهة الى غلام حسين محسني ايجي وزير المخابرات إن هؤلاء المحتجزين منذ الانتخابات يتعرضون للتعذيب العقلي ويعاملون بقسوة من الناحية الجسمانية. واضاف كروبي في بيانه «رئيس الهيئة التنفيذية لم ينتخب بأصوات الشعب. الحكومة الجديدة غير شرعية». وقال ان «سلوك افراد الامن الايراني أسوأ من سلوكيات الصهاينة في فلسطين المحتلة» متسائلا «هل يمكنك ان تضع معتقلين تحت التعذيب النفسي في مساجد ومدارس وفي اقبية المكاتب الحكومية».
الى ذلك قال موقع إصلاحي إن نجل مستشار المرشح المحافظ الخاسر محسن رضائي قتل في سجن في طهران بعد احتجازه خلال الاضطرابات التي وقعت بعد الانتخابات. وقال موقع مشاركات الإصلاحي على الإنترنت إن محسن روح الأميني نجل عبد الحسين روح الأميني الذي كان كبير مستشاري محسن رضائي قتل في سجن إيفين في طهران.
وقال الموقع «تم ابلاغ عائلته بأن محسن سيطلق سراحه قريبا. لكن السلطات أخبرت العائلة مساء يوم الخميس بوفاته». لم يذكر الموقع كيف أو متى قتل روح الأميني ولم يتسن على الفور الاتصال بالسلطات الإيرانية لتأكيد النبأ أو للتعليق على الظروف المحيطة به. وقال الموقع إن روح الأميني اعتقل في التاسع من يوليو الجاري أثناء الاحتجاجات التي أعقبت الانتخابات ثم احتجز في سجن إيفين.
وتقول جماعات حقوقية إن مئات الأشخاص من بينهم ناشطون مؤيدون لإصلاح بارزون وصحافيون وأكاديميون ومحامون اعتقلوا منذ الانتخابات الرئاسية المتنازع على نتيجتها.
إلى ذلك، شهدت نحو 100 مدينة في جميع أنحاء العالم تظاهرات امس نددت بالخروقات لحقوق الإنسان في إيران وعبرت عن دعمها للمعارضة الإيرانية.