أفادت صحيفة «ديلي تليغراف» الصادرة امس بأن تنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن وحركة طالبان بزعامة الملا عمر هاجما المنشآت النووية الباكستانية ثلاث مرات خلال العامين الماضيين.
واشارت الصحيفة إلى أن هذا الكشف جاء على لسان الخبير البريطاني البارز في الشؤون النووية الباكستانية البروفسور شون غريغوري وفاقم المخاوف من امكانية حصول الإرهابيين على سلاح نووي أو التسبب في وقوع كارثة نووية من خلال تفجير إحدى المنشآت الذرية.
ونسبت الصحيفة إلى غريغوي مدير وحدة أبحاث الأمن حول باكستان في جامعة برادفورد البريطانية قوله «إن الهجوم الأول للقاعدة وطالبان ضد المنشآت النووية في باكستان وقع في نوفمبر 2007 واستهدف مخزنا للمعدات النووية في منطقة سارغودا.
فيما وقع الثاني في ديسمبر من العام نفسه واستهدف من خلال عملية انتحارية قاعدة نووية جوية في منطقة كامرا».
واضاف «أن الهجوم الثالث وقع في أغسطس 2008 واستهدف معسكر واه والذي يعد واحدا من المنشآت الرئيسية في باكستان لتركيب المعدات النووية».
وذكر غريغوري في المقال أن «نقل أسلحة نووية أو مواد نووية أو خبرة نووية إلى إرهابيين في باكستان خطر حقيقي».
واشار إلى أن الهجمات الثلاث وقعت رغم الإجراءات الأمنية المشددة المفروضة حول المنشآت النووية الباكستانية وإنفاق ملايين الدولارات من المساعدات التقنية الأميركية لمنع القاعدة وطالبان من اختراقها.
وقال غريغوي «إن وجود متعاطفين مع القاعدة وطالبان بين موظفي المنشآت النووية أو الجنود في باكستان مازال يشكل مصدر القلق الأكبر لأن أنظمة التفتيش والتدقيق لن تكون قادرة أبدا على اكتشاف المتعاطفين مع هاتين الجماعتين أو المعادين للغرب بين أوساط القوات المسلحة أو موظفي المنشآت النووية في باكستان».
وأضاف إن القوات الباكستانية التي تحرس المنشآت أجرت عملية انتقاء لإبعاد أي متعاطفين مع المتشددين.
ولزيادة الحماية يجري فصل القلب الانشطاري للرأس النووي عن المفجرات ثم حفظ تلك المواد في مواقع تحت الأرض.
ومضى يقول استنادا إلى مقابلات مع مسؤولين باكستانيين وفرنسيين إن ما بين ثمانية آلاف وعشرة آلاف فرد من إدارة الخطط الاستراتيجية بالجيش الباكستاني وأجهزة مخابرات أخرى يشاركون في توفير الأمن والمراقبة.
لكنه أردف قائلا «على الرغم من كل تلك الضمانات الواضحة تشير أدلة قائمة على الملاحظة إلى وجود مجموعة واضحة من نقاط الضعف والثغرات في السلامة النووية والترتيبات الأمنية الباكستانية».
في سياق منفصل، قتل خمسة رجال دين مسلمين باكستانيين امس في الصومال برصاص مسلحين مجهولين لدى خروجهم من احد المساجد في غالكايو، على ما افادت مصادر محلية وفي الشرطة.
وقال الشيخ محمد عبد السعيد المتحدث باسم ميليشيا «اهل السنة والجماعة» وهي ميليشيا اسلامية متمركزة في وسط البلاد ومتحالفة مع الحكومة الانتقالية، متحدثا لوكالة فرانس برس «قتل خمسة رجال دين حين هاجمهم مجهولون مسلحون، والتحقيق جار».
وتابع مسؤول في الشرطة المحلية طلب عدم كشف اسمه «كان الخمسة من باكستان. قطعنا جميع الطرقات في المنطقة ونطارد القتلة».