- سليمان أبلغ أوغلو استعداد لبنان للمشاركة في أي مؤتمر دولي للسلام استناداً للضمانات المعطاة
بيروت ـ عمر حبنجر
«لا تبارك يومك قبل غياب الشمس» هذا القول، بل هذه الحكمة، تنطبق على واقع حال الحكومة اللبنانية العتيدة، والتي تعيش مخاضا صعبا، وسط تجاذبات سياسية داخلية وخارجية، تضعها يوما على حافة الولادة، وتحرمها في آخر من الطلق المسرع للولادة المنتظرة.
نهار الخميس، كان الجو مواتيا، حتى ان بعض الوزراء تلقوا التهاني، ولكن مع حلول المساء، عادت تتلبد الغيوم، لقد كان مؤملا ان يجلس الرئيس المكلف سعد الحريري الى يسار الرئيس ميشال سليمان على منصة الاحتفال بعيد الجيش كرئيس للحكومة، لا كرئيس مكلف، لكن استبعاد صدور المراسيم قبل صباح اليوم السبت، حرم الحريري من حضور هذه المناسبة بمواصفات حكومية كاملة.
وهكذا سيحتفل الجيش اللبناني اليوم بحضور رئيسين للحكومة، رئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، في سابقة لم تعرف سابقا.
علما ان معوقات تشكيل الحكومة لم تعد في العمق السياسي، وهي باتت قابلة للمعالجة اذا ما قرر المتزاحمون على المناصب والحقائب اتقاء الله في وطنهم، خصوصا على مستوى الساحة المسيحية بشطريها الموالي والمعارض. ففي تكتل التغيير والإصلاح لايزال العماد ميشال عون متمسكا بالنسبية في الحصص الحكومية وبتوزير جبران باسيل وحليفه ايلي سكاف الراسبين في الانتخابات، وفي قوى 14 آذار يتصاعد التنافس المحموم على الوزارات والحقائب.
فكرة إبقاء القديم على قدمه في الحكومة، لم تصمد إلا فيما يعني الحقائب السيادية الأربع، الدفاع والداخلية والخارجية والمالية، اما بقية الوزارات فهي مشغولة من وزراء رسب معظمهم بالانتخابات، وبالتالي عليهم المغادرة طبقا للمبدأ المتفق عليه بين الرئيس سليمان والرئيس المكلف سعد الحريري. وبرزت إشكالية بالنسبة لمنطقة البترون الممثلة في المجلس بنائبين هما: بطرس حرب وانطوان زهرة، حيث يجرى التداول بثلاثة أسماء، النائب بطرس حرب والوزير جبران باسيل وعماد واكيم. والصراع محموم أيضا بين الحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية على حقيبة وزارة الأشغال العامة، في حين يتمسك حزب الكتائب بتمثيله بوزيرين، بينما ترى القوات اللبنانية ان الوزيرين من حصتها، وهذا ما يميل إليه رئيس الحكومة المكلف.
بالنسبة لتكتل المستقبل، فالرئيس المكلف لا ينوي توزير احد من نواب كتلته، وان الأسماء السنية الاربعة التي جرى تداولها مرشحة كلها للتغيير.
من جهة أخرى، وفي إطار جولة وزير الخارجية التركي المكوكية في لبنان جدد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان أمام اوغلو تأكيد مطالب لبنان المعروفة وهي استكمال تنفيذ القرارين 1701 و425 الذي ينص على الانسحاب من الأراضي اللبنانية التي لاتزال محتلة بلا قيد أو شرط ومن دون الحاجة الى أي تفاوض، وايجاد حل لمسألة اللاجئين الفلسطينيين عن طريق اعطائهم حقوقهم وفي طليعتها حق العودة. وأبلغ سليمان الى وزير خارجية تركيا ان لبنان يشارك في أي مؤتمر دولي للسلام الشامل والعادل يرتكز على مؤتمر مدريد والضمانات المعطاة وعلى المبادرة العربية للسلام.