بيروت ـ زينة طبّارة
رأى عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب د.يوسف خليل، ان التصادم السياسي بين الفرقاء اللبنانيين، لاسيما بين العماد ميشال عون وقوى الأكثرية النيابية، قد وصل بحدته الى حالة غير مرضية، لافتا الى ان تلك المواجهات الإعلامية لن يكون من مفاعيل لها سوى المزيد من التشنج السياسي على مستوى تشكيل الحكومة العتيدة، معتبرا ان ما يتخذه الفرقاء والقادة السياسيون من مواقف متناقضة فيما بينهم، ليس هو السبب الرئيسي الكامن وراء التعطيل، انما هناك ظروف وتعقيدات إقليمية ودولية على حد سواء تقف وراء تأخير تشكيل الحكومة وبالتالي منع مسارها من استكمال نقاطه وصولا الى اصدار المرسوم الرئاسي بها، وذلك لاعتباره ان لبنان بموقعه الجغرافي في المنطقة الشرق أوسطية وبتركيبته الاجتماعية – الطائفية والسياسية على حد سواء، يسمح للدول الأخرى باللعب على أرضه من خلال العنصر اللبناني حفاظا منها على مصالحها الخاصة وذلك على حساب مصلحة لبنان واللبنانيين، الأمر الذي يؤكد ان عقدة التأليف خارجية أكثر منها داخلية. ورفض النائب خليل في تصريح لـ «الأنباء» ما يحاول البعض إشاعته ودسه عنوة في أذهان المواطنين بأن عقدة تأليف الحكومة تكمن في مطالب العماد عون، لاسيما في مطلب إعادة توزير صهره جبران باسيل، معتبرا ان قوى الأكثرية تحاول التخلص من هذا الأخير بسبب عدم استساغة أعضائها وقادتها لوجوده داخل التشكيلة الحكومية وحصوله تحديدا على حقيبة الاتصالات، هذا من جهة، مضيفا من جهة ثانية، ان الأكثرية تمارس نوعا من المناورة السياسية والإعلامية، من خلال اتهام العماد عون بتعطيل مسار تأليف الحكومة وتحميله أمام الرأي العام اللبناني وحتى الخارجي أوزار وأعباء العرقلة وبالتالي إيقافه انطلاق عجلة مؤسسات الدولة، الأمر الذي يرى فيه النائب خليل سببا رئيسيا ومباشرا للمواجهات السياسية الحاصلة بين القادة المعنيين بتأليف الحكومة.
هذا ورأى النائب خليل ان لا حكومة في الوقت الراهن بسبب عدم اكتمال المعطيات الخارجية على المستويين الإقليمي والدولي، مؤكدا ان التشكيلة الحكومية لن تبصر النور قبل زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الى كل من الولايات المتحدة الاميركية وسورية، وذلك لاعتباره ان الزيارتين المشار إليهما سترسمان الأطر السياسية التي ستتواجد وتلعب فيها كل من الدول المعنية بتأليف الحكومة اللبنانية. وأكد النائب خليل ان جميع الفرقاء السياسيين في لبنان موالاة ومعارضة، أكثرية وأقلية يدركون تماما حقيقة الواقع المذكور أعلاه، انما لأسباب سياسية تقنية متعلقة بارتباطاتهم الخارجية يحاول كل منهم رشق الآخر بالتهم وبأسباب العرقلة.
وعن كلام أحد التقارير الأوروبية القائل بوجود المعارضة في مأزق ومحاولتها تعويض خسارتها الانتخابات النيابية وبحثها عن دور لها يتجاوز دور الأقلية التي أفرزتها نتائج انتخابات السابع من يونيو الماضي، ختم النائب خليل واصفا هذا الكلام بغير الدقيق لاعتباره ان الأكثرية التي أنتجتها الانتخابات النيابية لم تعد موجودة عمليا على أرض الواقع بعد انسحاب رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط منها، وبالتالي لم يعد هناك من فائز وخاسر في الانتخابات النيابية، مشيرا الى ان التوازن قد أصبح سيد الموقف في المجلس النيابي بعد حركة الثاني من أغسطس الجنبلاطية.