بيروت ـ اتحاد درويش
اكد الوزير السابق وئام وهاب لـ «الأنباء» انه نقل الى رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط رسالة من القيادة السورية ترحب بزيارته دمشق وبانتهاء المرحلة الحالية، وان سورية والرئيس بشار الاسد غير متوقفين عند التهجمات الشخصية التي شنها عليه جنبلاط في وقت سابق، مع ان هذا الأمر ألحق الأذى بالشعب السوري الذي تحمل الكثير، لكن التطورات السياسية الحاصلة اليوم تجاوزت ما حصل في الماضي، والوزير جنبلاط مرحب به في سورية وزيارته ستتم قريبا.
واوضح وهاب ان سورية تمكنت من تجاوز كل الاتهامات وكل الكلام الذي سبق ضدها في فترة سابقة لانها تدرك ان الحملة عليها كانت اكبر من حملة بعض اللبنانيين الذين كانوا أدوات لهذه الحملة الأميركية – الاوروبية – العربية والعالمية التي شنت عليها في مرحلة معينة لاخضاعها ولدفعها الى التراجع عن مواقفها في دعم المقاومة العراقية واللبنانية والفلسطينية.
ورأى وهاب ان المشروع الاميركي الذي اتى به جورج بوش الى المنطقة قد اندحر واصبح العالم امام واقع جديد ويلفت في هذا المجال الى ان ميزة سورية انه لا يمكن ان يؤخذ منها شيء عندما تكون محشورة أو معرضة للضغوط، بل تصمد وتقاتل وتقاوم وها هي اليوم مرتاحة نتيجة التطورات الحاصلة في المنطقة، وهذا الارتـــياح يدفعها الى التسامح مع الجميع، ملاحظا ان هناك علاقة شخصية تتطور بين الرئيسين الاميركي والسوري وان الرئيس باراك اوباما سيزور دمشق.
وعن ان جنبلاط كان جزءا من الحملة العالمية على سورية، وهل انتهى الموضوع عند دمشق على خلفية المواقف الاخيرة لجنبلاط سارع وهاب الى القول ان الموضوع انتهى.
وهناك فترة من الانتقال، انتقل فيها جنبلاط من موقف الى موقف واجرى عملية تصحيح للكثير من مواقفه، ولعل اهم ما في الأمر ان جنبلاط لديه جرأة ان يقول اخطأنا في الرهان على الاميركيين والخلاف كان خلافا سياسيا في الرهان على المشروع الاميركي، وان سورية باتت تدرك المخاطر المحدقة بلبنان نتيجة التهديدات الاسرائيلية وتدرك ايضا ان هناك حاجة لتحصين الساحة اللبنانية واستيعاب الجميع.
وعن الدور الذي يقوم به لتقريب وجهات النظر بين دمشق وجنبلاط مع اطراف اخرى اوضح ان هناك اكثر من «ساعي خير» عمل على هذا الخط، ولاسيما حزب الله الذي لعب دورا كبيرا في هذا الاطار وكان لقاء الامين العام للحزب مع جنبلاط فاتحة الحل في ترتيب هذه العلاقة مع القيادة السورية، ما يعني ان حزب الله كان ممرا اساسيا في عودة احياء العلاقة بين الطرفين.
وقال وهاب ان سورية وفية مع حلفائها الذين وقفوا الى جانبها، وميزتها الوفاء مع الناس.
واعلن وهاب ان زيارة جنبلاط الى سورية ستتم بعد تأليف الحكومة وزيارة الرئيس سعد الحريري اليها، لان المسألة اخلاقية بالنسبة لجنبلاط الذي لا يستطيع ان يذهب قبل رئيس الحكومة، واكد ان جنبلاط اصبح في سورية التي تعتــــبر انه حين يأتي اليها سيكون في بيته وبين اهله وسيحظى بالاهتـــمام والترحيب، وذكر بما قاله جنبلاط لصحيفة «السفير» من ان لديه حنينا لدمشق ما يعني انه لا يشعر بالدفء خارج الشام.
وعن اجواء التقارب السوري – السعودي وتأثيره على مواقف جنبلاط ولاسيما زيارة وزير الاعلام السعودي عبدالعزيز خوجة الى بيروت ولقائه جنبلاط، اكد وهاب ان الوزير الســـــعودي لم يعمل على وقف اندفـــــاعة جنبلاط السياسية بل كان همه حماية الرئيس المكلف سعد الحريري ولقد وعده جنبلاط بتأمين هذه الحماية السياسية لسعد الحـــــريري، واعلن ان سورية لا تستهدف الرئيس المكلف بل تسعى لاحتضانه وتسيير مهمته وانه لن يتم شيء على حساب الرئيس سعد الحريري.
وكشف وهاب ان لا قنوات فتحت بين النائب جنبلاط وايران، لأن الزعيم الدرزي يعــــطي اهمية في الوقت الحاضر للعلاقة مع سورية ولإعادة ترتيب اوضاع هذه العلاقة.
واستغرب وهاب الدهشة والصدمة التي عبر عنها البعض من الموقف الذي اتخذه جنبلاط بخروجه من صفوف 14 آذار ويرى ان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي قد احسن قراءة التطورات السياسية في العالم، حيث المنطقة تتغير وان مشروع بوش قد دفنه اوباما الذي لديه سياسة اخرى.
وعن سر هذه الضجة الكبرى التي احدثتها استدارة جنبلاط السياسية يقول رئيس تيار التوحيد ان النائب جنبلاط يمــــثل 11 نائبا في البرلمان واينما يضع هؤلاء النواب تصبح هناك اكثرية اي انه يرجح الكفة بحسب الموضوع المطروح.
واشار الى انه من الطبيعي ان يحدث موقف جنبلاط هذه الضجة لأنه كان العمود الفقري لقوى 14 آذار ويلفت الى ان جنبلاط لا يفتش على احد ليلجأ إليه وهو لديه وضعيته وحيثيته القائمة بحد ذاتها، وهو اليوم الى جانب المقاومة وسورية.
ويخلص وهاب الى القول إن جنبـــلاط ليس خائفا على الدروز بل على لبنان وان الكلام من انه يخشى 7 مايو جديد هو هراء سياسي ينطق به البعض.