بيروت ـ زينة طبارة
رأى عضو كتلة «زحلة بالقلب» النيابية النائب عقاب صقر، ان الحكومة العتيدة قد تكون قاب قوسين من تأليفها، وذلك لاعتباره ان الرئيس المكلف سعد الحريري يقوم بمبادرة تعتمد على مبدأ الحل اللبناني ـ اللبناني (ل - ل) كمدخل ودعم للتفاهم السعودي ـ السوري (س - س)، المبادرة التي يصفها الحريري (على حد قوله) بالواقعية والانقاذية والعملية والتي ترضي جميع الاطراف اللبنانية، معتبرا ان لبنان امام فترة سماح معطاة له ليبرهن عن قدرته في ايجاد الحل للتشكيلة الحكومية والدفع خطوة الى الامام باتجاه تسريع التفاهم السعودي ـ السوري، مشيرا الى ان هذا الجو نفسه تؤكد عليه اوساط ومصادر الرئيسين سليمان وبري، معتبرا ان ما سبق يشير الى ان لبنان امام «ترويكا» سياسية جديدة قوامها الرئاسات اللبنانية الثلاث. هذا، ولفت النائب صقر في تصريح لـ «الأنباء» الى ان الثلث المعطل قد اصبح وراء التأليف الحكومي، وذلك لاعتباره ان نتائج الانتخابات النيابية قد أنهت واقع الثلث المذكور، بعد ان أفرزت اكثرية حقيقية غير وهمية كما كانت تتهم به سابقا، ولم يعد هناك من امكانية للانقلاب عليها من قبل الفريق المعارض.
هذا من جهة ومن جهة ثانية، اعتبر النائب صقر ان الترتيبات الاقليمية دفعت بالمعارضة وعلى رأسها حزب الله الى اتخاذ المواقف الاكثر اعتدالا وأقل تصلبا، وبالتالي الى الاستجابة لحلفائه الاقليميين، مستدركا بالتساؤل عما اذا كانت تلك المتغيرات الاقليمية قد أثمرت فعلا لدى قوى 8 آذار ام ان التأليف الحكومي امام مناورة منها وتوزيع للادوار فيما بينها، مشيرا رغم التساؤل المذكور الى ان قوى 14 آذار تبقى متفائلة مع تفاؤل الرئيس بري للخروج من مأزق التأليف، ولكن يبقى تفاؤلا حذرا لاعتباره ان حزب الله لم يفصح بعد عن موقفه بشكل نهائي حيال التشكيلة الحكومية، وذلك بالتزامن مع ضبابية موقف العماد عون، الامر الذي يشير الى ان مبادرة الرئيس المكلف سعد الحريري امام امتحان للبنانية الحل، وعلى كل القوى اللبنانية اما الخروج بها من النفق واما بقاء لبنان في مرمى التقاذف الاقليمي والدولي.
زمن الحريري ووقته
وردا على سؤال عما اذا كان الزمن الحالي بناء على ما سبق من قراءة سياسية له في الواقعين الداخلي والخارجي، هو زمن الحريري في ترؤس الحكومة، أعرب النائب صقر عن اعتقاده ان الوقت وقت الحريري والزمن زمنه، وذلك لثلاثة اسباب رئيسية وهي:
اولا: ان لبنان في امس الحاجة الى وحدة عربية ـ عربية وتحديدا الى وحدة لبنانية ـ سورية قبل الجولة الجديدة من المفاوضات برعاية الولايات المتحدة الاميركية، الامر الذي يحتاج الى اجراء مصالحة بين لبنان وسورية واعادة تصحيح العلاقات بينهما، معتبرا ان الشخصية الاكثر وقعا وتأثيرا ايجابيا على المصالحة هو الرئيس المكلف سعد الحريري، كونه وريثا لدم الرئيس الشهيد رفيق الحريري وكونه يتهم سورية سياسيا بالوقوف وراء اغتيال والده، وكونه ايضا زعيم اكبر تيار سياسي في قوى الاكثرية النيابية المتخاصمة مع النظام السوري، معتبرا ان أي زعيم كان بديلا عن الرئيس المكلف، لن ينجح في تحقيق المصالحة في العمق مع سورية، وفي عودة توازن العلاقات معها، ومعتبرا ايضا ان انجاز المصالحة مع سورية لا يعني انهاء فصول المحكمة الدولية، وانما يعني التأكيد على فصلها عن العلاقات بين البلدين بانتظار نتائج التحقيقات التي ستحدد بموجبها خيارات جديدة في المنطقة. ثانيا: ان البلد بحاجة لترؤس الاكثرية النيابية للحكومة مباشرة من قبل الزعيم صاحب اكبر كتلة نيابية فيها، بحيث أصبحت المزاوجة مرفوضة بين زعامة الاكثرية النيابية ورئاسة الحكومة في لبنان، وذلك لاعتباره ان الوضع السابق وضع المعارضة امام ازدواجية التعاطي مع فريق الاكثرية، أي بين رئاسة الحكومة وزعيم الاكثرية، الامر الذي قد يريح الفريقين الموالي والمعارض ويسهل عملية التخاطب بين الفريقين المذكورين. ثالثا: ان لبنان يعيش مأزقا اقتصاديا وأزمة مالية ادارية كبيرة، الامر الذي يستوجب وجود الحريري على رأس الحكومة كون عنوان نشاطه العريض هو الاصلاح الاقتصادي والمالي والاداري.