فيما اكد مستشار الامن القومي الاميركي جيم جونز امس ان هناك ادلة شبه قاطعة تؤكد مقتل زعيم حركة طالبان في باكستان بيعة الله محسود دخلت قيادة الحركة مرحلة حرجة بعد معلومات لم تتأكد عن مقتل قائدها، حيث قال زعيم قبلي موال للحكومة الباكستانية أمس إن القتال بين الجماعات المتنافسة على قيادة «طالبان باكستان» أسفر عن مقتل 24 متمردا من بينهم خليفتان محتملان لزعيم الحرب بيعة الله محسود.
وقال تركستان بيتاني للقنوات الإخبارية الذي اكد مقتل بيعة الله محسود ومعه اربعون مقاتلا في الغارة الجوية الاربعاء الماضي، إن حكيم الله محسود وولي الرحمن تبادلا إطلاق النار خلال اجتماع لمجلس شورى طالبان لاختيار خليفة لبيعة الله محسود في منطقة جنوب وزيرستان القبلية المضطربة.
وأضاف أن من بين القتلى أيضا قاري حسين القائد البارز المسؤول عن فريق المفجرين الانتحاريين التابع لمحسود.
وتأتي هذه المعلومات تأكيدا لإعلان وزير الداخلية الباكستاني رحمن مالك أن الحكومة تلقت تقارير حول الاشتباك ومقتل حكيم الله.
وقال «لقد تقاتلا في الماضي ولدينا معلومات بوجود عداوة بين ولي الرحمن وحكيم الله منذ كانا يتقاتلان في وادي كورام. وأحل بيعة الله محسود ولي الرحمن محل حكيم الله.
الا ان طالبان عادت ونفت هذه المعلومات جملة وتفصيلا مؤكدة ان الزعيمين بخير. وقال نور سعيد المسؤول الطالباني في منطقة جنوب وزيرستان ان ما تردد عن حدوث تقاتل داخلي في جلسة الشورى التي عقدتها أمس حركة طالبان باكستان لاختيار خليفة لبيعة الله محسود غير صحيح.
واكد نور سعيد نائب المتحدث باسم طالبان انه لم يحدث أي تقاتل في جلسة الشورى، مؤكدا أن ولي الرحمن وحكيم الله بخير وسلام، واتهم الحكومة بأنها اختلقت أنباء التناحر بين الفصائل، وهو ما عاد ضابط مخابرات باكستاني في المنطقة ونفاه مؤكدا تلقيه ما يفيد مقتل حكيم الله.
وكان التلفزيون الباكستاني قد ذكر الليلة الماضية أن حكيم الله محسود المتحدث باسم الحركة والقائد الطالباني ولي الرحمن قتلا في معركة نشبت أثناء اجتماع لتحديد مستقبل الحركة. وذكرت مصادر صحافية أن الخلافات ظهرت بين ولي الرحمن وحكيم الله بمجرد وفاة بيعة الله محسود، وأثناء انعقاد جلسة الشورى لمبايعة حكيم الله خليفة لبيعة الله محسود بادرت جماعة ولي الرحمن المنافسة باطلاق النار الذي اسفر عن مقتل حكيم الله محسود، كما ترددت أنباء تفيد بأن ولي الرحمن قتل ايضا في تبادل النيران أو على الأقل أصيب إصابة خطيرة تهدد حياته.
وقد تواترت هذه الأنباء بعد ساعات قليلة من اتصال حكيم الله محسود ببعض الصحافيين هاتفيا كي ينفي ما تردد عن مقتل بيعة الله محسود ويؤكد أنه بخير وفي مكان آمن، وأنه سيوجه رسالة مصورة يتحدث فيها إلى وسائل الاعلام كي ينفي ما تردد من أخبار عن موته.
في غضون ذلك، قال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس إن التأكد من صحة التقارير التــي أفادت بمقتل زعيم حركة طالبان الباكستانية بيعة الله محسود قد يستغرق عدة أسابيع. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) امس الأحد عن غيبس قوله إن هناك معلومات أفادت بأن بيعة الله محسود قد قتل، إلا أنه لا يمكن التأكد من صحة هذه المعلومات رغم أن هناك توافقا متزايدا في الآراء بين مراقبين موثوق فيهم بأن محسود قد قتل بالفعل.