دعا قلب الدين حكمتيار زعيم الحزب الإسلامي الأفغاني أميركا الى «أن تعي أنها لن تتمكن من الانتصار في حربها في الأراضى الأفغانية».
وأضاف حكمتيار في تصريح لقناة «الجزيرة» الفضائية أمس: «أميركا عليها أن تعي أنها لن تتمكن من الانتصار في هذه الحرب سواء بزيادة قواتها، أو من خلال مهزلة الانتخابات، وليس بإمكانها تحويل أنظار الأفغان عن القضية الأساسية ولا يوجد أمامها سوى الإذعان لمطالب المقاومة والخروج من هذه البلاد، وترك الأفغان يقررون مصيرهم دون وصاية من الآخرين».
ودعا زعيم الحزب الإسلامي الأفغاني إلى إنشاء حكومة مستقلة عن طريق انتخابات نزيهة تعبر عن إرادة الأفغان وتمكنهم من إقامة حكومة إسلامية.
وقال حكمتيار: إن القضية الرئيسية التي تسيطر على أذهان الشعب الأفغانى هي إنهاء الاحتلال واستقلال البلد وإنشاء حكومة مستقلة، مؤكدا في الوقت نفسه «أن المجاهدين مستمرون في مقاومتهم حتى تتحقق هذه الأهداف».
وفي سياق آخر، هدد مقاتلو حركة طالبان أمس علنا للمرة الاولى بمهاجمة مراكز التصويت مباشرة اثناء الانتخابات الرئاسية ومجالس الولايات الخميس المقبل في افغانستان، في رسائل وزعت والصقت في معاقلهم بجنوب البلاد.
وقد أكد المتحدث باسم المتمردين يوسف احمدي صحة التهديد المدرج في منشورات الصقت ووزعت في قرى جنوبية.
ويطلب النص من الأفغانيين «عدم المشاركة في الانتخابات لكي لا يقعوا ضحية عملياتنا لاننا سنستخدم تكتيكات جديدة».
وقال يوسف لـ«فرانس برس» موضحا «اننا سنستخدم تكتيكات جديدة تستهدف مراكز التصويت. واي احد سيصاب في مراكز التصويت وحولها سيكون مسؤولا عن ذلك لانه ابلغ مسبقا».
واضاف المتحدث «سنسرع نشاطاتنا عشية الانتخابات وفي اليوم الذي تنظم فيه» موضحا ان قادة طالبان كلفوا بامر الشعب بمقاطعة الاقتراع.
وهذه هي المرة الاولى التي تعلن فيها طالبان صراحة عزمها مهاجمة مراكز الاقتراع اذ كانت تكتفي حتى الان بالدعوة لمقاطعة الانتخابات من دون اعلان هجمات على مراكز التصويت.
كما دعت الافغان ايضا لحمل السلاح ضد «الغزاة» الاجانب، في اشارة الى القوات الدولية التي اطاحت بنظام طالبان اواخر 2001 والتي يبلغ قوامها اليوم مئة الف عنصر ومكلفة مع القوات الافغانية السهر على ضمان امن الانتخابات.
وتؤكد رسالة التهديد ان الناخبين سيعتبرون بمثابة اعداء الاسلام بصفتهم حلفاء للحكومة الافغانية والقوات الاجنبية.
واوضح المتحدث ان هذه الرسائل موقعة من قادة محليين في ولايات عديدة اخرى في جنوب البلاد مؤكدا ان الطالبان «سيستهدفون مراكز التصويت في كل ارجاء البلاد».
وقد اكد احمد شاه وهو من سكان ولاية زابل (جنوب) «رأيت مثل هذه التحذيرات. فهي تقول ان مراكز التصويت ستستهدف وان على الناس الا يتوجهوا اليها».
كذلك وزعت رسائل تهديد مماثلة في خوست جنوب شرق البلاد، وقال قاض علم مياخيل المرشح الى انتخابات مجالس الولايات في المدينة، لوكالة فرانس برس «هناك ايضا تهديدات لاناس سيتوجهون الى مراكز التصويت وتهديدات بالقتل».
ويأتي هذا الاعلان غداة هجوم انتحاري تبنته طالبان امام المقر العام لقوات الحلف الاطلسي وسط التدابير الامنية المشددة للقوات الدولية في كابول.
واثبت الهجوم ان كل الاجراءات الأمنية التي تخضع لها كابول وخاصة اماكن تواجد قوات الناتو والسفارات لم تنجح في ردع مقاتلي الحركة عن استهدافها ليثبتوا ان بامكانهم الضرب في اي مكان قبل خمسة ايام فقط من انتخابات يخشى أن تكون نسبة الامتناع عن التصويت فيها كبيرة.