أدلى الناخبون الأفغان بأصواتهم امس لاختيار رئيسهم الجديد، لكن اقبالهم على التصويت كان منخفض الوتيرة في الساعات الاولى لبدء التصويت بسبب الهجمات التي شنتها حركة طالبان في البلاد.
وشنت الحركة هجمات في العاصمة كابول وعدد من الولايات الافغانية منذ افتتاح مراكز الاقتراع امام الناخبين الساعة السابعة صباحا بالتوقيت المحلي للبلاد.
وقتل في الهجمات ما لا يقل عن 26 شخصا بحسب وزيري الدفاع والداخلية في الحكومة الافغانية.
واعلن وزير الدفاع عبدالرحيم ورداك في مؤتمر صحافي مقتل 8 جنود افغان واصابة 28 آخرين في 135 حادث عنف و5 هجمات انتحارية.
كما اعلن وزير الداخلية حنيف عتمار في المؤتمر نفسه مقتل 9 مدنيين و9 شرطيين.
ورغم ذلك، اعتبر الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن في رسالة مرئية بثت عبر الانترنت ان الانتخابات في افغانستان شكلت «نجاحا على الصعيد الامني»، وذلك بعد بضع ساعات من اغلاق مراكز الاقتراع.
وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد في بيان إن مقاتلي الحركة هاجموا 16 مركز اقتراع على الاقل في مختلف أنحاء البلاد لكن المسؤولين الحكوميين لم يؤكدوا ذلك.
وهدد مسلحو طالبان بتخريب عملية التصويت كما هددوا بقطع رقاب وأصابع أي شخص يدلي بصوته.
قتلى من طالبان في اشتباكات
وسجل اشتباك مسلح بين عناصر الشرطة ومقاتلين من طالبان احتلوا مبنى قريبا من حاجز للشرطة شرق العاصمة كابول. وأسفر الاشتباك عن مقتل متمردين اثنين وأوقف ثالث فيما يجري البحث عن مهاجم رابع، حسبما ذكرت الشرطة لوكالة فرانس برس.
كما سجل اشتباك آخر في بلدة باغلان (شمال) التي اقتحمها المسلحون وحالوا دون فتح مراكز الاقتراع فيها.
وصرح قائد الشرطة المحلية محمد كابر اندارابي لوكالة فرانس برس عبر الهاتف من باغلان بأن «ارهابيين شنوا هجوما من عدة اتجاهات» واشتبكوا مع عناصر الشرطة.وأضاف «تم صد العدو وقتلنا 22 ارهابيا، بقيت جثث معظمهم في ساحة المعركة». لكن ضابط شرطة آخر قال ان معلومات أولية افادت بأن 6 من طالبان فقط قتلوا.الى ذلك، قال مصدر في القوة الدولية انه تم تفكيك قنبلتين قبل افتتاح مكتب الاقتراع في غزنة (جنوب) وتم استهداف مكتبين او ثلاثة مكاتب ليل امس الاول في خوست (جنوب شرق).
هذا واعتقلت الشرطة اثنين من المهاجمين الانتحاريين بعد وقت قصير من بدء التصويت حاولا دخول مراكز اقتراع في منطقة فرخار باقليم تاخار شمال البلاد.
تعبئة 300 ألف عنصر أمن
واصطف في كابول، التي شهدت اجراءات امنية مكثفة، عشرات الأشخاص امام مراكز اقتراع، حسبما ذكر صحافيون من وكالة فرانس برس. وفي بعض المراكز يمر الناخبون تحت بوابات امنية قبل الدخول.
ولقد تمت تعبئة اكثر من 300 الف من عناصر قوات الامن الافغانية وجنود القوات الاجنبية في افغانستان لحماية الناخبين ومراكز الاقتراع من هجمات مقاتلي طالبان.
وقال الكولونيال الافغاني عبد المتين حسن خيل في قاعدة ده راوود في ولاية ارزغان «تمت تعبئة كل الجنود». واضاف: «حتى نهاية الانتخابات لن تتوقف الدوريات طوال اليوم».
من جهته، قال الجنرال جيم داتن مساعد قائد القوة التابعة لحلف شمال الاطلسي في افغانستان «انجزنا عملا هائلا لمحاولة ضمان الامن قدر الامكان للانتخابات».
وعلقت القوة الدولية للمساعدة على إحلال الامن في افغانستان (ايساف) عملياتها امس للتركيز على حماية مراكز الاقتراع.
