بيروت ـ عمر حبنجر
اعاد مغاوير الجيش اللبناني اعتقال عنصر «فتح الاسلام» السوري طه الحاج سليمان في احراج بلدة «بصاليم» المجاورة لسجن رومية المركزي، حيث فرّ قبل 24 ساعة فيما فشل سبعة من رفاقه في اللحاق به.
إعادة توقيف الموقوف الهارب جعلت القوى الأمنية من جيش وأمن داخلي تتنفس الصعداء بعد النكسة التي المت بها، خصوصا بحراس السجن الذين اوقف بعضهم، وجرى نقل بعضهم الآخر وعلى مستوى جميع السجون اللبنانية وكان الرئيس ميشال سليمان اول المباركين لوزير الداخلية زياد بارود الذي تعرض لهجوم سياسي كبير على خلفية هذا الحادث الذي يمكن ان يحصل مثله في اي سجن كما يقول اللواء اشرف ريفي المدير العام للامن الداخلي الذي وقع الاجراءات الصارمة بحق من افترضه مسؤولا في هذا السياق داعيا الى وقف اطلاق النار السياسية على هذا الحادث الامني، ومحاولات توظيف ما جرى في المجالات السياسية.
توقيف 3 ضباط و5 أمنيين
هذا وأصدر قاضي التحقيق العسكري مارون زخور مذكرات بتوقيف 3 ضباط و5 عناصر من طاقم سرية السجون بجرم الإهمال والتقصير الذي أفضى الى فرار الموقوف بجرم الإرهاب طه الحاج سليمان الذي أعيد اعتقاله أمس. والضباط هم آمر سجن الموقوفين ومساعده وضابط الدوام في سرية السجون، أما العناصر الـ 5 فهم حراس الطبقة الثالثة من سجن الموقوفين.
الرئيس سليمان نوه بالجهود التي بذلها الجيش من اجل القبض على الهارب وطلب الى الجهات المعنية التوسع في التحقيقات لكشف كل الملابسات والتقصير الذي سمح بحصول ما حصل واتخاذ الخطوات الرادعة والكفيلة بمنع تكرار ذلك وضبط الاوضاع في كل السجون.
وتبلغت المراجع العليا ان الموقوفين الذين فشلوا في الهرب واعترفوا بانهم حصلوا على منشار الحديد من مشغل السجن حيث يجري تدريب السجناء ما يعني عدم وجود عنصر خارجي في العملية. وزير العدل ابراهيم نجار، قال ان مسؤولية ما حصل في سجن رومية لا يمكن ان تطال وزير الداخلية زياد بارود.
وابدى نجار اسفه لتسييس كل الامور في لبنان لافتا الى ان المساعي جارية لتحسين وضعية السجون.
تعطيل الحكومة معيب للبنان
النائب سامي الجميل وبعد لقائه متروبوليت بيروت للارثوذكس الياس عودة هنأ الجيش والاجهزة الامنية بالقبض على الموقوف الهارب، واشاد الجميل بالدور الاصلاحي الذي يقوم به الوزير بارود، وجدد الدعم لمسيرة رئيس الجمهورية، وقال نحن الى جانب الرئيس في عملية الاصلاح التي تحدث عنها في خطاب القسم، واعتبر ان ما يحصل على صعيد الحكومة امر معيب للبنان. هذا الحدث تزامن مع انتقال رئيس مجلس النواب نبيه بري الى قصر بعبدا امس الأربعاء، بعد انقطاع الاسبوع الماضي، وفي اشارة الى عدم حصول اي تغيير في المحطات السائدة، حافظ بري على صيامه عن الكلام، لافتا الى ان حزب الصائمين صار كبيرا.
واستمر لقاء سليمان ـ بري اربعين دقيقة، وجرى خلالها التطورات المقبلة بالشأن الحكومي والمراحل التي قطعها.
بري متشائم
وفي هذا الاطار نقل زوار رئيس المجلس نبيه بري تشاؤمه حيال الوضع الراهن، وان مازاد مساحة التشاؤم عنده هو ان الأمور اتخذت طابعا شخصيا، في اشارة منه الى السجالات السياسية والاعلامية، كما نقلوا عنه انه لا تطور جديدا يستحق افطاره عن الصيام الكلامي.
