لا يبدو ان عدد القتلى سيقف عند الـ 100 والجرحى فوق الـ 500، نظرا لارتفاع عدد وضخامة الانفجارات المتزامنة التي هزت العاصمة العراقية بغداد أمس. وفي تفاصيل الأربعاء الأسود، أفادت مصادر طبية وأخرى أمنية بأن عدد ضحايا سلسلة التفجيرات الأعنف منذ انسحاب القوات الأميركية تجاوزت الـ 100 قتيل واكثر من 600 جريح.
وقال اللواء قاسم عطا الناطق باسم قيادة عمليات بغداد «نحمل التحالف البعثي التكفيري تنفيذ العمليات الإرهابية التي تهدف التأثير على الوضع السياسي والأمني والنجاحات التي حققتها الأجهزة الأمنية». وانفجرت السيارة الاولى عند الساعة الحادية عشرة صباحا قرب وزارة المالية حيث اكد بيان للوزارة ان «الحادث الإجرامي أدى الى إصابة 270 شخصا بينهم 250 من موظفي الوزارة، ومقتل 13 شخصا آخرين». وأوضح البيان ان «الانفجار وقع جراء هجوم انتحاري بشاحنة براد مفخخة من طراز مرسيدس تحمل متفجرات زنتها طن ونصف الطن اضافة الى كرات حديدية لإحداث اكبر إصابات بالمواطنين الأبرياء». ووقع الانفجار عند نقطة قريبة من مبنى الوزارة على شارع محمد القاسم للمرور السريع، ما أدى الى احتراق نحو 6 سيارات ومقتل معظم من فيها. كما تسبب الانفجار بسقوط مقطع طوله نحو 40 مترا من الطريق وحدوث أضرار مادية بالغة في واجهة البناية اضافة الى إلحاق أضرار بـ 44 سيارة في مرآب الوزارة. بدوره، قال مصدر في مستشفى مدينة الطب ان «عددا من المديرين العامين في الوزارة أصيبوا بجروح، وهم يتلقون العلاج». وأشار الى ان «صالات المستشفى امتلأت بالجرحى وجرى تحويلهم الى مستشفى تخصصي آخر لعدم إمكانية استيعابهم».
وأعقب هذا الانفجار بفارق دقائق انفجار هائل آخر قرب مبنى وزارة الخارجية في محيط المنطقة الخضراء، وسط بغداد. وأفاد مراسلون بالقرب من مكان الهجوم بأن «الانفجار أحدث حفرة قطرها 10 أمتار وعمقها 3 امتار». واضاف ان واجهة وزارة الخارجية انهارت بالكامل ولحقت أضرار كبيرة بمجمع الصالحية السكني المقابل لها. وأكدت المصادر الأمنية ان «معظم الضحايا سقطوا جراء الانفجار الذي وقع قرب وزارة الخارجية». وتحدث مراسل «فرانس برس» في مكان التفجير الذي وقع قرب وزارة الخارجية عن 8 جثث تحترق وكميات كبيرة من الأشلاء وبقع دماء وعشرات السيارات المدنية المحترقة حتى على بعد 300 متر من موقع الانفجار.
وأوضح اللواء عطا: «غالبية ضحايا التفجيرين الإرهابيين في العاصمة بغداد هم من الجرحى بسبب تحطم الزجاج». وانفجرت سيارة مفخخة ثالثة، كما سقطت 3 قذائف هاون على وزارة الدفاع ومركز للشرطة وأخرى داخل المنطقة الخضراء المحصنة. وفي الإطار ذاته، أعلن المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد ان «قوة أمنية ألقت القبض على 2 ممن يسمون بأمراء تنظيم القاعدة الإرهابي كانا يستقلان عجلة مفخخة يرومان تفجيرها في منطقة المنصور». واكد المتحدث ان «القوة فككت العجلة».
من جهة أخرى، قالت الشرطة العراقية ان عناصرها ضبطوا أيضا سيارة مفخخة واعتقلوا 2 من عناصر القاعدة كانا يسعيان الى تفجيرها في منطقة المنصور شمال العاصمة العراقية. وحملت التفجيرات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي على الدعوة لإعادة تقييم الإجراءات الأمنية في العراق. وقال المالكي في بيان ان «العمليات الإجرامية التي حدثت اليوم تستدعي دون أدنى شك إعادة تقييم خططنا وآلياتنا الأمنية لمواجهة التحديات الارهابية والاحتفاظ بالمبادرة وسحب الظرف الآمن للمنظمات الإرهابية».
من جانبه صرح متحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية لوكالة فرانس برس بأن سلسلة التفجيرات «المأساوية» التي شهدتها بغداد لن تغير خطط الولايات المتحدة لسحب قواتها من العراق خلال العامين المقبلين.
وقال المتحدث الكولونيل باتريك رايدر ان هذه «التفجيرات مؤسفة ومفجعة.. ونحن نقدم تعازينا لكل من فقد قريبا او صديقا»، مشيرا الى ان الهجمات هي محاولات من جماعات مسلحة لاستغلال التوترات الطائفية.
واضاف «لكن فيما يتعلق بتأثير التفجيرات على خططنا للانسحاب، فليس لها اي تأثير».
بدوره وصف البيت الأبيض تلك التفجيرات بأنها عمل «جنوني» نفذه متطرفون مصممون على إشاعة الفوضى.