ينتظر النائب وليد جنبلاط زيارة الرئيس سعد الحريري الى دمشق للذهاب الى العاصمة السورية بعدما حصلت زيارته «سياسيا» وفتحت أبواب دمشق، ولم يبق الا الشكليات والتوقيت المناسب. وينتظر جنبلاط اتمام زيارته الى دمشق ليقوم بخطوته التالية: زيارة طهران بعد انقطاع لسنوات استقبلت في خلالها ايران شخصيات سياسية لبنانية معارضة شملت الطائفة الدرزية (ارسلان ووهاب)، وكان أبرز هذه الشخصيات العماد ميشال عون. وبعدما كان جنبلاط صديقا للرئيس محمد خاتمي، فإنه لم يلتق حتى الآن الرئيس محمود أحمدي نجاد، وقطع صلاته بالجمهورية الاسلامية وذهب بعيدا في مناوئتها والحملات عليها.
في طهران تبدو الأمور مهيأة تماما لاستقبال جنبلاط. وينقل عن مصادر ايرانية ان طريق جنبلاط إلى طهران ميسرة، تنقصها فقط محطة دمشق الرئيسية التي تنظر إليها طهران بكثير من الارتياح لما سيكون لها من انعكاس على الوضع اللبناني الداخلي، «فزيارة دمشق لا تعني فقط إعادة وصــل ما انقطــع، إنمــا قطع كل خطوط التوتر التي وصلــت ببعضها لتفجير الوضع الداخلي اللبنانــي وإشعال فتنة سنية شيعية درزية لا يستفيد منها إلا العدو الإسرائيلي المتربص شرا والمنتظر أي فرصة للانقضاض والانتقام من لبنان بعد هزيمة يوليو التاريخية».
وتشير المصادر إلى الجهود الإيرانية المستمرة لتفكيك الألغام السياسية والأمنية التي زرعتها إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش وتزرعها إدارة الرئيس الجديد باراك أوباما، ومنها اللغم اللبناني الذي كان يقلق طهران دوما لأنه يشكل حجر رحى الاستقرار في منطقة المشرق العربي، وأي خطوة تساعد في تفكيك اللغم اللبناني مرحب بها حتى لو كان ذلك يتطلب تناسي بعض المواقف الجارحة. وفي هذا الإطار، تنقل المصادر ترحيب الإدارة الإيرانية بعودة جنبلاط، مشيرة إلى استلامه رسالة مباشرة مفادها أنه مرحب به في طهران بمجرد زيارته للشام، وان علاقة إيران بالدروز لم ولن تتأثر كونها علاقة تاريخية وهي لم تتجمد في المرحلة الماضية، واستمرت رغم الخطاب التحريضي.
هل تكون خطوة جنبلاط التالية هي زيــارة طهــران؟ هــذا الســؤال يطــرح الآن بقوة داخــل الأوســــاط السياسيــة اللبنانيــة وذلك بعد إشارات أطلقها النائب جنبلاط في اتجاه القيادة الإيرانية، لاسيما في مقالاته الأسبوعية في صحيفة «الأنباء» الناطقة باسم الحزب التقدمي الاشتراكي.
والمثير أن هناك مقربين من النائب جنبلاط اعتبروا تلك الإشارات على أنها محاولة منه للاستيعاب المسبق لأي تداعيات يتركها القرار الظني في جريمة اغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري، لاسيما أن نائب الشوف كان قد «أوحى» من خلال تعليقاته على ما نشرته مجلة «دير شبيغل» الألمانية بشأن الجريمة بأن المضبطة الاتهامية تسير في اتجاه ما أوردته المجلة التي تعرف بصلاتها الوثيقة بمصادر القرار.