حزب الله والتعجيل في التأليف: يعتقد البعض في 14 آذار ان من مصلحة حزب الله التعجيل في تأليف الحكومة كي تؤمن له شبكة امان شرعية، بحيث تتحمل الحكومة المسؤولية عن سلاحه عبر بيانها الوزاري في حال حصول اي مشكلة او اذا اقحم لبنان في اي عملية عسكرية. فعلى رغم استبعاد الامين العام لـ«حزب الله» السيد نصر الله حربا تشنها اسرائيل على لبنان في المستقبل القريب جدا، فان هذا الامر ليس مضمونا على نحو كامل، وباب المفاجآت يبقى مفتوحا في كل وقت.
ويطرح استمرار الحزب في دعم كل شروط عون علنا السؤال عما اذ كان هذا الدعم هو بمثابة مواجهة بالوكالة عبر الطرف المسيحي الحليف، باعتبار ان المشهد السياسي يكرر نفسه مع تجارب سابقة مماثلة في العامين الماضيين، وما اذا كانت هناك مراهنة على عامل الوقت لسبب ما، او ان هذا الدعم يقتصر على اعادة الوزير جبران باسيل، اضافة الى وزارة الاتصالات الحيوية بالنسبة الى الحزب.
صلاحيات الرئيس: الظاهر في قضية التأليف الحكومي ان عوامل عدة برزت: أولا ان حلفاء عون هم أكثر قربا منه من حلفاء مسيحيي 14 آذار. ثانيا ان التأخير في التشكيل يدل على مدى هشاشة اتفاق الطائف، والحاجة الى تعديله على الأقل لصالح رئيس الجمهورية ولصالح التوازن العام، علما ان النائب أحمد فتفت أشار في وقت سابق الى ان «الدستور يحمي الحريري من الوقت».
وعلى هذا المعطى تحديدا ان يكون بداية معالجة النقص الدستوري لمصلحة الاصلاحات التي دعا اليها الرئيس ميشال سليمان. ثالثا ان التعامل بهذه الخفة في عملية التأليف الحكومي يجعل الوضع الميداني أرحب للتوترات الأمنية.