- لن نكون رهينة للانقلابيين والانتخابات هي الخيار الأخير لإنهاء الانقسام الفلسطيني
- مصدر إسرائيلي: مؤتمر منظمة التحرير فرصة لاستئناف المفاوضات بلا شروط مسبقة
أكد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس تمسك حركة فتح بخيار المفاوضات والسلام مع إسرائيل دون إسقاط «الحق المشروع» في المقاومة.
وقال عباس، لدى افتتاحه أعمال المؤتمر العام السادس لحركة فتح في بيت لحم بالضفة الغربية امس: «التمسك بخيار السلام والمفاوضات لا يعني الوقوف عاجزين أمام الانتهاكات الإسرائيلية للسلام وسنبقي نعتمد السلام مع الاحتفاظ بالحق في المقاومة المشروعة التي يكفلها المجتمع الدولي».
ودعا عباس إلى التوافق فلسطينيا على تحديد أشكال المقاومة وتوقيتها بشكل مناسب «حتى لا يجر أحد الشعب الفلسطيني بمزاجيته الخاصة إلى انتهاك الأمن والقانون».
كما دعا إلى استنباط أشكال جديدة للمقاومة لجذب تعاطف الرأي العام العالمي تجاه القضية الفلسطينية والتقدم نحو إقامة الدولة المستقلة.
وقال عباس: إن السلطة الفلسطينية نفذت جميع بنود الالتزامات الفلسطينية الواردة في خطة خارطة الطريق فيما لم تبدأ إسرائيل باتخاذ خطوة واحدة في التزاماتها ضمن الخطة وفي مقدمتها الالتزام بحل الدولتين وتجميد كامل للاستيطان.
وأضاف أن الهدف الفلسطيني الأسمى هو الاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بحل جميع قضايا الوضع النهائي والدائم وفي مقدمتها قضية اللاجئين التي هي جذر همنا ومفتاح حل الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي.
وقال عباس إن مدينة القدس تتعرض لحملة شرسة لطمس معالمها، وتشهد تصعيدا خلال الأسابيع الأخيرة ضمن خطة تطهير عرقي لدفع الفلسطينيين لخارج مدينتهم، مضيفا أن هذه الهجمة كفيلة بإجهاض الجهد الدولي لإحياء عملية السلام.
وأكد الدعم العربي «الإستراتيجي» للقضية الفلسطينية، مشددا على احتفاظ السلطة بعلاقات عربية شاملة «حميمة» والحرص على عدم خلق أي مشكلة مع أي دولة عربية.
داخليا أعلن عباس رفض الحركة ان تكون رهينة لـ «الانقلابيين» في قطاع غزة في إشارة إلى حركة حماس التي فرضت حظرا على أعضاء فتح في القطاع ومنعتهم مغادرته للمشاركة في المؤتمر.
وقال إن فتح «ترفض ان يرتكن قرارها للانقلابيين وانها لن تسمح للظلاميين بممارسة دورهم التخريبي».
تحية لفتحاويي غزة
وحيا رئيس السلطة الفلسطينية اعضاء فتح في قطاع غزة بقوله «انكم معنا في كل لحظة».
واضاف «أقول لأبناء فتح وهم الصامدون في وجه القمع والتعسف وبخاصة أن عددا كبيرا منهم يقبعون في سجون حماس نقول لهم انكم معنا، غابت أجسادكم والوطن سيبقي موحدا رغم أنف الجميع».
وجدد الدعوة إلى إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية لإنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي قائلا: إن خيار الانتخابات العامة أضحى هو الأخير بعد فشل جميع جولات ومبادرات الحوار الفلسطيني مع حركة حماس برعاية مصرية.
وأكد على التمسك بمنظمة التحرير الفلسطينية، متهما جهات فلسطينية لم يسمها بمحاولة تغييبها. وقال «المنظمة التي حاولوا أن يغيبوها وأن يمحوها من الذاكرة لن تنتهي فهي بيتنا ووطنا المعنوي حتى تجسيد الوطن على أرض فلسطين».
لاستكمال التحقيق في اسباب وفاة عرفات
وخصص عباس الجزء الأكبر من كلمته لتمجيد سلفه ياسر عرفات والقادة التاريخيين للحركة.
ورفض عباس محاولات البعض «المتاجرة» بدم عرفات، في إشارة إلى اتهامات فاروق القدومي رئيس الدائرة السياسية بمنظمة التحرير لرئيس السلطة بالتواطؤ مع إسرائيل لاغتيال سلفه.
وقال إن ذلك «عيب ويجب أن يتوقف» مؤكدا أن السلطة الفلسطينية ستواصل البحث والتحقيق في ظروف أسباب وفاة عرفات وإجراء كافة الاتصالات مع الدول العربية والأجنبية لذلك.
استئناف المفاوضات بلا شروط
بالمقابل قال مصدر إسرائيلي مسؤول إن انعقاد مؤتمر حركة فتح السادس في بيت لحم بالضفة الغربية يشكل فرصة لاستئناف مفاوضات السلام ولكن من دون شروط. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن المصدر المسؤول قوله إن اسرائيل عملت كل ما بوسعها من اجل تهيئة الاوضاع لانعقاد مؤتمر فتح معتبرا ان انعقاده يشكل فرصة لاستئناف مفاوضات السلام شريطة عدم طرح الفلسطينيين شروطا مسبقة. واشار المصدر الى ان هناك بالفعل شروطا مسبقة وضعها مسؤولون في فتح.
ومن المقرر أن تختتم اعمال المؤتمر غدا بانتخاب لجنة مركزية جديدة ومجلس ثوري جديد للحركة. وهذه هي المرة الأولى التي تعقد الحركة التي يتزعمها عباس مؤتمرها على أرض فلسطينية. وفتح هي العمود الفقري للسلطة الفلسطينية التي تأسست عام 1994 بموجب اتفاق سلام مع إسرائيل.
ويشارك في المؤتمر نحو 2267 عضوا بعد قرار من قيادة الحركة بزيادة عدد أعضائه. وحضر الجلسة الافتتاحية للمؤتمر 80 وفدا من دول عربية وأجنبية ووفود من أحزاب دولية.