قبيل لقاء رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بالمستشارة الالمانية انجيلا ميركل في برلين شهدت العلاقات بين مستشاريهما، المكلفين بالتمهيد للقاء، توترا على خلفية موضوع وقف الاستيطان الاسرائيلي.
وأفادت صحيفة «هآرتس» امس بأن رئيس مجلس الأمن القومي ومستشار نتنياهو السياسي عوزي آراد انفجر في نوبة غضب خلال محادثة هاتفية مع مستشار ميركل السياسي والديبلوماسي الألماني كريستوف أويسغن مطالبا بألا يطرح الجانب الألماني موضوع البناء في المستوطنات خلال لقاء نتنياهو وميركل يوم الخميس المقبل.
وأضافت الصحيفة أن آراد طلب خلال المحادثة مع أويسغن ألا يكون موضوع الاستيطان مركزيا خلال اللقاء وألا تتطرق ميركل إليه علنا في مؤتمر صحافي مشترك مع نتنياهو حتى ان المستشار آراد طلب ألا تنشر حكومة ألمانيا والمتحدثون باسمها بيانا رسميا بهذا الخصوص.
ورفض أويسغن طلب آراد مؤكدا على أن موضوع الاستيطان هو جزء أساسي من السياسة الخارجية الألمانية وأن موقف ألمانيا مطابق للموقف الأميركي المطالب بتجميد أعمال البناء في مستوطنات الضفة الغربية والقدس الشرقية.
وبحسب «هآرتس» فقد جرت محادثات عدة بين آراد وأويسغن حول الموضوع لكن وسائل الإعلام الألمانية نقلت يوم الجمعة الماضي عن متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية قوله إن «استمرار أعمال البناء في المستوطنات يعرقل عملية السلام».
وفي أعقاب ذلك هاتف آراد أويسغن وتحدث معه بلهجة غير ديبلوماسية ووكرر طلبه بعدم طرح موضوع الاستيطان خلال لقاء نتنياهو مع ميركل.
ونقلت الصحيفة عن مصادر إسرائيلية وألمانية قولها إن آراد أخذ يصرخ على أويسغن وأن سلوك المسؤول الإسرائيلي أدى إلى نشوء أجواء غير مريحة بتاتا بين مكتبي نتنياهو وميركل وأنه يسود «توتر بالغ» بينهما في هذه الأثناء.
وقالت الصحيفة ان مكتب نتنياهو لم ينف أن آراد طلب من مستشار ميركل عدم طرح موضوع الاستيطان بصورة علنية لكن مصادر في مكتب نتنياهو نفت وجود توتر مع مكتب المستشارة الألمانية وأن «المحادثات بين آراد وأويسغن جرت في أجواء ودية وجيدة وتم الاتفاق على جميع المواضيع بروح ممتازة».
سلام فياض
وفي سياق متصل، كشف رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض اعتزام السلطة الفلسطينية تجاوز فشل محادثات السلام مع اسرائيل والإعلان عن قيام دولة فلسطينية في غضون عامين.
واستبق فياض لقاء من المقرر ان يجمع بين نظيريه: الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والبريطاني غوردون براون، في لندن امس بالقول في مقابلة مع صحيفة «التايمز» البريطانية: «بعد 16 عاما (من محادثات السلام الفاشلة) لم لا نغير الأسلوب؟!».
ونقلت الصحيفة عن فياض في موقعها الالكتروني امس قوله: «قررنا أن نبادر بالخطوة الأولى، ونسرع بإنهاء الاحتلال بالعمل بجدية شديدة لإقامة حقائق إيجابية على الأرض تسهم في إقامة دولتنا كواقع لا يمكن تجاهله، هذه هي أجندتنا وسنعمل على تحقيقها بكل إصرار». وأوضح أنه في حال قيام دولة فعلية بتعاون، أو دون تعاون من إسرائيل بحيث تتضمن قوات أمن قوية وخدمات عامة، وتتمتع باقتصاد قوي، فإنها ستجبر إسرائيل على كشف أوراقها حول ما إذا كانت جادة في إنهاء احتلال دام 42 عاما للضفة الغربية، معربا عن أمله في أن يتم تحقيق تلك الغاية بحلول منتصف عام 2011.