لاتزال الأزمة الإيرانية مرشحة لمزيد من التصعيد بعد تأكيد علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الإيراني (البرلمان) أن لجنة التحقيق في أوضاع معتقلي الاحتجاجات على نتائج الانتخابات الرئاسية نفت تعرض المعتقلين لأي اعتداء جنسي. ودعا السياسيين الإيرانيين الى عدم طرح مثل هذه المزاعم «الكاذبة» حتى لا يستغلها أعداء بلاده لتشويه صورة النظام الاسلامي.
ونقلت وكالة أنباء «مهر» الإيرانية عن لاريجاني إشارته - في الجلسة العلنية لمجلس الشورى أمس - إلى رسالة المرشح الرئاسي الخاسر مهدي كروبي لرئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني حول تعرض المعتقلين لاعتداءات جنسية، قائلا: «محتوى هذه الرسالة مخيف وقد حظيت على الفور باهتمام وسائل الاعلام الأجنبية بسبب حساسية الموضوع الذي تناولته، وطلبت من لجنة تقصي الحقائق التابعة للمجلس التحقيق في هذا الموضوع».
وأوضح لاريجاني أن لجنة تقصي الحقائق التي شكلها مجلس الشورى أكدت أنها لم تشاهد خلال التحقيقات الدقيقة والشاملة التي أجرتها حول أوضاع المعتقلين في معتقلي «كاهريزك» و«ايفين» وقوع أي حالة اعتداء جنسي على المعتقلين.
وأضاف أن اللجنة الخاصة دعت كروبي، في تقريرها، إلى تقديم أي وثائق أو دلائل في حيازته تثبت تعرض المعتقلين لاعتداءات جنسية إلى رئيس مجلس الشورى لتتم متابعتها على نحو جاد. وقال لاريجاني مخاطبا نواب مجلس الشورى «كما ترون فان قضية الاعتداء الجنسي على المعتقلين كذبة وقضية لا واقع لها».
الى ذلك، أعلن المدعي العام في طهران سعيد مرتضوي انتهاء محاكمة المدرسة الفرنسية كلوتيلد ريس غير انها لاتزال في السجن، وفق ما نقلت وكالة فارس للأنباء.
وقال مرتضوي ان «ريس قيد الاعتقال، لكن المحاكمة للنظر في الاتهامات الموجهة اليها انتهت».
وأضاف ان «اي قرار بشأن اطلاق سراحها بكفالة او بقائها في السجن يعود الى القاضي». وتابع، بحسب وكالة فارس، «لم يتم اطلاق سراح كلوتيلد ريس بعد.
وفي حال الموافقة على الكفالة واطلاق سراحها، فلن يحق لهذه المواطنة الفرنسية اطلاقا مغادرة البلاد الى حين صدور الحكم».
بدوره، قال مصدر سياسي إيراني ان السفارة الفرنسية في طهران طلبت في مذكرة رسمية أرسلتها الى السلطات الايرانية الإفراج عن المواطنة الفرنسية المعتقلة بتهمة التجسس كلوتيلد ريس وان السلطة القضائية تدرس القضية لاتخاذ قرار بشأنها.
ونقلت وكالة الأنباء الايرانية الرسمية (ارنا) عن مصدر سياسي مطلع قوله ان السفارة الفرنسية في طهران طلبت في مذكرة رسمية أرسلتها الى السلطات الإيرانية المعنية بالافراج عن كلوتيلد بكفالة وانه يتم النظر في الموضوع.
في غضون ذلك، قالت الأمم المتحدة أمس ان الأمين العام بان كي مون هنأ الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بفوزه في الانتخابات، وقالت المتحدثة باسم الامم المتحدة ماري اوكابي «الرسالة أرسلت امس (الاول)».
في غضون ذلك، قال محسن رضائي الذي كان مرشحا في انتخابات الرئاسة الإيرانية إنه لابد من محاكمة المسؤولين إذا ثبتت صحة مزاعم عن تعرض محتجزين لانتهاكات بعد إلقاء القبض عليهم عقب الانتخابات التي أجريت في يونيو.
ونقلت وكالة العمال الإيرانية للانباء شبه الرسمية عن رضائي قوله لمجموعة من نشطاء حقوق الإنسان الإيرانيين «إذا ثبتت صحة تقاريركم عن سوء المعاملة وانتهاك حقوق المحتجزين والمحتجين فيجب على الأقل فصل كل المسؤولين (عن ذلك) ومحاكمتهم. ويجب إعلان الحداد الوطني».