- المستشارة الألمانية تؤكد دعم فرنسا في حربها ضد الإرهاب وتتعهد بمواصلة «الباب المفتوح» أمام اللاجئين
حذرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل من أن الخطر الإرهابي مرتفع في ألمانيا في الوقت الحالي بعد اعتداءات باريس، وتعهدت بتقديم المزيد من الدعم إلى فرنسا بما في ذلك الدعم العسكري وذلك في ضوء التهديد الإرهابي الذي يشكله تنظيم «داعش».
وقالت ميركل خلال نقاش عام حول ميزانية عام 2016 في البرلمان الألماني (بوندستاج) امس «إذا تطلب الأمر المزيد من المشاركة، فلن نستبعد ذلك من البداية»، مشددة بالقول «نقف متضامنين بجانب فرنسا».
وأوضحت المستشارة الألمانية قبيل توجهها إلى باريس للقاء الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، «أنه حان وقت تنشيط هذا التضامن»، مشيرة في ذلك إلى المشاركة العسكرية لألمانيا في العراق وأفغانستان على سبيل المثال.
وشددت ميركل في كلمة قوبلت بتصفيق حاد «أقوى رد على الإرهابيين هو ان نواصل حياتنا وقيمنا مثلما نفعل حتى الآن... بكل ثقة وحرية ومراعاة للغير والتواصل معهم»، مؤكدة «سنظهر لهم نحن الأوروبيين أن حياتنا الحرة أقوى من أي إرهاب».
وفي الوقت ذاته، تعهدت ميركل بمواصلة سياسة الباب المفتوح التي تتبعها برلين مع اللاجئين وذلك في تحد لانتقادات توجه إليها من الداخل والخارج وزادت بسبب مخاوف متنامية من التهديد الأمني المحتمل بعد هجمات باريس.
ولتهدئة بعض المنتقدين في حزبها المحافظ خاصة في ولاية بافاريا التي يدخل معظم المهاجرين إلى ألمانيا منها، قالت ميركل إنه سيتم ترحيل المهاجرين الذين لا يحتاجون للحماية إلى أوطانهم.
وتابعت: «لكن الانغلاق على أنفسنا لن يحل المشكلة ببساطة»، مضيفة «أن أوروبا يجب أن تتصدى لجذور الأزمة بالعمل على تحقيق السلام في سورية ومعاملة تركيا كشريك في أزمة اللاجئين».
على صعيد آخر، أكدت ميركل أن إسقاط تركيا للطائرة الروسية عقد عملية البحث عن حل سياسي في سورية وأنه يجب بذل قصارى الجهد لتفادي تصعيد الصراع في سورية.
وقالت إن «الموقف تأزم بإسقاط تركيا الطائرة الروسية»، مضيفة «علينا أن نفعل كل شيء لتفادي التصعيد».
وفي سياق غير بعيد، تعتزم الحكومة الألمانية إرسال نحو 650 جنديا إلى مالي لمساعدة قوات حفظ السلام هناك، حسبما ذكر موقع «دويتش فيلا».
وقالت وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين، عقب جلسة للجنة شؤون الدفاع في البرلمان (بوندستاج) في برلين إن «الغرض من ذلك أيضا هو تخفيف العبء عن فرنسا في مكافحة تنظيم داعش».
وتابعت أن ألمانيا تعتزم أيضا زيادة عدد الجنود الذين يدربون قوات البشمركة الكردية في العراق من مئة إلى 150 جنديا.
وفي بلجيكا، صدرت مذكرة اعتقال دولية بحق شخص شوهد قبل هجمات باريس مع صلاح عبد السلام المقيم في بروكسل والمطلوب للاشتباه في قيامه بدور في تلك الهجمات.
وقال ممثل الادعاء في بيان إن أجهزة المراقبة رصدت محمد ابريني (30 عاما) في محطة للوقود في شمال فرنسا قبل يومين من الهجمات.
وكان ابريني يقود السيارة التي استخدمها المهاجمون لاحقا في العاصمة الفرنسية.
ونشرت الشرطة ملصقا أيضا لابريني مكتوب عليه كلمة «مطلوب» ويصفه بانه «خطير وعلى الأرجح مسلح».
وأعطى ممثل الادعاء تفاصيل عن شخصين سبق اتهامهما في تهم تتعلق بالإرهاب وقال إن اتهامات وجهت أيضا إلى شخص آخر لم يذكر اسمه.
وأمرت السلطات بتمديد حبس رجل ألقي القبض عليه في بروكسل فيما يتعلق بالهجمات الإرهابية التي شهدتها باريس حسبما أفاد محاموه امس.
وألقي القبض على رجلين من بينهم مغربي 39 عاما يقيم في بروكسل عثر في مركبته على سلاحين ناريين وآثار دماء، حسبما أفاد ممثلو الادعاء.
ونقلت وكالة الأنباء البلجيكية «بلجا» عن أحد المحامين القول إن «أحد السلاحين اللذين عثر عليهما هو مسدس إنذار والآخر لا يرقى حتى لشيء يمكن أن تتوقع أن تعثر عليه مع إرهابي».
وقال محامي آخر إن «آثار الدماء ليست لصلاح»، مضيفا أن موكله يعرف عبدالسلام وشقيقه ابراهيم ـ الذي فجر نفسه في مطعم بباريس يوم الهجمات ـ بالشكل فقط.
ومن ناحيته، قال وزير الخارجية البلجيكي ديديه ريندرز لشبكة «إيه.بي.سي» الإخبارية الأميركية إن السلطات تبحث عن نحو 10 أفراد يمكنهم شن هجمات باستخدام أسلحة ثقيلة وتنفيذ «تفجيرات انتحارية» مشابهة للهجمات التي وقعت في باريس.
وفي هذه الأثناء، تواصلت الجهود في بروكسل للعودة الى الحياة الطبيعية رغم الابقاء على حال الانذار الارهابي القصوى مع تشغيل مجددا خطوط المترو تدريجيا واعادة فتح المدارس تحت رقابة امنية مشددة.
وتم نشر حوالى 300 شرطي اضافي لحماية المدارس في بروكسل وحوالي 200 عسكري اضافي لضمان امن شبكة المترو كما ذكرت وزارة الداخلية البلجيكية التي رفضت اعطاء تفاصيل عن العدد الاجمالي لقوات الأمن المنتشرة.
وأعلنت مدينة بروكسل اعادة فتح المراكز الثقافية على ان تبقى المتاحف الكبرى الفيدرالية مغلقة.
وتقرر ايضا اعادة فتح مجمع صالات السينما مع اتخاذ «تدابير امنية اضافية» وضمان «دعم الشرطة في محيط الموقع»، كما فتحت متاجر كبرى ومراكز تجارية اغلقت ابوابها منذ السبت الماضي.
وفي غضون ذلك، قالت صحيفة «ليكو» البلجيكية نقلا عن «مصادر حسنة الاطلاع» ان السلطات البلجيكية قد تكون نجحت الاحد الماضي في افشال اعتداءات كانت تستهدف بروكسل بفضل تحقيقات وعمليات مداهمة.