لندن ـ عاصم علي
كشف تقرير بريطاني أمس أن ضباطا رفيعي المستوى في القوات البريطانية المنتشرة في أفغانستان خططوا العام الماضي لبناء سلسلة من أبراج المراقبة في أنحاء إقليم هلمند للتجسس على متمردي «طالبان» الذين يزرعون العبوات الناسفة لاستهداف الجنود البريطانيين.
إلا أن الخطة التي وضعها ضباط سرية الهجوم الجوي الرقم 16 لم تنفذ نظرا إلى عدم وجود عدد كاف من الجنود لاحتلال الأبراج المزمع بناؤها وبسبب النقص في عدد المروحيات اللازمة لتأمين الدعم من الغذاء والماء والذخيرة.
وجاءت فكرة التجسس عبر أبراج المراقبة من خطة مماثلة استخدمتها القوات البريطانية في إيرلندا الشمالية ابان اعتداءات الجيش الجمهوري هناك.
وترمي هذه الخطة إلى الحد من قدرة مقاتلي «طالبان» على الحركة، ومن أجل توجيه نيران المدفعية والطيران إلى مواقع المتمردين.
وكان النقص في عديد الجنود البريطانيين في اقليم هلمند أدى إلى عودة «طالبان» الى عدة مناطق فورا بعد خروج القوات البريطانية منها وتطهيرها من العبوات.
ويعتقد القادة البريطانيون أن الأبراج سيكون لها التأثير ذاته لنشر عدد كبير من الجنود على الأرض. وكانت القوات البريطانية وضعت هذه الخطة بعد نجاح أبراج مراقبة نصبتها في جنوب اقليم ارماغ في الستر نهاية ثمانينات القرن الماضي لمكافحة نشاط الجيش الجمهوري.
وأدت هذه الأبراج حينها الى خفض الخسائر البريطانية من هجمات الجيش الجمهوري من 84 قتيلا الى 24. وجاء الكشف عن فشل هذه الخطة البريطانية بعد اعلان وزارة الدفاع مقتل جندي في انفجار عبوة في عاصمة اقليم هلمند، ما يرفع حصيلة القوات البريطانية الى 189 قتيلا منذ بدء الحرب في أفغانستان عام 2001.
الى ذلك ذكرت صحيفة «صندي إكسبريس» امس أن قادة عسكريين بريطانيين بارزين حذروا من أن 1000 جندي بريطاني سيقتلون في أفغانستان قبل إلحاق الهزيمة بقوات حركة «طالبان».
وقالت الصحيفة إن هؤلاء القادة توقعوا بقاء القوات البريطانية أكثر من 20 عاما في اقليم هلمند الواقع جنوب أفغانستان، والذي وصفوا الأزمة فيه بأنها «الأكثر دموية» منذ أزمة شبه الجزيرة الكورية قبل نحو خمسة عقود.
وأضافت الصحيفة أن المخططين العسكريين البريطانيين في مركز قيادة العمليات أبدوا خشيتهم من استمرار الحرب في أفغانستان إلى ما بعد العام 2020.