بيروت ـ ناجي يونس
في قراءة لتطورات معضلة تشكيل الحكومة اللبنانية قال مصدر قريب من حزب الله لـ «الأنباء» ان الرياض ركزت جهودها بعد الانتخابات النيابية على تشكيل الحكومة اللبنانية وتسهيل وصول النائب سعد الحريري الى الرئاسة الثالثة مما اطلق حوارا بينها وبين دمشق حتى مطلع يوليو الفائت.
وكان من ثمار هذا الحوار الذي استمر بهبة باردة وأخرى ساخنة حتى مطلع اغسطس الجاري ولادة الاتفاق على صيغة «15 ـ 10 ـ 5» وما رافقه من تفاهم ضمني على الوديعتين غير المعلنتين في حصة الرئيس سليمان.
وبات واضحا للمصدر ان الموالاة حصلت على «النصف + 1» من خلال الوزير السني في حصة سليمان والمعارضة على الثلث المعطل من خلال الوزير الشيعي في هذه الحصة.
وبما انه لا وضوح على مستوى السياسات الاقليمية والدولية حيث يمكن القول ان الضبابية هي العنوان الأبرز للمرحلة الراهنة على مختلف المستويات فانه لا احد يستطيع ان يتوقع مسار الأمور. بيد انه يسهل استبعاد حصول اي تحول جذري في المعادلة السائدة عربيا واقليميا بفعل الضعف الذي يطغى على السياسات الأميركية اضافة الى وجود شبه قناعة بأن الاسرائيليين او الاميركيين لن يجرؤوا على القيام بأي مغامرة في لبنان او المنطقة.
من هنا فإن المصدر لا يرى سلاما مرتقبا في الأمد المنظور وكذلك فانه لا مغامرات قريبة، الأمر الذي يجعل حالة «الستاتيكو» والمراوحة تطفو على السطح، الأمر الذي يضع اللبنانيين امام احتمالين:
ـ إما انتظار اتضاح الصورة الخارجية حتى المباشرة باستكمال تشكيل الحكومة مع ما لذلك من ارتباط مفضوح وغير مقبول بالحسابات العربية والاقليمية والدولية.
ـ وإما العمل على ترقيع الداخل وايجاد مخرج، ما يسهل تشكيل الحكومة على اساس اتفاق الحد الأدنى الذي يدير الأزمة. من هنا فإن مصير الحكومة مفتوح على الاحتمالات كلها، فقد يتم الاتفاق على المخرج في القريب العاجل وقد يبقى التشكيل معلقا حتى اشعار آخر.