واشنطن ـ أحمد عبدالله
قال السفير الأميركي السابق في العراق رايان كروكر إن الدور الروسي في سورية هو «النتيجة الطبيعية» لتراجع الدور الأميركي في الشرق الأوسط. وقال كروكر في ندوة عقدها مركز الشرق الأوسط في واشنطن «الطبيعة ترفض الفراغ. ليس ثمة حجم ما يمكن تفريغه دون ان يمتلئ مرة أخرى. وبالقدر نفسه فإن سياسة فك الارتباط بالشرق الأوسط التي اتبعها الرئيس باراك أوباما أدت الى فراغ في العراق وفراغ في سورية. وكان من الطبيعي ان يمتلئ هذا الفراغ بقوى لا نعتبرها نحن قوى صديقة».
وأضاف: «من يعتقد ان التواجد الإيراني او الروسي في سورية هو من مصلحتنا هو معتوه. ان الضربات الجوية التي شنتها الطائرات الروسية توضح الوجهة الحقيقية للتحالف الذي يتشكل الآن في الشرق الأوسط والذي من شأنه ان يغير قواعد اللعبة الإقليمية بأكملها. لقد أوضح الروس بغاراتهم ان مشكلتهم ليست مع داعش. ومن هذه الزاوية فانهم يتحركون في خط لا يمكن ان يعتبر حليفا للولايات المتحدة. ومع ذلك فإنهم يتحركون الى الأمام بينما لا نتحرك نحن على الإطلاق».
وقال كروكر «هناك أشياء يمكننا ان نفعلها. يمكننا ان نفرض منطقة حظر طيران في سورية وان نقوم بخطوة من شأنها جلب اللاجئين السوريين الى تلك المنطقة وحمايتهم من اي اعتداء خارجي. وبإمكاننا ان نفتح قنوات الاتصال الديبلوماسي والسياسي مع الأطراف المعنية بالأزمة وان نقول للجميع اننا عدنا الى الرشد وقررنا ان نتعامل مع الموقف بحزم. وبالنسبة للعراق يجب إرسال جون كيري الى بغداد مع أوامر من الرئيس ألا يغادر قبل حل المشكلات السياسية التي تعترض تأسيس جبهة عريضة وحقيقية لمواجهة داعش. ان هناك مشكلات سياسية وبوسعنا ان نؤثر، الا ان الرئيس يعارض كل ذلك».
وأشار السفير الأميركي الأسبق الى ما قاله الرئيس أوباما من ان روسيا توشك على ان تتورط في مستنقع في سورية، وقد تغرق قائلا: «الرئيس يعلق آماله على آمال قد يطول أمد تحقيقها. وبوسعي ان أقول له فقط ان الأزمة في سورية لم تعد تحتمل الانتظار لفترة أطول».