تواصلت فصول الأزمة الإيرانية المتفاقمة منذ الانتخابات الرئاسية وإعلان فوز أحمدي نجاد، ونقلت قناة العربية الفضائية عن مصادرها ان أزمة نشبت في مجلس الشورى الإيراني على خلفية اكتشاف ما أسمته المصادر، مقبرة جماعية لقتلى من المحتجين على فوز نجاد.
وقال النائب مجيد نصير بور، ان لجنة تحقيق ستشكل لمعرفة ملابسات دفن عشرات القتلى مجهولي الهوية سرا في مقبرة جنة الزهراء.
من ناحية ثانية، أصدرت محكمة الثورة أحكاما بسجن عدد من المتهمين بـ «الثورة المخملية». كما اتهمت المحكمة أميركا وبريطانيا وألمانيا بالعمل على قلب نظام الحكم.
وفي السياق نفسه، طالب متشددون من المحافظين في البرلمان، رئيس السلطة القضائية الجديد باعتقال ومحاكمة المحرضين على الاضطرابات، هذه المطالب التي تتكرر كثيرا هذه الأيام، سلمت على شكل شكوى لاعتقال مير حسين موسوي ومهدي كروبي، تقدم بها «باسيج الجامعات» في طهران الى قاضي القضاة الجديد.
في وقت قالت مصادر ان المعارض الاصلاحي محمد مهدي كروبي دعا رئيس البرلمان علي لاريجاني لتشكيل لجنة مشتركة للتحقيق في المعلومات عن انتهاكات بحق معتقلي الاحتجاجات.
وعلى صعيد الأزمة المتصاعدة أيضا بين ايران والغرب منذ الاحتجاجات واتهام طهران لمواطنين بريطانيين وفرنسيين بالتورط فيها، كشفت الإذاعة الرسمية الإيرانية عن خطة يدرسها البرلمان لتخصيص مبلغ 20 مليون دولار لإجراء تحقيقات حول انتهاكات في معتقلات سرية أميركية.
من جهة أخرى، وفي تراجع عن مواقفه السابقة، حث الرئيس الإيراني السابق أكبر هاشمي رفسنجاني الإيرانيين على اتباع المبادئ الأساسية التي وضعها الزعيم الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية علي خامنئي.
وقالت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية إن رفسنجاني دعا أيضا للتحرك من أجل تعزيز وحدة البلاد بعد 5 أسابيع فقط من تحديه لسلطة خامنئي ودعوة رجال الدين المتشددين له لتأييد نتائج الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها.
وقالت الوكالة ان «رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام أشار إلى الالتزام بالقواعد التي وضعها الزعيم الأعلى ومواجهة منتهكي القانون باعتبارهما ضرورة في ظل الظروف الحالية».
ونقلت عن رفسنجاني قوله «يتعين على جميع الأشخاص والمسؤولين أن يعتبروا أنفسهم ملزمين بواجب الوفاء بهذه المعايير ويتعين على الذين يسيطرون على منصات الخطابة والنفوذ والاعلام تجنب إثارة الانشقاقات واتخاذ خطوات نحو تحقيق الوحدة».
وتبدو تصريحات رفسنجاني التصالحية أمس الاول متناقضة مع خطاب قوي أدلى به في منتصف يوليو عندما أعلن أن الجمهورية الإسلامية تعيش في خضم أزمة وطالب بوضع نهاية للاعتقالات في صفوف المعتدلين بعد الانتخابات.
وبعد قليل من تلك الخطبة التي أدلى بها في صلاة الجمعة وجه 50 من أعضاء مجلس الخبراء البالغ عددهم 86 الدعوة الى رفسنجاني لإبداء مزيد من التأييد لخامنئي الذي أيد إعادة انتخاب الرئيس المتشدد محمود أحمدي نجاد في الانتخابات التي يقول الاصلاحيون إنها زورت.