بري انتقل من بعبدا الى مجلس النواب حيث موعد لقاء الاربعاء النيابي، حيث ابلغ النواب من زائريه اصراره على التوافق في تأليف الحكومة. ونقل عنه النائب نوّار الساحلي (حزب الله) ان حزب الصائمين توسع، بعد انضمام الرئيس المكلف سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط، وقال الساحلي ان عقدة تشكيل الحكومة ليست عند العماد عون.
اما النائب سيرج طورسركيسان فنقل عن الرئيس بري تفاجؤه بالوضع الأمني، في اشارة الى فرار السجين الذي اعيد اعتقاله من سجن رومية.
ونقل عن بري قوله: علينا ان نكون لبنانيين اكثر، وهذا ما فسره نواب الاكثرية بانه يقصد عقدة عون المتمثلة بتوزير صهره، بينما اعتبر نواب المعارضة انه يقصد التدخل الاميركي ـ المصري.
الحكومة في فندق 5 نجوم
رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد قال ان الحكومة دخلت فندقا خمسة نجوم اي مرتاحة.
بدوره عضو كتلة القوات اللبنانية النائب انطوان زهرة اعتبر ان تشكيل حكومة وحدة وطنية سيكون ممكنا بعد ازالة التكليف السوري بعرقلتها حسب قوله.
وأضاف زهرة في عشاء للقوات اللبنانية: اني اتساءل عن كيفية توزير الخاسرين في الانتخابات مادامو لم يحصلوا على ثقة الشعب.
صيام الرؤساء دون منابرهم
ورغم صيام بعض الرؤساء عن الكلام لعدم وجود ما يقولونه للناس حول عجزهم عن التفاهم على حكومة ينتظرها اللبنانيون بشغف، فان منابر المصادر والاوسط ظلت مفتوحة، عبر الحرب الكلامية المستمرة خصوصا بين 14 آذار والتيار العوني.
ليتكلم الحريري ويسكت من حوله
فقد اعتبر مصدر في التيار الحر ان رد الرئيس المكلف سعد الحريري على العماد ميشال عون لا يكفي لاستئناف التواصل المباشر معه.
ودعا المصدر الى وضع حد لثنائية الخطاب في تيار المستقبل بحيث يتعمد الظهور بمظهر المتعاون بينما يشن المحيطون به الحملات على عون.
وقال المصدر: الكرة عادت الى ملعب الحريري والمطلوب ان يتكلم هو ويسكت من حوله.
المستقبل: عون أطلق النار في جميع الاتجاهات
وردت أوساط المستقبل عبر جريدة «السفير» بأن مضمون ما طرحه عون في مؤتمره الصحافي لا يساعد في تجاوز العقبات التي لاتزال تؤخر تأليف الحكومة، بل هو يعقد الوضع ويجعل البيئة غير ملائمة للغداء بينه وبين الحريري.
وقالت الاوساط ان عون اطلق النار في جميع الاتجاهات، واصاب الجميع، والاخطر انه تجاهل الدستور عندما صنف الحريري نائبا مكلفا وليس رئيسا مكلفا علما ان الفقرة الثانية من المادة 53 من الدستور واضحة لناحية ان رئيس الجمهورية يسمي رئيس الحكومة المكلف.
واضافت ان مسؤولية القوى الاساسية في المعارضة هي احتواء عون بدل السير على ايقاعه، والمقصود هنا حزب الله بالذات.
أمانة 14 آذار: مواقف عون تحظى بموافقة حزب الله
من جهتها جددت قوى 14 آذار تمسكها بتشكيل حكومة ائتلاف وطني ودعمها الجهد المبذول من قبل الرئيس المكلف سعد الحريري في هذا الاتجاه، وقالت ان مواقف عون تحظى بموافقة حزب الله.
واكدت الامانة العامة لقوى 14 آذار يوم اجتماعها امس انها في موقفها هذا انما تنطلق من قناعة راسخة بان التحديات التي يواجهها لبنان سواء بالتهديدات الاسرائيلية او بمصالح اللبنانيين تنطلق من الاسراع بتشكيل الحكومة.