- عون استبعد تشكيل الحكومة قبل فتح المدارس.. وحزب الله تبنّى توزير صهره باسيل
بيروت ـ عمر حبنجر
استبعد أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله ان تقوم إسرائيل بشن «حرب حقيقية» على لبنان، واصفا التهديدات التي اطلقها مسؤولون اسرائيليون مؤخرا ضد لبنان في خانة التهويلات والحرب النفسية.
وقال نصر الله خلال اطلالته المتلفزة امس بمناسبة مرور 3 سنوات على انتصار المقاومة في حرب يوليو عام 2006، ان احد اهداف التهديدات الاسرائيلية هو اعادة السجال والتوتر الى الساحة اللبنانية بهدف اضعاف المقاومة. واضاف ان الرد على ذلك يكون بتعاون القوى في لبنان على تشكيل حكومة وفاق وطني في اسرع وقت ممكن، مشيرا الى ضرورة مشاركة حزب الله بفاعلية فيها. وتابع كلمة نصر الله، التي بثت عبر شاشة عملاقة نصبت في مجمع الشهيدين في الضاحية الجنوبية لبيروت، المئات من انصار حزب الله بحضور شخصيات ابرزها تيمور وليد جنبلاط والنائبان أكرم شهيب ومحمد قباني.
هذا وتوعد الأمين العام لحزب الله بقصف المقاومة لتل أبيب في حال قصف اسرائيل للعاصمة اللبنانية بيروت أو ضاحيتها الجنوبية. وإذ وصف نصر الله المناخ العام في لبنان بالايجابي قال ان الوضع المحلي والاقليمي والدولي بالنسبة للمقاومة الآن هو أفضل مما كان عليه عام 2006، وعلى الرغم من ذلك، دعا الى تعزيز القدرات العسكرية للبنان لمواجهة احتمال شن اي حرب اسرائيلية عليه.
وقال «ليس سهلا أن تتخذ الحكومة الاسرائيلية قرار حرب على لبنان، مضيفا انها ستعمل الف حساب قبل ذلك. وقلل نصر الله من اهمية اي حرب اسرائيلية جديدة على لبنان بقوله «ان هدف اي حرب اسرائيلية محتملة هو استئصال المقاومة في لبنان، وهو امر غير ممكن التحقيق».
عقدة تشكيل الحكومة
وبالعودة إلى تشكيل الحكومة اللبنانية، تلك العقدة العصية، فقد باتت أقرب الى لعبة أمم، او على الأقل أزمة نظام، كما وصفها الرئيس أمين الجميل، فأمام الاستحالات التي تواجه تشكيلها، ذهب البعض الى حد الاعتقاد بان ما يجري تأليفه، دولة وليس مجرد حكومة، رغم ان النظام الأساسي للدولة اللبنانية قائم وموجود، قبل اي دولة اخرى في هذه المنطقة.
الرئيس ميشال سليمان المدرك لخفايا الأمور وأبعادها الداخلية والخارجية واثق من قدرة الرئيس المكلف سعد الحريري على تجاوز الصعاب بمعاونة المخلصين، لكن العماد ميشال عون الذي تشتد عقدة تشكيل الحكومة عند إصراره على إعادة توزير صهره جبران باسيل، لا يرى ولادة للحكومة قبل بدء موسم الدراسة اي في أواخر سبتمبر او أوائل أكتوبر، وقد يكون هذا الموعد التقريبي أقرب الى الواقع بدليل عزم رئيس مجلس النواب نبيه بري دعوة هيئة مكتب المجلس للاجتماع هذا الأسبوع للبحث في إمكانية انتخاب اعضاء اللجان النيابية ورؤسائها دون المزيد من الانتظار لتشكيل الحكومة.
المطلوب فريق وزاري متجانس بحسب الرئيس المكلف سعد الحريري، بعد جولة الغربلة الأخيرة للأسماء والحقائب مع الرئيس سليمان.
لكن إصرار العماد عون على إعادة توزير جبران باسيل، بدعم علني من حزب الله هذه المرة وردود رافضة من أمانة 14 آذار، كل ذلك يوحي بان الوضع الحكومي في لبنان، نحو المزيد من الانتظار في ثلاجة الهموم الإقليمية.
بيد ان الرئيس سليمان أبلغ زواره بأن كل الأطراف في لبنان محكومون بالتوافق وبالتوصل الى حكومة اتحاد وطني، لأن لبنان لا يحكم من طرف واحد، ولا لمصالح خاصة.
عون: يشكلون الحكومة مع الخارج!
