لاحظت أوساط متحركة على خط اللقاء بين العماد عون والنائب جنبلاط ان الزعيم الدرزي أظهر مرونة واضحة وتجاوبا سريعا عندما طرحت عليه فكرة اللقاء مع الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة ومع قيادة الحزب القومي السوري، ولكنه أظهر تحفظا وترددا عندما طرحت عليه تكرارا فكرة اللقاء مع العماد عون.
وفي حين يشير البعض الى ان العماد عون ليس على أجندة جنبلاط السياسية التي يتصدرها هدف الوصول الى دمشق وإحياء العلاقة معها، وحيث لا يصب اللقاء مع عون في خدمة هذا الهدف، فإن مصادر قريبة من جنبلاط تلمح الى انزعاج لديه من دور سلبي لمقربين من العماد عون عبر طرحهم شروطا مسبقة لهذا اللقاء ومكانه وجدول أعماله.
ثمة شكوى جنبلاطية من «سلبية» بعض القريبين من عون الذين نصحوه بتأجيل اللقاء والتحضير له بروية لأن المواضيع التي ستثار فيه شائكة ولابد من مقاربة واقعية لها حتى لا يبدو الأمر وكأنه حركة فولكلورية، في حين ان اللقاءات الأخرى التي قام بها جنبلاط في إطار تموضعه الجديد، أظهرت جدية من خلال الخطوات الفاعلة التي رافقتها أو تلتها.
وعزت مصادر مواكبة للاتصالات التحضيرية للقاء عون جنبلاط التي كانت جارية بين الوزيرين وائل أبوفاعور وجبران باسيل قبل ان يتقرر تجميدها ريثما تتوافر الظروف الملائمة لعقد اللقاء، السبب الى ان عون فضل ان يعقد اللقاء في دارة بلدية الكحالة (قضاء عالية) أو في أحد الكنائس في الجبل على غرار الاجتماع الذي جمعه والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وانتهى الى اعلان ورقة تفاهم بينهما، بدلا من ان يعقد في منزل صديقهما المشترك د.نبيل طويلة.
ولفتت المصادر الى ان لا مشكلة لدى جنبلاط في عقد الاجتماع في أي مكان، وقالت ان تأخيره يعود الى ان عون اشترط وضع ورقة تفاهم تسبقه أسوة بما توصل إليه مع السيد نصرالله.
وأضافت: «جنبلاط اقترح كبديل عن ورقة التفاهم إصدار بيان مشترك في نهاية الاجتماع باعتبار ان مثل هذه الورقة تحتاج الى تحضير وإعداد سياسي، لكن عون أصر على موقفه وكأنه يريد توظيفه في إطار انه قادر على جذب الآخرين الى مواقفه ما يعطيه دفعا في الشارع المسيحي يمكن ان يستغله البعض لضرب علاقة جنبلاط بحلفائه المسيحيين في 14 آذار».