بيروت ـ عمر حبنجر
لا يستبعد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري ولادة الحكومة اليوم الجمعة، وفي تقديره ان البيان الوزاري سيكون شبيها ببيان الحكومة الحالية.
وردا على سؤال لـ «الأنباء» حول خلفية هذه التحولات الإيجابية في مسار تأليف الحكومة، قالت مصادر عليمة ان حزب الله لديه اهتمامات إقليمية وإيرانية اكبر مما يجري على مسرح الحكومة اللبنانية بعدما وفر لحلفائه ثلث أعضائها، في حين لعبت دمشق دورا اساسيا من خلال فرضها على حلفائها وعلى رأسهم نبيه بري التخلي عن الثلث المعطل وبالتالي الإسراع في تشكيل الحكومة، مواكبة للتطورات الإقليمية وعلى رأسها زيارة خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز المرتقبة الى دمشق. وقالت مصادر في المعارضة ان عملية تأليف الحكومة اللبنانية انتهت على خط الرياض ـ دمشق، ولم يبق سوى ان يتلقى الطرفان اتصالا أخيرا من القصر الجمهوري في لبنان لتهنئتهما بولادة الحكومة. صحيفة «السفير» القريبة من دمشق تحدثت عن اتصال سعودي ـ سوري رفيع المستوى خلال اليومين الماضيين اتفق فيه على ان يقوم الملك عبدالله بزيارة دمشق غداة اعلان مراسم الحكومة، ووفقا لما نشرته «السفير» سيكون الرئيس المكلف سعد الحريري الى جانب رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري في عداد مستقبلي الملك السعودي على ارض مطار دمشق. وكان الحريري أكد من بعبدا امس الاول ان الصيغة الحكومية اصبحت منتهية تقريبا وان العمل جار بجدية في توزيع الحقائب.
عون حلحلها
وضمن العناصر المسهلة للتشكيلة الحكومية كان التحول غير المعلن في موقف التيار الوطني الحر الذي تؤكد المعلومات لـ «الأنباء» ان رئيسه العماد ميشال عون وافق على التشكيلة الحكومية، بعدما أذعن معدّوها الى اشتراطه توزير صهره جبران باسيل مرة اخرى، وكذلك حليفه الراسب الآخر في الانتخابات ايلي سكاف.
وأعطى عون في المقابل مقعد المعارضة الماروني الذي يشغله ماريو عون الى حليفه النائب سليمان فرنجية. واكد تيار المستقبل على التعقيدات الناجمة عن توزير الراسبين ولكنه شدد على عدم دخول مشاغبين الى مجلس الوزراء.
رفض التهميش
مصادر قيادية في التيار الوطني الحر قالت انه لم يعد مقبولا تهميش العماد عون، ونحن لا نقبل ان يتكلم احد باسمنا، والمطلوب من الرئيس المكلف سعد الحريري ان يبحث معه مباشرة صيغة الحكومة وترتيباتها، كما يفعل مع الرئيس بري وحزب الله والنائب جنبلاط وآخرين، وان العماد عون يعتبر نفسه الآن غير معني بما يجري.
عضو تكتل التغيير والاصلاح النائب نبيل نقولا رأى من جهته ان حصة رئيس الجمهورية في الحكومة يجب ان تكون مكرسة في الدستور ولا تكون «منة» لا من اكثرية ولا من معارضة، وقال: استغرب كيف نضع وديعة عند رئيس الجمهورية، ونتساءل من يضمن الا يغير الوزراء الوديعة رأيهم وموقفهم؟ هذا المنطق غير سليم ولا يعمل على تلبية طموحات الشعب اللبناني. وقال النائب نقولا، في حديث الى تلفزيون الجديد: نحن اعطينا سقفا في التشكيل اما النسبية او الثلث الضامن، ومن يعطل الحكومة هو رئيسها وليس الثلث المعطل، مشيرا الى ان قرار المشاركة في الحكومة لم يتخذ بعد والقرار النهائي عند العماد عون. واوضح ان المشكلة في التيار ليست لا اسماء ولا حقائب، واي كلام او تصاريح صادرة عن غير التيار لا تلزمنا وهذا تشويه لصورة التيار الوطني الحر، مشددا على انه لا يحق لاحد ان يقرر من نختاره للوزارة. واضاف نقولا: هناك تكتل نيابي هو من ينتقي نوابه ووزراءه، سواء من الراسبين او من الناجحين، لافتا الى ان جبران باسيل لا يوزر على اساس انه جبران باسيل لكن لأنه عضو في التيار الوطني الحر.
العتب على المعارضة
واشار النائب نبيل نقولا الى انه عاتب على المعارضة رغم انه يخضع لكل ما تقرره في النهاية، مشددا على رفضه مبدأ البدء بصخرة والانتهاء ببحصة.
نقولا تحدث عن امكانية اعادة النظر في المعارضة لأن بعض اطرافها تصرف معنا بطريقة غير ملائمة، ويبدو من كلامه هذا انه لم يتبلغ بالتحولات السياسية بعد.
زهرة وحقائب القوات
في المقابل، كشف النائب القواتي انطوان زهرة ان القوات ستطالب بحقيبة خدماتية واحدة ولن تطرح اي تعديل على توزيع الحقائب السيادية كي لا يعد ذلك تعطيلا لعملية تأليف الحكومة.
زهرة تحدث عن احتمال كبير لتشكيل الحكومة خلال 48 ساعة بالتزامن مع عيد الجيش اذا تم تجاوز عقبة توزير الراسبين.
وفي رد ضمني على التيار الوطني الحر الذي يسجل توزير نسيب لحود في حكومة الرئيس فؤاد السنيورة الحالية رغم رسوبه في الانتخابات، قال زهرة ان لحود اصبح وزيرا بعد سنتين ونصف السنة من الانتخابات التي خسرها وليس في اعقابها مباشرة.
بيد ان النائب انور الخليل (كتلة التنمية والتحرير) قال ان بعض الوزارات ستبقى على حالها كوزارتي الدفاع والداخلية، اما التشكيلة بشكلها النهائي فستقررها الكتل بناء على التوزيعات التي سيقترحها الرئيس المكلف.
وبالنسبة للحقائب الوزارية للمعارضة، فلم يجر اتفاق نهائي على الاسماء وعلى كيفية توزيعها.
وردا على سؤال عن موعد اعلان التشكيلة الحكومية، قال الخليل: ليس من فترة طويلة ستمر حتى تصدر التشكيلة الوزارية.