الحريري والبطريرك وجنبلاط: يرى مرجع روحي انه «اذا استطاع اللبنانيون والعرب والمحافل الدولية في يوم من الايام تفهم اسباب انقلاب جنبلاط على «أهله في ثورة الارز» التي قاد خطواتها بكل جدارة وجرأة طوال السنوات الاربع الماضية لاستعادة السيادة والحرية والاستقلال من بين براثن النظامين السوري - الايراني، الا ان هناك اثنين لن يكونا قادرين على تفهم تلك الأسباب هما سعد الحريري والبطريرك الماروني نصر الله صفير اللذان كانا الأكثر تأثرا بمفاعيل تفجير «قنبلة دماره الشامل»، خصوصا وانهما الزعيمان الاقوى على الساحتين السنية والمارونية اللذان احتضناه وأمنا له كل أسباب الاستمرار والقيادة».
نقمة شعبية: في رأي مصادر سياسية ان جنبلاط يعيش على تماس مع النقمة الشعبية السائدة في صفوف جماهير الأكثرية التي تقترب من تحميله مسؤولية سقوط مشروع 14 آذار الذي استشرف جنبلاط عدم حظوظه في النجاح في ظل نظام تحكمه الاصطفافات الطائفية.
وعلى القاعدة التي يتم احتساب مزاج الربح والخسارة في الرأي العام في لبنان من خلالها، فلم يخسر جنبلاط كثيرا، وهو ان خسر السنة في حال استكمال خطواته بالانفصال النهائي مع 14 آذار، فإنه سيكسب الشيعة الذين سيكون قريبا من موقعهم السياسي بحكم التقاطعات الحتمية، دون ان يكسب ودهم، وهم الذين يشعرون بأنهم بانتقال جنبلاط ومعه طائفته الى مقلب مجاور لهم يكونون قد حققوا مكسبا.
وربما تقع خسارة جنبلاط الفعلية في الرأي العام المسيحي حيث حصد الرجل شعبية كبيرة في صفوف نخبه.
وبانتقاله الى خارج صفوف 14 آذار لن يكسب جنبلاط بالتأكيد ود العونيين الذين يبدون غير مستعدين لمصالحته قبل اقراره بموقع ودور زعيمهم، وقبل اتخاذ خطوات عملية متصلة بإقفال ملف التهجير في الجبل.
أما مسيحيو الأكثرية «اليمينيون» الذين صوتت قلة من قواعدهم للمرشحين الجنبلاطيين في الانتخابات الماضية، فلم يخسرهم جنبلاط لأنه لم يربحهم يوما لجفاء بقي يحكم علاقته بزعمائهم وقواعدهم.
المحكمة الدولية وخلط الأوراق: بمعزل عن المجريات الآتية لجهة تأليف الحكومة وكلية التعاون داخلها ومستقبل العلاقة بين وليد جنبلاط والآخرين من أقطاب 14 آذار، ولاسيما الحريري، فإن الملف الآخر الأكثر سخونة، هو - بحسب مصادر معارضة - ملف المحكمة الدولية الخاصة بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، حيث يتطلع صقور 14 آذار إلى أن تقدم المحكمة على خطوة من شأنها إعادة خلط الأوراق وإعادة الأمور إلى نقطة التوتر.