في الوقت الذي رفض فيه الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي دعوة وجهها له المرشد الأعلى لحضور حفل تنصيب أحمدي نجاد رئيسا للبلاد لفترة ثانية، قدم أحد كبار مستشاري نجاد استقالته امس، بينما تردد أن نجاد سيتولى بنفسه وزارة الاستخبارات.
حرية الاختيار
واستقال المستشار الإعلامي لنجاد علي أكبر جوانفكر، وقال لوكالة الطلبة للأنباء «أقدم استقالتي من منصب المستشار الاعلامي للرئيس لأتيح له حرية اختيار شخص قادر على تولي هذا المنصب وكفؤ له».
إلى ذلك، ذكرت قناة «العربية» أن أحمدي نجاد سيتولى بنفسه وزارة الاستخبارات، وأنه قرر استبعاد مؤيدي المرشد الأعلى علي خامنئي في الوزارة، وبينهم نائب الوزير حاج حبیب الله وخزائي.
ونقلت وكالة «ايسنا» للانباء عن مصدر قضائي طلب عدم الكشف عن اسمه، ان 10 اشخاص اضافيين من الذين شاركوا في «الاحداث التي اعقبت الانتخابات الرئاسية» الايرانية في الثاني عشر من يونيو، مثلوا امس امام المحكمة الثورية في طهران.
السلطات القضائية
في غضون ذلك انتقد زعيم المعارضة الايرانية مير حسين موسوي امس المحاكمة التي تجريها السلطات القضائية للمتظاهرين والمسؤولين الاصلاحيين مؤكدا ان «الاعترافات انتزعت تحت التعذيب بوسائل تذكر بالقرون الوسطى».
وتساءل موسوي «بماذا يريدون اقناع الشعب باعترافات تذكر بوسائل التعذيب التي تعود للقرون الوسطى؟».
خطة للانقلاب
وتابع موسوي «يقولون ان ابناء الثورة اعترفوا في المحكمة امس الاول بعلاقة مع الاعداء وبخطة للانقلاب على الجمهورية الاسلامية. لكن كل ما سمعته انا كان تأوهات تعكس ما عانوه في الخمسين يوما التي سجنوا خلالها» وندد زعيم المعارضة ايضا «بمحاكمة كل ما فيها ملفق».
على صعيد متصل، اعلن النائب المحافظ محمد تقي رحبار ان نوابا ايرانيين رفعوا دعوى امام القضاء ضد مرشح المعارضة مير حسين موسوي بسبب «تصرفاته المتطرفة».
وقال رحبار، عضو اللجنة القضائية في البرلمان، «تم ايداع الشكوى قبل بضعة اسابيع بسبب التصرفات المتطرفة للمرشح الاصلاحي الذي لم يحالفه الحظ. ونريد ان ينظر فيها القضاء».
الاستفادة من الاوضاع
من جهته اتهم رئيس المكتب السياسي بالحرس الثوري الإيراني البريجادير جنرال «يد الله جافاني» دولا غربية بمحاولة الاستفادة من الأوضاع السياسية الراهنة في البلاد بما يخدم مصالحها.
الثورات الملونة
وقال جافاني -في مقابلة خاصة مع شبكة «برس تي في» الإيرانية بثتها امس ـ إن الولايــات المتحدة وبعض الدول الغربيــة يبذلــون كــل الجهود من أجل الاستفــادة مــن الوضع السياسي الراهن في إيران، والدفع نحو ثورة «مخملية».
وأضاف جافاني «الجميع يعرف أن الثورات الملونة مثل الثورة الوردية بجورجيا والثورة البرتقالية بأوكرانيا كانت بتحريض أميركي بهدف جعل دول من جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق تنتهج سياسات واشنطن وتعمل وفقا لما يخدم مصالح الولايات المتحدة».
وأشار جافاني إلى أن «كوندوليزا رايس» مستشارة الأمن القومي في إدارة جورج بوش الأولى أكدت ذات مرة أن جميع جهود واشنطن لعزل أو الإطاحة بالنظام الإيراني لم تؤت ثمارها.. وتابع أن رايس تقدمت بمشروع قانون حينما تولت وزارة الخارجية من أجل توفير الدعم لمعارضي النظام في إيران.
وسائل الاعلام
وحول الانتخابات الرئاسية الأخيرة في إيران، قال جافاني إن الحرس الثوري ليس حزبا سياسيا، ولذا فإنه لم يساند مرشحا بعينه.
واعتبر أن الاتهامات المتعلقة بتزوير الانتخابات أثارتها وسائل الإعلام الأجنبية والحكومات قبل الانتخابات من أجل وضع أسس ثورة ملونة في إيران.
ودافع جافاني عن جميع الانتخابات التي شهدتها إيران على مدار السنوات الثلاثين الماضية وقال انها كانت «حرة ونزيهة».