من جهته العماد عون، دفع بالموقف، الى منطلقاته الخارجية، عبر الحديث عن تورط مسؤولين عن تشكيل الحكومة مع الخارج.
وفي رد ضمني على ما ينسب إليه من عرقلة لتشكيل الحكومة، لحسابات ومصالح إقليمية، قال في حديث إذاعي امس، ان هؤلاء المتورطين، لا يستطيعون تأليف الحكومة إلا بإذن وتصريح واضحين من السلطة المرتبطين بها في الخارج، لذلك هم بحاجة دائمة للتغطية ولا يجدون أمامهم سوى الجنرال عون، هم يخترعون القصة ويبنون عليها خبرية ليبرروا التباطؤ الحاصل في تأليف الحكومة او العجز في تأليفها.
وأضاف: التحضير لتأخير تأليف الحكومة حصل قبل ان تبدأ مشاورات تأليفها لذلك استنتجت يومها أن الحكومة لن تأتي قبل نهاية الصيف وبداية فصل الدراسة، فعندما أرى انهم يوجهون حملة ضدي وانا عنصر اساسي في الحكومة فمعنى ذلك انهم يحضرون للصدام، صدام اعلامي وغير اعلامي، وهم يستطيعون تثبيت هذا الصدام اذا ما وفقوا الى تأليف الحكومة أو بوسعهــم جعلــه سببــا لعــدم التأليــف وتحميـل مسؤولية التأخير للغير.
الغمز من الحريري وجعجع
وتساءل عون عن سبب السفر الى الخارج الآن، وهو يقصد هنا الرئيس المكلف سعد الحريري؟ واضاف هل هو خروج النائب وليد جنبلاط من الأكثرية؟ ان خروج جنبلاط ليس بسبب العماد عون، ولا زميل له غادر ليلتقي به في الخارج (المقصود جعجع الذي نفى الحريري رسميا ان يكون التقى به في فرنسا خلال إجازته العائلية). ووصف العماد عون المحيطين بالرئيس المكلف بجمعية «طبل وزمر» وتساءل: هل سعد الحريري قادر على اتخاذ قرارات غير شعبية، تفرض الصمت على من هم حوله؟ واضاف: الأيام ستثبت ذلك.
حزب الله: لا مشكلة اسمها العماد عون!
حزب الله رد أمس على دعوة الأكثرية له للمساعدة في حل مشكلة العماد عون بالقول ان البيان الصادر عن الأمانة العامة لـ 14 اذار لا يساعد لغة ولا محتوى على تسهيل الحكومة، مشيرا الى ان افتعال الأزمات واحداث توترات سياسية لا طائل منها ليس هو السبيل لمساعدة الرئيس المكلف سعد الحريري على الإسراع في تشكيل الحكومة. وشدد حزب الله على نفي وجود مشكلة اسمها مشكلة الجنرال عون، لتساعد المعارضة على حلها، لكن هناك حقوق طبيعية للعماد عون كرئيس لأكبر ثاني تكتل نيابي في البلد بأن يطالب بعدد معين من الحقائب الوزارية وان يسمي من يشاء لهذه الوزارات لافتا الى ان تلطي المعارضة خلف العماد عون كلام لا قيمة له على الإطلاق، ودليل على ان الشباب في عالم آخر، وهم يحاولون اخفاء المشكلة الحقيقية لدى بعض الموالاة في الحقائب والإعداد.
فارس سعيد: مطلب نضالي جديد!
منسق الأمانة العامة لـ 14 آذار فارس سعيد رد على بيان حزب الله بالقول: هل أضاف حزب الله الى مطالبه النضالية المعروفة كتحرير مزارع شبعا مطلبا نضاليا اضافيا هو توزير جبران باسيل؟
واضاف سعيد يقول: عبثا يحاول حزب الله التنصل من الحكومة بإلقاء اللوم على الأمانة العامة لـ 14 آذار التي جاء بيانها ردا على تصريح عون الذي قال فيه جبران باسيل وزيرا أو لا وزارة. ورأى سعيد ان حزب الله يضرب ما تبقى من صلاحيات رئيس الجمهورية والرئيس المكلف والاعتداء عليها من خلال محاولة فرض وجهة نظره عليها في توزير أي شخص.
النائب علي خريس (8 آذار) وردا على سؤال حول عقدة اصرار العماد عون على توزير صهره جبران باسيل، واعطائه وزارة الاتصالات بالذات، قال اريد ان أوضح، اننا نسمع أن المشكلة مرتبطة بالجنرال عون ولأنه هو من يعقد الأمور، وأنا لا أرى ذلك.