فيما دعت اوساط سياسية عراقية امس رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي الى الاسراع بنشر قوات إضافية من الجيش العراقي لفرض الامن في مدينة الموصل استيقظ العراقيون صباح امس على وقع سلسلة تفجيرات متزامنة، أودت بحياة أكثر من 60 شخصا في كل من بغداد والموصل.
وأوقع أول هجوم، والذي تم تنفيذه بتفجير سيارة مفخخة قرب حشد من العمال في حي «العامل» في بغداد، نحو سبعة قتلى و46 جريحا. واستهدفت سيارة مفخخة أخرى «الشرطة الرابعة» ـ وهو حي في العاصمة العراقية ـ وقتل في الانفجار تسعة أشخاص وأصيب 35 آخرون. كما أصيب أربعة أشخاص بجراح، بانفجار عبوتين ناسفتين في حي «الأعظمية» في بغداد، على ما أوردت السلطات العراقية. كذلك أدى انفجار شاحنتين في مدينة «الموصل»، شمال غربي بغداد، إلى مصرع 40 وإصابة أكثر من 200 بجراح. وتسببت قوة الانفجار في تدمير 32 منزلا على الأقل. وأثارت الهجمات مخاوف تجدد العنف الطائفي في العراق وتساؤلات حيال قدرة القوات العراقية على السيطرة على زمام الأمن بعد انسحاب القوات الأميركية من المدن العراقية في 30 يونيو الماضي.
سياسيا أعرب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي امس عن خشيته من التأثير على توجهات الانتخابات البرلمانية التي ستجري في العراق في منتصف يناير المقبل.
وقال المالكي «نعم لدي خشية كبيرة من التأثير على توجهات الانتخابات وتحريفها لصالح أجندات خارجية لا تخدم المصلحة الوطنية».
وأوضح أن «الكيانات المنحلة ارث معقد من حيث الدور الذي لعبته في زمن النظام السابق وزادها تعقيدا قرارات حل هذه الكيانات دون إيجاد معالجات لأفرادها وحمايتهم من الحرمان».
وقال المالكي: «لقد عملنا الكثير في استيعاب أفراد الكيانات سواء في الجيش أو في التصنيع العسكري أو في الإعلام ضمن إطار المصالحة ولم يبق إلا القليل علما أن المبلغ الشهري المخصص مستمر رغم قلته وأملي حل هذه المشكلة مع اول تحسن في الأوضاع المالية ولا ننسى أن في هذه الأجهزة ممــــن هو متورط في أعمال إرهابية وانتماء عقيدي لحزب البعث».
بدوره أعرب رئيس جبهة التوافق العراقية النائب ظافر العاني عن قلق كتلته النيابية إزاء إمكانية التدخل الإيراني في الشأن الانتخابي العراقي.
وقال العاني في تصريح لراديو «سوا» الأميركي امس إن هناك أطرافا عندما تفكر في تشكيل كتل سياسية أو تحالفات فإنها تستمع للنصائح القادمة من طهران.
ووصف رئيس جبهة التوافق هذا الأمر بالمعيب، مشيرا إلى أن فتح المجال أمام إيران إلى حد التدخل في الشأن السياسي الداخلي يعد أمرا خطيرا جدا ويبعث على القلق.
الى ذلك وضعت كتلة التيار الصدري ثلاثة شروط من أجل الانضمام الى التحالف الجديد الذي تسعى اليه كتلة الائتلاف العراقي الموحد. وكشف النائب عن الكتلة الصدرية بهاء الاعرجى التي تمثل التيار الصدري في مجلس النواب عن طرح ثلاثة شروط للانضمام الى التحالف الجديد الذي دعت اليه كتلة الائتلاف العراقي الموحد التي تقود الحكومة.
وأشار الاعرجي في سياق تصريح لراديو «سوا» الأميركي امس الى انه يجب أن يكون هذا خيارا وطنيا، وان تكون هناك قيادة واضحة لهذا الائتلاف، وثالثها ان تكون الآليات متفق عليها ابتداء من كيفية اتخاذ القرارات في الائتلاف الوطني الجديد. وأكد الاعرجي بروز مشكلة داخل مكونات كتلة الائتلاف أثارها حزب الدعوة الإسلامية بزعامة رئيس الحكومة نورى المالكي.
من جانبه، نفى النائب عن الكتلة الصدرية أحمد المسعودي أن تكون زيارة زعيم التيار الصدري لرئيس المجلس الأعلى الإسلامي في العراق عبدالعزيز الحكيم في إيران ذات بعد سياسي.