محمد حرفوش
في موازاة التعقيدات المحلية والاقليمية المتصلة بتشكيل الحكومة دخلت البترون على خط هذه التعقيدات، حيث اصبحت الساحة الابرز للتنافس على الحضور الوزاري بين ثلاث قوى اساسية في الساحة المسيحية وهي: التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية و«قرنة شهوان»، اذ تسعى هذه القوى جاهدة الى توزير من يمثلها في الحكومة الجديدة.
فمسيحيو «قرنة شهوان» يعتبرون انه يحق للنائب بطرس حرب ان «يوزر» كونه حل اولا في دائرة البترون وهو من الفائزين القلائل في الانتخابات من لقاء القرنة، وقد حرم من التوزير في الحكومة السابقة في سبيل توزير النائبة السابقة نايلة معوض دعما لها في معركتها الصعبة ضد النائب سليمان فرنجية.
والقوات اللبنانية تعتبر انها خاضت معركتها الكبرى في مواجهة النائب ميشال عون في البترون، وانها تمكنت من اسقاط مرشحيه، وان قاعدتها البترونية متينة، والتخلي عن المكسب البتروني تصرف غير عاقل، لذلك ترشح مسؤول القوات في البترون فادي سعد، وهي لا ترشح النائب انطوان زهرا تطبيقا لقاعدة تتبعها تقضي بالفصل بين الوزارة والنيابة، ولذلك تقول حتى الآن انها لن توزر النائبة ستريدا جعجع.
وبحسب اعتقاد البعض فإن قضاء البترون الذي عانى طويلا من «الحرمان» على صعيد التمثيل الوزاري قد يصاب «بتخمة مرشحين» عبر توزير واحد من ثلاثة من ابنائه المرشحين المتنافسين فيما لم يشهد تاريخ الجمهورية حتى الآن سوى خمسة وزراء من هذا القضاء هم: جورج ضومط مراد «1943»، واصل بيطار «1970»، جورج سعادة «1972، 1974، 1989 و1990» وجبران باسيل «2008».
وهذا الافتراض يبقى قائما «الا اذا تم استبدال النائب بطرس حرب بالنائب السابق نسيب لحود لاعتبارات اقليمية، او اذا بقي العماد عون مصرا على الحصول على ثلاثة مقاعد مارونية مما يبقي ثلاثة مقاعد اخرى فقط: واحد للكتائب واخر «للقوات» وثالث لرئيس الجمهورية، عندئذ تكون حصة البترون وزيرين هما: جبران باسيل (التيار) وفادي سعد (قوات).