بيروت ـ عمر حبنجر
كثافة الاتصالات والمشاورات توحي وكأن عملية تشكيل الحكومة انتقلت الى مرحلة التسميات وتوزيع الحقائب، في حين نقل زوار العماد ميشال عون رئيس كتلة التغيير والاصلاح عنه قوله ان الصيغ الحكومية التي يجري الحديث عنها لم تصل الى «الرابية» بعد، بالتالي لا اشارات الى حلحلة جدية في موضوع الحكومة.
بدوره «مرجع كبير» في المعارضة نقلت عنه اذاعة «النور» الناطقة بلسان حزب الله قوله: نخشى ان تكون المعادلة الاقليمية لاتزال تتحكم في ملف الحكومة اللبنانية.
ولهذا يظهر ان ثمة من فسر اتصال الرئيس ميشال سليمان بالرئيس السوري بشار الأسد امس الاول على انه تعبير عن قناعة رئاسية بتأثير المعادلة الاقليمية على تشكيل الحكومة في لبنان، علما ان التطورات الاقليمية المتصلة بزيارة الموفد الاميركي جورج ميتشل الى دمشق كانت السبب المعلن للاتصال.
حشود إسرائيلية
يضاف الى ذلك التسريبات الصحافية الاسرائيلية عن حشود عسكرية احترازية على الحدود مع لبنان، التي تزامنت مع حديث الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن حرب ممكنة في نهاية هذه السنة او في الخريف.
واوضحت مصادر متابعة ان كل التطورات الاقليمية حضرت في الاتصال الهاتفي بين سليمان والاسد، وانه تم الاتفاق على استمرار التشاور والتنسيق بينهما حيال القضايا المطروحة والتحديات التي تواجهها المنطقة.
غسل قلوب بين السليمانيين
الرئيس سليمان استقبل لاحقا رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية وعرض معه الاوضاع المحلية العامة، واستبقاه على مائدة الغداء مثنيا على المبادرة التصالحية التي قام بها فرنجية، والتي تصب في خانة الوفاق الوطني.
اوساط المردة قالت ان الاجواء الايجابية خيمت على اللقاء، الذي اتسم بطابع «غسل القلوب» بينهما، وقد تخلله تبادل آراء وايضاحات، وابدى فرنجية ثباته على مواقفه، ورد الرئيس سليمان مؤكدا تفهمه لهذه المواقف.
الــى ذلــك جــدد فرنجيــة التأكيد على ان المعارضــة لن تسير في عمليــة تأليف الحكومة من دون الثلث الضامن.
«الوزير الملك» عدنان حسين
على اي حال الساعات «الحكومية» الماضية شهدت حركة لقاءات كثيفة بين المعارضة والموالاة، فالرئيس ميشال سليمان استقبل ليلا وفدا قياديا من حزب الله وحركة أمل، ضم المعاون السياسي للامين العام لحزب الله الحاج حسين خليل، والمعاون السياسي للرئيس بري النائب علي حسين خليل، ونقلا اليه موافقة السيد نصرالله والرئيس بري على احد الاسماء المقترحة من الرئيس كي يشكل الثلث الضامن للمعارضة ويكون من حصة رئيس الجمهورية، ويكون منصب «الوزير الملك» في الحكومة الجديدة للاستاذ في الجامعة اللبنانية د.عدنان السيد حسين، وهو شيعي، وقد تبلغ رسميا الاتفاق على اسمه.
وكان الدكتور حسين، حتى الامس القريب ضمن عداد الفريق الذي كلفه الرئيس سليمان لمعاونته في موضوع الاستراتيجية الدفاعية في مؤتمر الحوار الوطني.
بدوره زار وفد من كتلة الوفاء للمقاومة الرئيس سليمان امس برئاسة النائب محمد رعد الذي اكد بعد اللقاء «اننا لمسنا تقدم في مكان ما في الشأن الحكومي يمكنه ان يؤسس لمزيد من التقدم في الايام المقبلة نافيا وجود اي عراقيل».
إبلاغ الحريري بتسمية حسين
وفي وقت لاحق، عقد اجتماع ليلي بين الرئيس المكلف سعد الحريري والمعاون السياسي للسيد نصرالله الحاج حسين خليل، الذي أبلغه ما أبلغ الرئيس سليمان من موافقة الحزب وأمل على د.عدنان السيد حسين المقترح من رئيس الجمهورية، وسبق هذا اللقاء اتصال من الرئيس بري الى الرئيس المكلف للغاية عينها، وسيكون هناك كلام بهذا المعنى للرئيس بري اليوم، في اعقاب زيارته الاسبوعية الى القصر الجمهوري.
وفي إطار الاتصالات واللقاءات المكثفة التقى الرئيس المكلف رئيس حزب الكتائب أمين الجميل ـ ثم رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط يرافقه الوزيران غازي العريضي ووائل ابوفاعور والنائب مروان حمادة، وكان تأليف الحكومة محور اللقاءين. إشارة إلى ان سعد الحريري رفض اي غمز او لمز من جانب الأكثرية من مواقف النائب جنبلاط المتغيرة، الى درجة إغاظة شخصية بارزة في المعارضة، وقد عبرت عن غيظها بالقول: كلما ابتعد جنبلاط عن سرب 14 آذار، اجتهد حلفاؤه في تبرير أسباب ابتعاده.
والراهن ان جنبلاط بات يشكل همزة وصل بين رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس المكلف سعد الحريري.
وتقول مصادر قريبة من أجواء رئيس المجلس، ان هذا الاخير يرى ان جنبلاط يمكن ان يكون له على مستوى التحالف السياسي، بينما العماد ميشال عون، حليفه في المعارضة، لحزب الله. من جهته، الوزير غازي العريضي، اكد بعد زيارته نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبدالأمير قبلان، ان الامور اصبحت افضل من السابق على صعيد تأليف الحكومة، وانه تم تحقيق خطوات ايجابية. العريضي زار ايضا آية الله محمد حسين فضل الله، الذي اكد ان المشاكل التي يعاني منها اللبنانيون، لا تنطلق من رفض الفرقاء لمبدأ الحوار، لكن من ازمة ثقة ينبغي معالجتها بالمزيد من المصارحة والواقعية، وصولا الى الدولة القوية العادلة.
ورحب السيد فضل الله بالمصالحات الاخيرة ودعا الى تكريسها على المستويات الشعبية والميدانية، وهو ما يجري على صعيد حزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي.