بيروت ـ عمر حبنجر
اعطى الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري الحق لكل طرف في ان يطرح في موضوع الحكومة كل ما يريد، لكن التشكيل يبقى منوطا بالرئيس المكلف متعاونا مع رئيس الجمهورية.
وبهذا القول، الذي افتتح به الحريري افطاره الكلامي بعد صيام جواز الثلاثة اسابيع، فضلا عن افطاراته الرمضانية التقليدية العامة في مقره في قريطم، واستهل الرئيس المكلف جهوده التأليفية للحكومة مصحوبة بالتشاور والغربلة مع الرئيس ميشال سليمان.
وفي اول كلام رمضاني له، توقف سعد الحريري عند وصف العماد ميشال عون بالنائب المكلف وليس الرئيس المكلف، وقال مخاطبا المفطرين على مائدته ممازحا: انا امامكم الرئيس المكلف او النائب المكلف، واذا لم يكن المسمى لرئاسة الحكومة نائبا فهل يكون الشخص المكلف؟
وقال: الرئيس المكلف، بحسب الدستور، هو الذي يشكل الحكومة بالتعاون مع رئيس الجمهورية.
واضاف: هذا لا يشكل انتقاصا من احد، لكن هذا هو الحق الدستوري للرئيس المكلف ولرئيس الجمهورية.
وتمنى الحريري لو لم ندخل في السجالات الاعلامية، ونحن نعلم ان البلد بحاجة الى الهدوء، لذلك لن ألوم احدا، وسأبقى على صمتي، مكررا القول اني انا الرئيس المكلف وسأشكل الحكومة بالتعاون مع رئيس الجمهورية، اننا نريد ان نكرس الوحدة الوطنية.
سليمان متخوف
بدوره، الرئيس ميشال سليمان متخوف من استمرار المراوحة السلبية في الوضع الحكومي، وقد نقل عنه زواره بالامس قوله ان استمرار هذه المراوحة من شأنه ان يسهل العبث بالاستقرار الامني والسياسي.
وتستند مخاوف الرئيس سليمان الى ما بدأ يلوح من عوامل امنية في مرحلة التصعيد السياسي، وثمة من يشير الى الحوادث الامنية المتكررة على محور بعل محسن ـ التبانة في طرابلس، حيث «الموقد» السريع الاشتعال للقوى الخارجية المتمددة داخليا، وقد سجلت حتى الامس ثلاثة حوادث تفجير قنابل بين بعل محسن، حيث يتواجد العلويون الميالون للمعارضة، والتبانة وبعل الدراويش حيث جمهور الاكثرية.
ومازال رئيس مجلس النواب نبيه بري على صيامه عن الكلام احتجاجا على تعثر تأليف الحكومة كما تقول مصادره التي توقعت ان يفطر في 31 الجاري خلال المهرجان الذي ستقيمه حركة امل في الضاحية الجنوبية في ذكرى تغيب الامام موسى الصدر، مؤسس الحركة، حيث سيلقي خطابا شاملا.
وكان المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل اعلن باسم الرئيس بري عن دعم الرئيس المكلف والى جانب هذا الدعم، قال خليل بعد تسليمه الحريري الدعوة لحضور الاحتفال بالذكرى السنوية لتغيب الامام موسى الصدر، اننا لانزال صائمين عن الكلام.
أمران محسومان
مصادر واسعة الاطلاع ابلغت «الأنباء» قولها ان ثمة امرين محسومين في موضوع الحكومة، الاول عدم اعتذار الحريري عن تشكيل الحكومة وبالتالي تشكيلها شخصيا، والثاني بقاء السنيورة على رأس حكومة تصريف الاعمال ريثما ينتهي الحريري من تشكيل حكومته.
واضافت المصادر ان بيان المناشدة الذي دعا فيه الحريري لوقف السجالات ونسيان الاساءة ردا على هجوم العماد ميشال عون عليه ولرفضه دعوته له الى الغداء، خفف من حدة السجالات، وبالتالي مهد لمعالجة العقبات ومنها مطالبة عون بتوزير صهره جبران باسيل، فضلا عن اصراره على الحصول على حقيبة وزارية سيادية هي الداخلية اضافة الى 4 حقائب اخرى من ضمنها وزارة الاتصالات.
عودة جنبلاط
وستساعد عملية عودة النائب وليد جنبلاط وكتلته الى الاصطفاف مع الاكثرية النيابية في تسهيل التقارب في وجهات النظر بين الرئيس المكلف والمعارضة التي راهنت على خروج جنبلاط من السرب الاكثري، الامر الذي اكد عكسه وزراء ونواب الكتلة الجنبلاطية.
تصور حكومي واضح للحريري
وواضح للاكثرية انه لدى الرئيس المكلف سعد الحريري تصور واضح لحكومته العتيدة بالحقائب والاسماء سيعرضها في جولاته الجديدة من الاتصالات وهي تبقي على وزارتي الدفاع والداخلية ضمن حصة الرئيس ميشال سليمان وتسحب وزارة الاتصالات من كتلة عون وتعطيها بدلا منها احدى وزارة الخدمات فضلا عن وزراء الدوحة.
لكن صحيفة «الوطن» السورية نقلت عن مصادر في التيار الوطني الحر ان العماد عون يتمسك بوزارة الاتصالات كونها تأتي من حيث الاهمية بعد الوزارات السيادية الاربع مباشرة، كما ان المعارضة وبالذات حزب الله ترى بقاء هذه الوزارة مع جبران باسيل لاحتياجات امنية، حيث لا تفوت اسرائيل فرصة للتنصت على هذا الحزب والتجسس عليه.