فتح 95% من مكاتب الاقتراع
وسيختار الناخبون، البالغ عددهم 17 مليونا، رئيسا للبلاد من بين 41 مرشحا كما سينتخبون 420 ممثلا عنهم من اصل 3196 مرشحا في مجالس الولايات الـ 43 والبرلمانات المحلية التي تقوم بدور صلة الوصل بين الحكومة في كابول والشعب.
وأعلنت اللجنة الانتخابية الافغانية لوكالة فرانس برس ان المشاركة في الانتخابات الرئاسية والولايات كانت في منتصف اليوم «جيدة جدا» وقد تصل الى 50% لدى اغلاق مراكز الاقتراع موضحة ان نحو 6200 مكتب فتحت ابوابها.
وقال المتحدث باسم اللجنة زكريا باراكزاي للوكالة ان «المشاركة جيدة جدا لكن ليس لدينا بعد ارقام دقيقة. واذا استمر الوضع على هذا النحو فستصل نسبة المشاركة الى 50%».وأضاف «تمكنا من فتح 95% من مكاتب الاقتراع. فتح 6185 مكتبا و312 لم تفتح أبوابها وليس لدينا اخبار عن 16 مكتبا آخر».
ازاء ذلك قال ديبلوماسي غربي، طلب عدم كشف اسمه، «ارى ان نسبة المشاركة بمعدل 50% مرتفعة جدا». وأضاف الديبلوماسي ان «المعلومات التي تردنا تشير الى ان مكاتب الاقتراع فارغة نسبيا خصوصا في الجنوب».
الأمم المتحدة: الانتخابات مشجعة
بدوره قال المتحدث باسم بعثة الأمم المتحدة في كابول عليم صديقي صباحا «الغالبية العظمى من مراكز الاقتراع تمكنت من فتح أبوابها وتسلمت المواد الخاصة بعملية الاقتراع».
وأضاف «حدث عدد من الهجمات خاصة في جنوب وشرق البلاد. لكننا نشهد طوابير آخذة في التشكل عند مراكز الاقتراع في الشمال وأيضا في العاصمة بل وفي الشرق أيضا وهو شيء مشجع».
كما وصف الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن سير الانتخابات في افغانستان بانه «مشجع» وذلك خلال مؤتمر صحافي في ايسلندا.
كرزاي
وقد ادلى الرئيس الافغاني حميد كرزاي بصوته بعد حوالي نصف ساعة من فتح مراكز الاقتراع في مدرسة ثانوية للذكور قرب القصر الرئاسي المحصن في كابول.
ودعا الرئيس المنتهية ولايته الافغان الى «الادلاء بأصواتهم ليقرروا مصيرهم».
وأضاف كرزاي إن مقاتلي طالبان لن يستطيعوا عرقلة الانتخابات الرئاسية الأفغانية وذلك بعد أن اشتبك المقاتلون مع قوات الشرطة في وسط كابول وهددوا بقطع الطرق في أفغانستان.
وكان قد قال امس الاول بعد احتفال بسيط بعطلة يوم الاستقلال الأفغاني «أتمنى أن يأتي مواطنونا غدا (اليوم) بالملايين ليصوتوا لصالح الاستقرار والسلام في البلاد وتقدمها. سيفعل الأعداء ما بوسعهم لكنهم لن ينجحوا».
وقد ادلى عدد من المسؤولين الأفغان بأصواتهم مع كرزاي، بينهم وزير الخارجية رانغين دادفار سبانتا.
ويرى عدد من الناخبين الافغان ردا على اسئلة لفرانس برس، ان هذه الانتخابات التي تشكل مؤشرا الى بعض الاستقرار السياسي، تشير الى تقدم على طريق احلال الديموقراطية.
زيادة الإقبال بعد الظهر
ومددت مهلة التصويت الى الساعة الخامسة عصرا (بالتوقيت المحلي) بواقع ساعة واحدة حيث زاد عدد من حضروا للادلاء بأصواتهم بعد الظهر.وترجح استطلاعات الرأي فوز الرئيس المنتهية ولايته حميد كرزاي الذي تولى السلطة نهاية العام 2001 بدعم من الولايات المتحدة ثم انتخب رئيسا عام 2004. لكنه قد يضطر لخوض جولة ثانية من الانتخابات ضد وزير خارجيته السابق عبدالله عبدالله.
مقتل 4 جنود أميركيين
كابول ـ أ.ف.پ: قتل 3 جنود اميركيين أول من أمس في هجمات شنها متمردون اسلاميون في جنوب افغانستان، وفق ما اعلن حلف شمال الأطلسي وأكده الجيش الأميركي لاحقا.
كما قتل جندي اميركي امس في اعتداءات بقذائف (المورتر) شرق افغانستان وفقا لما أعلنته «الناتو» وأكده الجيش الاميركي.