رغم الاضطرابات التي لم تتوقف منذ اعلان فوزه قبل نحو شهرين، أدى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد اليمين الدستورية أمام البرلمان امس، في الوقت الذي تم فيه نشر قوات مكافحة الشغب في الشوارع المجاورة للبرلمان بأعداد كبيرة لإحباط أي احتجاجات من المعارضين لنتائج الانتخابات وهو ما كانت اعلنته مواقع معارضة على الانترنت مؤكدة ان أنصار مير حسين موسوي المنافس الرئيسي لأحمدي نجاد كانوا يخططون لمثل هذه الاحتجاجات.
وقد اكد شاهد انه رأى المئات من أنصار موسوي قرب البرلمان دون أن تقع اشتباكات مع قوات مكافحة الشغب أو قوات الباسيج هناك. وأضاف الشاهد أن الشرطة ألقت القبض على عشرة محتجين على الأقل وقال إنه تم قطع إرسال الهواتف المحمولة.
وفي خطاب القسم اعلن أحمدي نجاد ان إيران تريد التعايش السلمي مع العالم ولكنها ستقاوم أي «استقواء» من جانب أي دولة.
وكان رد فعل أحمدي نجاد لاذعا تجاه فتور الدول الغربية ورفض زعمائها تهنئته قال «سمعنا ان بعض زعماء الغرب قرروا الاعتراف بالحكومة الجديدة لكنهم لن يهنئوا حسنا لا أحد في ايران ينتظر رسائلكم».
واضاف في خطاب تنصيبه امام مجلس الشورى «قالوا لنا انهم يعترفون بالانتخابات لكنهم لن يوجهوا رسائل تهنئة. هذا يعني انهم يريدون الديموقراطية فقط لمصالحهم الخاصة ولا يحترمون حقوق الشعوب».
وتابع «ان الايرانيين لن يكترثوا بمزاجكم ولا بمعاكساتكم، كما لن يكترثوا بابتساماتكم وتهانيكم».
وبخصوص سياسته الخارجية في ولايته الثانية أكد نجاد ان بلاده «ستواصل مقاومتها للاستكبار والمستكبرين، وستبذل جهودا من اجل إصلاح المنظمات العالمية».
ووعد بان يكون لطهران «خلال هذه المرحلة دور فاعل ومؤثر على جميع الاصعدة». وأضاف قائلا «اننا نقاوم المستكبرين وسنبذل جهودنا لإصلاح المنظمات العالمية، ومن جهة اخرى فإننا -في ظل احترامنا لحقوق الشعوب واستعدادنا للحوار القائم على العدالة والاحترام المتبادل، لن نصمت على انتهاك القانون والتدخل في شؤوننا واستغلال القرارات الدولية»
وبعد ساعات من اداء اليمين اكد قائد حركة المعارضة الايرانية مير حسين موسوي ان توقيف المتظاهرين لن يثني حركة الاحتجاج على اعادة انتخاب نجاد، بحسب موقعه قلم نيوز على الانترنت.
وقال «شاهدت ولادة شعور وطني عارم في فترة الانتخابات وحد جماعات مختلفة من المجتمع».
واضاف «البعض ظنوا انهم عبر توقيف عدة اشخاص يخالونهم قادة الاحتجاجات سينهون المسألة».
واضاف «لكن الواقع ان هذه الحركة استمرت، في اثبات ان الاعتقالات لن تنفع بشيء».
واشنطن تصحح تصريحاتها بشأن اعتبار نجاد منتخباً
رويترز: على متن طائرة الرئيس الأميركي قال المتحدث باسم البيت الابيض روبرت جيبز امس انه اخطأ التعبير عندما وصف محمود احمدي نجاد بالرئيس الايراني المنتخب واضاف ان واشنطن ستترك للشعب الايراني ان يقرر ما اذا كانت الانتخابات الايرانية نزيهة.
وصرح جيبز للصحافيين على متن طائرة الرئيس الأميركي «فلأصحح شيئا مما قلته امس(امس الاول). اشرت الى ان السيد احمدي نجاد هو الرئيس الايراني المنتخب. أقول انه ليس من حقي ان اصدر حكما». وأضاف «لقد تم تنصيبه. هذه حقيقة. وعما اذا ما كانت الانتخابات نزيهة. فمن الواضح ان الشعب الايراني لاتزال لديه شكوك بهذا الشأن. وسنترك له القرار في ذلك». وقرر أوباما وزعماء فرنسا وبريطانيا وإيطاليا والمانيا الا يهنئوا احمدي نجاد بانتخابه لفترة رئاسة ثانية. وكان جيبز وصف احمدي نجاد في مؤتمر صحافي امس الاول بانه «الرئيس المنتخب» لإيران.