أعلن في بغداد امس رسميا عن تشكيل الائتلاف الوطني العراقي الذي حل محل «الائتلاف العراقي الموحد» الشيعي تمهيدا للمشاركة في الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في العراق في شهر يناير المقبل.
ويلاحظ أن حزب الدعوة الإسلامية الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي ليس بين الكيانات المنضوية في الائتلاف الجديد في حين انضم إليه، اضافة الى المجلس الأعلى الإسلامي بزعامة عبدالعزيز الحكيم، كل من التيار الصدري الذي يتزعمه رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر ومنظمة بدر وكتلة التضامن المستقلة وتيار الإصلاح الوطني والمؤتمر الوطني العراقي ومجلس إنقاذ الانبار ورئيس جماعة علماء العراق فرع الجنوب وتجمع «عراق المستقبل» بالاضافة الى حزب الدعوة تنظيم العراق وشخصيات سياسية اخرى.
وجاء الإعلان عن الائتلاف في مؤتمر صحافي عقده رؤساء الاحزاب المشكلة للائتلاف وألقى رئيس الوزراء السابق وزعيم تيار الإصلاح الوطني إبراهيم الجعفري بيان تشكيل الائتلاف الجديد.
واكد البيان ان الائتلاف الجديد سيدرس الأخطاء التي وقع فيها الائتلاف السابق ويتجاوزها نحو إلغاء الطائفية وبناء التحالفات على أسس وطنية.
وبحسب الأمين التنفيذي للائتلاف عضو مجلس النواب محمد ناجي فإن الحوارات مازالت جارية مع حزب الدعوة الإسلامية برئاسة المالكي للدخول في الائتلاف الجديد، لافتا إلى أنه حتى بالرغم من إعلان الائتلاف رسميا إلا ان أبواب الانضمام للكتلة تبقى مفتوحة لجميع من يؤمنون بالبرنامج السياسي الوطني، مبينا في الوقت نفسه أن البرنامج السياسي للائتلاف يتضمن أكثر من 24 مبدأ اتفقت هذه القوى عليها.
وكان الإعلان عن الائتلاف الجديد قد تأجل عدة مرات بسبب خلافات بين الأعضاء ومحاولات المؤسسين لضم كل الأطراف، خاصة حزب الدعوة الإسلامية بالإضافة إلى عدم الاتفاق على بعض الحصص والتوجهات لضم أطراف غير شيعية في الائتلاف الجديد.
اعترافات «بعثي»
من جهة اخرى، عرض مسؤول عراقي شريطا مصورا لمن وصفه بأنه مؤيد لحزب البعث، الذي كان يتزعمه رئيس النظام العراقي السابق المقبور صدام حسين، وهو يعترف فيه بتنظيم واحد من تفجيرين استخدمت فيهما شاحنتان ملغومتان الاربعاء الماضي وقتلا 95 شخصا.
وقال الرجل، الذي بدا هادئا بصورة غريبة بالنسبة لمتهم بالقيام بدور في أكثر الهجمات دموية في العراق خلال عام، انه نسق عملية التفجير مع زعيم احد فروع حزب البعث المحظور حاليا والذي يقيم في سورية. وذكر الرجل الأصلع ذو الشارب الكث، والذي وصف بأنه قائد شرطة سابق يدعى وسام علي كاظم إبراهيم، انه قبل شهر اتصل به سطام فرحان من سورية، وطلب منه القيام بعملية تفجير لزعزعة الحكومة وقال له اذا كان لا يستطيع فإن لديه فصائل اخرى يمكنها القيام بذلك.
تلميح الى تواطؤ
ولم يشر الرجل في الشريط المصور للشاحنات أو الى وزارة الخارجية، وألمح الى تواطؤ شخص ما في قوات الأمن.
وأكد الرجل أنه اتصل بشخص في المقدادية بمحافظة ديالى ليقوم بتسهيل مرور السيارة عبر نقاط التفتيش وهي في طريقها الى بغداد وانه طلب 10 آلاف دولار، حسب وكالة رويترز. وأضاف أن شخصا يدعى ستار اتصل به من بغداد وابلغه بان السيارة تم إعدادها في الخالص (بمحافظة ديالى)، وانه أرسل هذا الشخص (من المقدادية) الى الخالص ليحضر السيارة الى بغداد وانها انفجرت امام وزارة المالية.
وفر الكثير من مؤيدي صدام الى سورية بعد سقوطه في عام 2003. وينحي المسؤولون العراقيون باللائمة بشكل متكرر على الدول المجاورة في التحريض على العنف في العراق. وكان المتحدث باسم قوات الأمن في بغداد قاسم الموسوي الذي قدم الشريط المصور لوسائل الاعلام، قد أعلن من قبل إلقاء القبض على مجموعة من البعثيين الذين زعم انهم مسؤولون عن تفجيرات الأربعاء الماضي التي دمرت وزارتي الخارجية والمالية.
وقال مكتب الموسوي انه تم إلقاء القبض على كل ضابط شرطة كان يقف في نقطة تفتيش في يوم التفجيرات على الطريق بين بغداد ومحافظة ديالى التي قال المعتقل انها المكان الذي جرى فيه التدبير للهجوم. ومن الصعب التأكد من صحة الاعتراف المسجل او من الاعتقالات المرتبطة بالتفجيرات.