- هجوم انتحاري استهدف قافلة قوات أجنبية في كابول
- مقتل جنديين أميركيين وسقوط صاروخين على قصر الرئاسة
يتوجه الناخبون الافغان غدا الى صناديق الاقتراع لاختيار رئيسهم وسط ذعر امني، مصدره حركة طالبان التي هددت مرارا بعرقلة سير العملية الانتخابية، وانتشار الفساد الذي يهدد نزاهة العملية الانتخابية برمتها.
التهديد الامني المستمر منذ اشهر لم يغب امس عن العاصمة الافغانية كابول التي تعرضت لسقوط صواريخ ولهجوم استهدف قافلة تابعة للقوات الاجنبية.
وقال مصدر من الشرطة الأفغانية وشهود عيان إن مهاجما انتحاريا هاجم بسيارة ملغومة قافلة لقوات أجنبية على طريق رئيسي في شرق كابول، ما ادى الى مقتل 7 اشخاص واصابة 52 اخرين بجروح.
وقال شهود: يبدو أن الهجوم الانتحاري وقع في منطقة بالقرب من مصلحة الجمارك في كابول القريبة من قاعدة بريطانية ضخمة.
وللأمم المتحدة أيضا مجمع كبير في المنطقة ولكن مصدرا من المنظمة الدولية صرح بأنه لا يبدو أن المجمع كان هو المستهدف.
واعلنت لجنة الامم المتحدة في افغانستان في بيان ان اثنين من موظفيها قتلا وجرح ثالث في الهجوم الانتحاري.
هذا وذكر مسؤول في شرطة كابول لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن صاروخين أطلقا من منطقة بجرامي جنوبي مدينة كابول انفجرا بالقرب من قصر الرئاسة الأفغانية المحصن من دون ان يتسببا في خسائر.
كذلك اعلنت الشرطة الافغانية ان 3 جنود ومدنيين اثنين قتلوا في هجوم انتحاري في افغانستان بالقرب من مركز مراقبة تابع للجيش شمال شرق تيرين كوت، عاصمة ولاية اوروزغان.
طالبان
ازاء ذلك جددت حركة طالبان امس تهديداتها باستهداف العملية الانتخابية داعية الافغان الى مقاطعتها.
واعلنت الحركة في بيان ان «الامارة الاسلامية تبلغ مرة جديدة مواطنيها بان عليهم جميعا الامتناع عن المشاركة في هذه العملية الخادعة التي ينظمها الاميركيون، بل ينبغي على العكس مقاطعتها».
وتابع البيان ان «على جميع المجاهدين ان يشنوا عملياتهم ضد العدو وفق البرنامج الذي حدد لهم، لافشال هذه المؤامرة التي يدبرها اعداء الاسلام ضد البلد».
ووزع المتمردون الاحد منشورات في قرى جنوب البلاد هددوا فيها للمرة الاولى بمهاجمة مكاتب الاقتراع في يوم الانتخابات.
وقال متحدث باسمهم ان هذا التهديد يطاول البلد برمته محذرا من ان المتمردين سيكثفون عملياتهم حتى يوم الخميس (غدا) موعد اجراء الانتخابات.
وردد البيان انه «اذا ما اصيب اي كان جراء عمليات المجاهدين لانه شارك في الانتخابات، فان المسؤولية ستقع على عاتقه لان المجاهدين حذروا مرارا».
واكد «باستثناء بعض المدن الكبرى وعواصم بعض الولايات سيكون من المستحيل اجراء الانتخابات».
الناتو
وستخضع العملية الانتخابية التي تشكل تحديا لوجستيا حقيقيا لاجراءات امنية مشددة فيما يتم حشد القوات الاجنبية والدولية بالكامل (حوالي 300 الف عنصر) لضمان الامن خلالها.
لذلك أعلن حلف شمال الأطلسي (ناتو) أنه سوف يوقف العمليات العسكرية خلال فترة الانتخابات.
وقال الحلف في بيان له «لن يتم إجراء عمليات عسكرية سوى تلك الضرورية لحماية السكان في يوم الانتخابات دعما لقوات الأمن الأفغانية الوطنية التي تقود الجهود الأمنية خلال العملية الانتخابية». وجاء إعلان الناتو في أعقاب طلب مشابه من قبل وزير الدفاع الأفغاني عبد الرحيم وردك الذي دعا الأحد إلى أن يكون يوم الانتخابات يوم سلام.
وقال وردك إن القوات الأفغانية سوف توقف كل عملياتها الهجومية داعيا مسلحي طالبان في الوقت نفسه إلى اتاحة الفرصة للشعب الأفغاني كي يخرج للمشاركة في العملية الانتخابية.
وأعلن الناتو في بيان آخر مقتل جنديين أميركيين في انفجار قنبلة شرق أفغانستان دون أن يذكر مزيد من التفاصيل.
ويتوجه غدا حوالي 17 مليون افغاني الى نحو 6000 مركز اقتراع منتشرة في انحاء افغانستان من اجل المشاركة في الانتخابات.
تزوير ورشى
وعلاوة على التهديد الامني يهدد سلامة العملية الانتخابية التزوير والرشى اللذين تتحدث عنهما تقارير اعلامية احدها تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» كشف عن أدلة على حصول عمليات تزوير وفساد في انتخابات الرئاسة الافغانية.
وقالت لـ «بي بي سي» التي بثت امس تحقيقا اجرته حول الانتخبات إن الآلاف من بطاقات الاقتراع تعرض للبيع ويتم تقديم آلاف الدولارات كرشى لشراء أصوات الناخبين مع انتهاء الحملات الانتخابية للمرشحين الـ 41.
واضافت أنها ارسلت مواطنا افغانيا يعمل لصالحها إلى العاصمة كابول للتحقيق بصحة التقارير عن بيع بطاقات الاقتراع حيث عرض عليه أشخاص 1000 بطاقة بمبلغ 10 دولارات للواحدة أي ما يعادل 6 جنيهات استرلينية.
ونسبت الهيئة إلى متحدث باسم الرئيس حامد كرزاي، المتقدم على منافسيه بحسب الاستطلاعات، قوله «إن حكومة كابول لا تتفق مع نتائج هذا التحقيق».
كذلك ذكرت صحيفة سكوتسمان الصادرة في لندن امس أن المجتمع الدولي دفع رشى لقادة حركة طالبان لوقف هجماتهم خلال فترة الانتخابات. ونقلت الصحيفة عن مصادر استخباراتية غربية «إن أموال الرشى دفعت لمقاتلي طالبان بأمل أن تمهد الأرضية المطلوبة لفتح مفاوضات مع قادة الحركة لاقامة سلام دائم».
بدورها قالت منظمة «هيومن رايتس ووتش» التي تعنى بالدفاع عن حقوق الانسان ان الامتناع عن المشاركة والتزوير وترهيب المواطنين كلها عوامل تهدد الانتخابات الرئاسية والمحلية المقررة غدا في افغانستان.