انزعاج سليمان: دستوريا، ماذا يستطيع رئيس الجمهورية ميشال سليمان أن يفعل إذا ما بدا أن عملية تشكيل الحكومة على وشك الدخول في النفق؟ هذا السؤال طرح في أكثر من «زاوية» سياسية، وكان الجواب «لا شيء»، لكنه يملك «القوة المعنوية» التي تخوله أن يتوجه إلى الشعب برسالة يوضح فيها طبيعة العراقيل التي تحول دون إنجاز العملية، خصوصا أن الزوار المقربين جدا ينقلون عن سليمان انزعاجه الشديد من الوضع، ومن دون أن تصدر عنه كلمات مسيئة، وهو الذي ينتقي كلماته بدقة عالية وأخلاقية عالية. ويقول أولئك الزوار إن رئيس الجمهورية يفضل البقاء خارج التفاصيل، لكن تعابير وجهه وهو يتحدث في المسألة تشير إلى أنه يشعر (والأمر حقيقة يتجاوز الشعور) بأن ثمة من يتقصد إلحاق الأذى به شخصيا.
السكة ما قبل النهائية: نقل زوار الرئيس بري عنه قوله، حين سئل عن مطلب بعض المعارضة بالحصول على 11 وزيرا: «اذا حصلنا على 10 فأين تضعون وليد جنبلاط.. لا يراهن أحد على الانقسام الحاد الذي كان سائدا وأنا لا أحكي عواطف بل أستند الى أمور محددة، وان شاء الله لا أكون مخطئا».
وأضاف هؤلاء ان بري يعتبر ان الاتصالات صارت على السكة ما قبل النهائية، وانه «خلافا لبعض الأجواء الاعلامية التي تربط التأخر في تأليف الحكومة بنوع من «الفرملة» في تقدم العلاقات السعودية - السورية، فإن هذا غير صحيح، فالعلاقات بين الرياض ودمشق في حالة تواصل دائم وبتوطيد مستمر وهي ليست مجمدة».
إعادة الانتخابات في بعض المناطق: تقول أوساط باحثة عن مخرج للمأزق الحكومي ان المبادرة يجب ان يأخذها رئيس الجمهورية والنائب وليد جنبلاط كونهما في الوسط عبر صيغة مبدعة لم تتبلور حتى الآن، وحتى ظهورها ستبقى الأمور على أوضاعها، فلا حكومة مهما بلغ حجم التفاؤل. لكن هناك من يقول ان الخروج من المأزق ربما كان عن طريق المجلس الدستوري وسرعة البت في الطعون النيابية، كل ذلك يساهم في اعادة خلط الأوراق آليا على الساحة اللبنانية واعادة الانتخابات في بعض المناطق.
وزراء «أمل»: مصادر في حركة أمل تتداول أسماء ثلاثة مرشحين للرئيس بري لشغل مواقع وزارية في الحكومة العتيدة، هي محمد جواد خليفة للصحة ومرشحان حزبيان هما خليل حمدان للتربية والعميد محمد سرور للسياحة.
علاقة إستراتيجية: يؤكد مقربون من رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط أن علاقة هذا الأخير برئيس الحكومة المكلف سعد الحريري هي أكثر من أن تكون علاقة استراتيجية، وأن الاثنين يمتلكان تصورا مشتركا للقضايا اللبنانية والعربية المحورية، من دون أن يعني هذا عدم وجود تباين في الأسلوب، وهو تباين شكلي، إذ ان لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي طريقته الخاصة في التعبير والتي تعتبر فريدة من نوعها.
ويشير المقربون إلى أن إحدى الجهات المعارضة حاولت أخيرا «التسلل»، لكنها فوجئت بتأكيد نائب الشوف أنه مستعد لكي يعتزل السياسة، على أن يبتعد عن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، وهو ما فاجأ الجهة التي قالت إنها كانت تستطلع، مجرد استطلاع.
نظرة مسيحية لجنبلاط: تقول مصادر مسيحية في 14 آذار ان الفريق المسيحي يؤيد التوجه الانفتاحي الجنبلاطي، خصوصا ان المسيحيين يفهمون طابعه الالحاحي بعد ما جرى في 7 مايو 2008 في عدد من مناطق الجبل، الا ان هذا الفريق المسيحي يطالب جنبلاط بألا يكون تقربه من الشيعة على حساب ما تحقق في مصالحة الجبل التاريخية من اجل لبنان كله.
كما يتمنون الا تكون المصالحة الجديدة ماسة بصيغة لبنان أو تكرس الأمر الواقع فيه، وأيضا ألا تكون نتيجة لموازين قوى، فتحمل مشروعا سياسيا مشتركا يكون ثمة مكان للجميع فيه.
سورية وجنبلاط: لايزال التباين في رأي الأوساط القريبة من دمشق حول جنبلاط قائما، بين قائلين إن جنبلاط «حيث يذهب فانه لا يستطيع إلا أن يعود إلى سورية»، وقائلين إنه «ذهب إلى أبعد مما يمكن بعده العودة»، وإذ لا تسقط من الحساب احتمال استقباله يوما، تبدو دمشق متشائمة من احتمال استعادة الثقة المتبادلة معه، رغم اعتقادها أن مواقفه الأخيرة عن العروبة وفلسطين وإسرائيل والمقاومة والعلاقة مع سورية ساهمت في تهدئة الوضع الداخلي.
«المردة» يدخل جبل لبنان: الانفتاح بين المردة والكتائب يترافق مع حركة انتشار وتوسع يقوم بها المردة في اتجاه جبل لبنان، متجاوزا نطاق الشمال وحاجز المدفون. ويقول أحد مسؤولي تيار المردة ان رئيس التيار سليمان فرنجية استفاد من 4 عوامل في دخوله إلى جبل لبنان:
1 - خلو تاريخه من الممارسات الميليشياوية، وعدم تعرض أحد في جبل لبنان لإساءة من المردة.
2 - تجمع عوامل عدة سهلت تفاعل جزء كبير من الرأي العام في جبل لبنان بإيجابية مع خطاب فرنجية السياسي.
3 - وجود مواطنين كثر استفادوا من خدمات فرنجية خلال توليه وزارات خدماتية، وحماسة هؤلاء لمواكبة انطلاقة فرنجية في جبل لبنان.
4 - علاقة فرنجية المتينة مع التيار الوطني الحر من جهة، وعدم وجود توتر بين المردة والكتائب من جهة أخرى.