بعد ساعات قليلة ومعدودة من إعلان البيت الأبيض ان الرئيس الأميركي باراك اوباما لا يزمع ارسال برقية تهنئة للرئيس الايراني محمود احمدي نجاد بمناسبة تنصيبه رئيسا لإيران لولاية ثانية عاد المتحدث باسم البيت الابيض روبرت غيتس ليصف نجاد بـ «الزعيم المنتخب» لإيران وذلك ردا على سؤال ان كان اوباما يعترف بالرئيس الايراني بعد الانتخابات المثيرة للجدل.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيتس «كان هذا قرارا وجدلا مستمرا في ايران من جانب الايرانيين وهم يختارون قيادتهم»، واضاف «انه الزعيم المنتخب».
وكان نجاد تلقى اتصالا هاتفيا امس الاول من الرئيس الإماراتي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان هنأه فيه بإعادة انتخابه رئيسا لايران وفقا لما ذكرته وكالة مهر الإيرانية.
وقالت الوكالة ان الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «اكد خلال الاتصال الهاتفي على تنمية وتوثيق العلاقات الثنائية والاقليمية».
كما أعرب نجاد عن شكره للرئيس الاماراتي على الاتصال الهاتفي وقل «بلا شك ان تطوير مستوى العلاقات والتعاون الثنائي الى أقصى حد ممكن يصب في مصلحة الشعبين والمنطقة».
الى ذلك قال متحدث باسم الحكومة الألمانية إن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لن تهنئ الرئيس نجاد بمناسبة بدء فترة رئاسته الثانية كما هو مقرر.
وأضاف المتحدث الالماني «نظرا لاعادة انتخابه (أحمدي نجاد) المثيرة للجدل فان المستشارة لن تتخذ الاجراء المعتاد بكتابة رسالة تهنئة».
من جهة أخرى، تصدر التعاون الأمني بين إيران وسلطنة عمان محادثات زعيمي البلدين خلال لقائهما في طهران امس وفقا لما ذكرته وكالة مهر الإيرانية شبه الرسمية.
ونقلت وكالة مهر عن الزعيمين قولهما ان لدى بلادهما «مصالح وأعداء مشتركين»، مشددين على ضرورة تنمية العلاقات والتعاون الثنائي في كل المجالات.
وقالت الوكالة ان نجاد وقابوس أجريا محادثات في طهران امس دامت نحو ساعتين تناولا خلالها العلاقات الثنائية وأهم قضايا المنطقة والعالم واعتبرا فيها التعاون الأمني بين إيران وعمان يحظى بأهمية بالغة على صعيد الاستقرار الإقليمي.
وقالت ان الزعيمين شددا على ان ايران وسلطنة عمان «بإمكانهما القيام بخطوات ناجحة على طريق ضمان الأمن المستدام في منطقتي الخليج وبحر عمان الحساستين وذلك عبر التخطيط الشامل والملائم».
كما اعتبرا ان تنمية التعاون الاقتصادي بين البلدين «يصب في مصلحة الشعبين الايراني والعماني مؤكدين على ضرورة استثمار الإمكانيات الكبيرة المتوافرة في مختلف مجالات التجارة والشحن والطاقة من اجل تنمية وتوسيع مستوى العلاقات الاقتصادية بين البلدين».
وأشار الزعيمان «الى الوشائج السياسية والتاريخية والثقافية التي تربط بين ايران وعمان» واصفين العلاقات بين طهران ومسقط بـ «الممتازة».
وقال نجاد ان ايران «لا ترى وجود أي عائق أمام تطوير العلاقات مع سلطنة عمان» ورحب بأي اقتراح لتنمية العلاقات الثنائية، واضاف الرئيس الايراني «ان تقدم وأمن عمان يصب في مصلحة الجميع ومنهم ايران وان طهران مستعدة لتزويد مسقط بتجاربها وانجازاتها».
وسلطان عمان قابوس بن سعيد هو اول زعيم دولة يلتقي بالرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الذي نصب امس الاول رئيسا لولاية ثانية.
وقدم السلطان قابوس خلال اللقاء «تهانيه» الى نجاد بمناسبة إعادة انتخابه لدورة رئاسية ثانية كما اعتبر زيارة الرئيس الايراني الى سلطنة عمان «بمثابة منعطف وبداية لتطوير العلاقات بين ايران وعمان الى أقصى حد ممكن وفي كل المجالات». وأعرب السلطان قابوس عن اعتقاده بأن زيارته الحالية الى ايران «ستسفر عن نتائج جيدة وقيمة لكلا البلدين».
من جانبه اتهم المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية علي خامنئي امس الولايات المتحدة ودولا أخرى لم يسمها بالتدخل في شؤون الخليج، معتبرا ان الأمن هو القضية الرئيسية في هذه المنطقة.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن خامنئي قوله لدى استقباله سلطان عمان قابوس بن سعيد ان «أميركا وبعض الدول الأجنبية عملت دوما على زعزعة الأمن والاستقرار في منطقة الخليج الفارسي وزرعت سوء الظن وانعدام الأمن في المنطقة باستمرار».
ودعا خامنئي دول المنطقة الى التعاون الجماعي لضمان الأمن فيها معتبرا ان «الأمن أهم قضية لمنطقة الخليج الفارسي نظرا لوجود مضيق هرمز الذي يعد احد الممرات المائية الحساسة جدا في العالم بين إيران وعمان».