تلاحظ مصادر سياسية مراقبة ان النائب وليد جنبلاط وتحت وطأة ردة الفعل والضغوط التي تعرض لها بعد مواقفه الأخيرة وفوجئ بحجمها، عمد الى حركة استيعابية للتخفيف من وطأة الوضع الضاغط عليه ولدوزنة تحوله. وبرزت في هذه الحركة الخطوات التالية:
- 1 ـ توقفه (صيامه) عن الكلام السياسي لتفادي مزيد من الاحراج.
- 2 ـ حرصه على التوضيح والتأكيد ان علاقته مع الرئيس المكلف سعد الحريري مستمرة، وان ما قام به لا علاقة له بتشكيل الحكومة، وأيضا على الفصل بين هذه العلاقة والموقف من 14 آذار كمجموعة وائتلاف سياسي.
- 3 ـ «فرملة» الحركة السياسية التي كان بدأ بها بعد 2 اغسطس (مؤتمر «البوريفاج»)، بما في ذلك تأجيل لقائه مع العماد عون، وتخفيف وتيرة الحديث عن زيارته الى سورية، والتريث في التوجه الى السفارة الايرانية.
- 4 ـ فتح قناة اتصال ولقاءات مع الأمانة العامة لـ 14 آذار التي قاطع اجتماعاتها وانتقد أداءها، فيما الأمانة العامة حرصت على عدم قطع خيط العلاقة المشدود وعلى مواجهة مواقف جنبلاط بمرونة وتفهم. 5 ـ إيفاد وفد من اللقاء الديموقراطي الى الديمان لإبلاغ رسالة تطمين وتقدير الى البطريرك صفير الذي امتنع عن توجيه أي نقد الى جنبلاط على مواقفه الأخيرة، ولكن جنبلاط تناهى اليه ان البطريرك صفير انزعج ولديه ملاحظات على الطريقة التي تصرف بها والاتجاه السياسي الذي سلكه منفردا وخارج السياق المتفق عليه. السؤال: هل ان جنبلاط في صدد مراجعة موقفه التحولي وفي أي اتجاه: اتجاه تصحيح انطباعات وتفسيرات مسيئة اليه ومبالغة في تحميل موقفه أكثر مما يحمل، أم في اتجاه استيعاب ردة الفعل و«بلع وهضم» اللقمة الكبيرة التي ابتلعها حتى يكون في امكانه مواصلة الجلوس الى «المائدة الجديدة»؟