موجة سياسية: لاحظت أوساط الأكثرية ان قوى المعارضة ليست على موجة سياسية واحدة. ففي حين يعلن البعض ان صيغة 15 – 10 - 5 لم تعد صالحة ونسفتها مواقف جنبلاط، يعلن البعض الآخر تمسكا بهذه الصيغة. وفي حين يستعجل البعض تشكيل الحكومة لمواجهة التهديدات الاسرائيلية، يظهر كثيرون انهم ليسوا على عجلة من أمرهم ولا يتوقعون تشكيل الحكومة الا بعد شهر رمضان على أقل تقدير.
نظرة أكثرية لجنبلاط: هناك في صفوف الأكثرية من يقترح ومن ضمن صيغة الـ 15 – 10 - 5 ان تعطى قوى 14 آذار حصة صافية من 15 وزيرا، وان تحتسب حصة جنبلاط (3 وزراء) من ضمن حصة رئيس الجمهورية (5)، فلا يبقى للرئيس سليمان الا الوزارتان السياديتان. أما اذا احتسبت حصة جنبلاط من الـ 15، فعلى جنبلاط في هذه الحال ان يحدد بوضوح موقعه مرفقا بضمانات وتعهدات.
الاطاحة بالتكليف: في اعتقاد مرجع سياسي «معارض»، انه كلما طال التكليف، زاد النزف السياسي بشكل عام، قد لا تخسر المعارضة، على اعتبار انها ليست الجهة المثقلة بعبء التأليف، ولكن الوضع يختلف بالنسبة الى الرئيس المكلف، الذي اذا ما طالت الأزمة أكثر وتفاعلت على النحو الذي يجري فيه استحضار الخطاب الحربي، فقد يصبح الثمن السياسي الذي سيدفع أكبر بكثير مما يمكن ان تقدر أكثرية 14 آذار على دفعه، اذ قد لا يطيح طول الأزمة بمسيرة التأليف فقط، بل بالتكليف بحد ذاته.
مخاوف جدية: وصفت مصادر في المعارضة المسيحية الوضع في لبنان بأنه يشبه الى حد ما الأوضاع التي كانت قائمة قبل الانتخابات الرئاسية من حيث المناخ والمواقف والتصريحات.
ورأت المصادر نفسها أن مواقف القوى السياسية الداخلية حيال تشكيل الحكومة «أفرزت وضعا من الصعب جدا أن يؤدي الى ولادة حكومة وحدة وطنية أو تنفيذ ما تم الاتفاق حوله من صيغة سياسية لهذه الحكومة أي 15 للأكثرية و10 للمعارضة و5 لرئيس الجمهورية إلا إذا حدث شيء كبير على غرار اتفاق الدوحة جديد وليس بالضرورة أن يكون أمنيا ولكن يمكن أن يكون سياسيا كحصول لقاءات بين زعماء دوليين أو إقليميين مهتمين مباشرة بالشأن اللبناني».
وشددت المصادر على ان «إصدار مراسيم أمر واقع بتأليف الحكومة كما يردد البعض من دون معالجة الأسباب الحقيقية التي تعرقل التشكيل، لها تداعيات ستكون أشدة خطورة على الوضع اللبناني من الأيام التي سبقت اتفاق الدوحة وسيؤدي ذلك الى انسحاب الوزراء الذين سيتم تسميتهم والمحسوبين على المعارضة في شقيها المسيحي والشيعي».
جنبلاط ملتزم بالحريري فقط: الاتصالات السعودية مع النائب وليد جنبلاط، لاسيما تلك التي تولاها الوزير عبدالعزيز خوجة، تركز على بند أساسي هو العلاقة الجيدة بين جنبلاط والرئيس سعد الحريري واستمرارها وعدم تخلي جنبلاط عن الحريري. وليس في هذه الاتصالات ما يشير الى تدخل سعودي في المسار السياسي الجديد لجنبلاط في اتجاه دمشق وحلفائها، والى ثني جنبلاط عن المضي قدما في هذا الاتجاه.
وعلم من أوساط قريبة من جنبلاط انه أبلغ السعوديين (والمصريين) ان خروجه من 14 آذار لا يعني فك تحالفه مع سعد الحريري، وهو يريد اكمال المسيرة معه التي بدأها مع والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري وسيتعاون معه ويدعمه، لكنه لا يستطيع ان يستمر في «أدبيات» ثورة الأرز، اذ ان الشعارات والعناوين التي رفعت منذ العام 2005 لم يعد من الممكن الاستمرار بها، كما لا يستطيع الا ان يميز الحريري عن الجميل وجعجع.
الحريري وكرامي وموقع الرئاسة: ردا على سؤال عن أسباب مد يد الرئيس كرامي الى الحريري، مع ان الأخير «لم يترك مناسبة الا وحاربه فيها»، أوضحت مصادر قريبة من كرامي انه «تجاوز هذه الأمور وترفع عنها، بما فيها ما حصل في الانتخابات النيابية الأخيرة، حرصا منه على موقع رئاسة الحكومة».
وفي اعتقاد هذه المصادر ان لدى الطرفين حاجة متبادلة كل الى الآخر، بعدما طرأت تطورات عديدة دفعتهما الى الالتقاء. ولعل أبرز ما في الأمر «استشعارهما بالخطر الذي بات يهدد موقع الرئاسة الثالثة بفعل الهجوم عليها، والعقبات الكثيرة التي مازالت تحول دون تأليف الحكومة».
فرنجية يتريث في تلبية دعوة الحريري: تردد ان الرئيس المكلف سعد الحريري وجه دعوة الى رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية للتشاور معه والغداء الى مائدته لكنه تريث في تلبيتها كي لا تعطي أي تفسير، مع ترحيبه بالانفتاح والحوار مع الحريري، لكن مع التأكيد على انجاز التشكيلة الحكومية وتلبية مطالب أطراف المعارضة وتحديدا «كتلة الاصلاح والتغيير» والتيار الوطني الحر.
زيارة أرسلان انطوت على رسالتين: زيارة النائب والوزير طلال ارسلان الى «بيت الوسط» للقاء الرئيس المكلف سعد الحريري، والتي شكلت مفاجأة ودهشة لأوساط معارضة، جرت في ظل توترين:
- توتر العلاقة بين الحريري وجنبلاط، ولذلك فإن الزيارة حملت في طياتها رسالة من الحريري الى جنبلاط بأن عليه ان يعدل في سلوكه السياسي وأن هو من في حاجة اليه.
- توتر العلاقة بين ارسلان والمعارضة التي أهملت موقعه وتمثيله في الحكومة المرتقبة، ولذلك شكلت بشكل أو بآخر رسالة من ارسلان الى قيادات المعارضة.
الحوار بين حزب الله والجماعة الإسلامية: جرى بعد الانتخابات أكثر من لقاء بين حزب الله والجماعة الاسلامية في اطار سعي مشترك الى وأد الفتنة وتخفيف حالة الاحتقان السائدة في الشارع من دون ان تأخذ أبعادا سياسية مهمة، وحيث ان الفريقين ليسا بوارد وضع وثيقة تفاهم.