بيروت ـ عمر حبنجر
لاحت في الافق الحكومي امس، امكانية خروج الرئيس المكلف سعد الحريري عن تكتمه حيال مجريات تأليف الحكومة من خلال تقديم صيغة واسماء، في الاسبوع الطالع، حال تأكد من جدية قبول المعارضة بالتخلي عن الثلث المعطل، كما قال رئيس مجلس النواب نبيه بري في وقت سابق، وحتى في حال وافق المعارضون على ان يسمي رئيس الجمهورية ميشال سليمان، الوزير الشيعي السادس، والذي يرفع حصة المعارضة الى 11 وزيرا من اصل ثلاثين، فقد انطوى الاسبوع الرابع من عمر التكليف وما زالت صورة الحكومة العتيدة في غرفة العتمة. غير ان القراءة المتأنية لتصريحات بعض اطراف المعارضة، تكبح موجة التفاؤل، وتعزز حالة المراوحة المستمرة منذ شهر تقريبا، فالعماد ميشال عون استغرب ان ينتهي تشكيل الحكومة قبل نهاية هذا الشهر، وفق توقع رئيس مجلس النواب. وأضاف: ليس لدي شعور بتشكيل الحكومة قريبا.
عون: مشكلة لبنان شرق أوسطية
واعتبر عون ان مشكلة لبنان، هي مشكلة شرق اوسطية، نافيا ان يكون الرئيس المكلف سعد الحريري قدم اليه أي عرض. وأضاف: يضم تكتل التغيير والاصلاح 27 نائبا، وعليه «يحق لنا ستة وزراء».
وعن اعادة توزير وزير الاتصالات جبران باسيل (صهره) الراسب في الانتخابات، قال العماد عون ان باسيل ينتسب الى حزب كبير له شعبيته، ولو سقط في الانتخابات، وطالب بوزارة الداخلية لكتلته كونها تحتاج الى اصلاحات جذرية.
وبإصرار عون على الوزراء الستة يبقى هناك اربعة وزراء فقط لحزب الله وحركة أمل، علما ان حزب الله متمسك بالتمثيل الكامل بالحكومة في المرحلة الاقليمية الراهنة. لكن الوزير السابق وئام وهاب، المعارض الذي يعكس وجهة النظر السورية عادة في لبنان، قال ان تشكيل الحكومة في اجازة طويلة قد تمتد الى ما بعد عيد الفطر. وزعم وهاب ان هناك عرقلة مصرية لتشكيل الحكومة. حيث انها تربط تشكيل الحكومة بالتقدم في غزة، وفي اطلاق الجندي الاسرائيلي وفي التقدم بالمصالحة بين حماس وفتح. وانا اخشى، والقول لوهاب، ان نكون امام محاولة انتاج فؤاد السنيورة رئيسا للحكومة، ويبدو ان هناك اطراف اقليمية، وبالتحديد مصر، تعمل لهذا اضافة الى دور يلعبه جيفري فيلتمان، مساعد وزيرة الخارجية الاميركية، الذي يقول وهاب ان له مصالح وارتباطات في لبنان والمنطقة.
بدوره، عضو تكتل «لبنان أولا» النائب عمار حوري اكد ان طرح العماد عون للنسبية يفتقر الى الدقة. وفي رد على تصريحات عون، قال حوري ان على عون استخدام الآلة الحاسبة، حيث يتبين، في حال ناقشنا النسبية بالتفصيل ان المعارضة لن تحصل على اساسها على اكثر من ثمانية مقاعد في الحكومة. وقال ان الرئيس الحريري مصر على تشكيل حكومة وحدة وطنية قريبا ولا مجال لاعتذاره.
بري لا يرى عوائق إقليمية
الرئيس نبيه بري الذي لم يقابل مدير الشرق الادنى في مجلس الامن القومي الاميركي دان شابيرو، رغم لقائه الرئيس ميشال سليمان والرئيس فؤاد السنيورة والرئيس المكلف سعد الحريري، وكلف مسؤول الاعلام في حركة «أمل» علي حمدان بلقائه اكد ان معلوماته لا تشير الى اي عوائق على خط الـ «س.س» (السعودية ـ سورية) ولا داخليا، وانه ليس ثمة احد في المعارضة يصر على شيء، فالكل يقولون بحكومة شراكة والرئيس المكلف عاد يتحدث عن حكومة وحدة وطنية لذلك يجب ان نعجل. وقال لصحيفة «السفير» لدي اسباب كثيرة تدفعني للتفاؤل، الا اذا كانت هناك امور لا اعرفها، واضاف: اذا لم تولد الحكومة من الآن حتى نهاية الشهر الجاري، فيمكن عندها تقدم التشاؤم على التفاهم.
الحريري: نسير بالاتجاه الصحيح
اما الرئيس المكلف فقد اكتفى بالقول بعد لقائه الرئيس ميشال سليمان في قصر بعبدا ان حركة الاتصالات تسير في الاتجاه الصحيح نحو حكومة وحدة وطنية، وقال الحريري ان احداث الاسبوع الماضي تجعلنا نؤكد على ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية. ويبدو ان هذا ما توافق عليه الرئيس ميشال سليمان مع الرئيس المكلف، محافظة على الوتيرة الايجابية ذاتها التي سادت اللقاءات السابقة، يضاف الى ذلك دعوة الرئيس سليمان للتعجيل بتشكيل الحكومة رافضا تحويل الرئاسة «خزنة ودائع» من خلال صيغة «الودائع الوزارية من خلال حصته». هذا وبرر الرئيس سليمان التأخير للتشكيلة الحكومية قائلا امام زواره «لو اخذ الأمر بعض الوقت لاننا للرة الأولى نؤلفها للبنان بلا ضغوط او تدخلات
وقالت مصادر ان خطاب الرئيس سليمان في عيد الجيش الاول من اغسطس سيتضمن موقفا رئاسيا من موضوع الحكومة.
نصرالله يتوقع عدواناً إسرائيلياً جديداً بين آخر السنة والربيع المقبل
بيروت ـ د.ب.ا: توقع أمين عام «حزب الله» اللبناني السيد حسن نصر الله أن تقدم اسرائيل التي لا يؤمن جانبها، بحسب قوله، على عمل عدواني بين آخر السنة والربيع المقبل.
ونقل تلفزيون «الجديد» المحلي امس عن نصر الله دعوته، في جلسة خاصة أمام مجموعة من المغتربين، «الناس الى صيف آمن دون ورع رافضا تخويفهم». وكشف نصر الله عن معادلة جديدة مع اسرائيل قوامها هذه المرة ضاحية بيروت الجنوبية مقابل تل ابيب بدل بيروت مقابل تل أبيب. وشرح السيد نصر الله للمغتربين بحسب ما اكد التلفزيون المذكور مراحل الانتخابات في لبنان قائلا «ليست انتخابات التي يصرف فيها مليار و200 مليون دولار ولكننا تقبلنا النتيجة». وأضاف «نعم تهيبنا النصر الانتخابي حتى لا يتهمونا بأننا فزنا تحت ضغط السلاح»، مؤكدا أن حزب الله لا يمارس أي أعمال أمنية في الخارج.