بيروت ـ عمر حبنجر
اثار الرئيس المكلف سعد الحريري الانتباه باعلانه العزم على تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم جميع الفرقاء وبينهم حزب الله «شاء العدو وم ابى». واراد الحريري بقوله هذا دحض التسريبات والوشوشات التي حاولت ربط تأخير تشكيل الحكومة بتحفظ ما على اشراك حزب الله فيها، نزولا على الضغوط والتهديدات الاسرائيلية. وكان الحريري التقى معاون الامين العام لحزب الله الحاج حسين خليل في قريطم مساء الاثنين الماضي على قاعدة تثبيت اجواء التهدئة وايجاد بيئة مناسبة لتذليل العقبات والعثور على مخرج من نفق ازمة التأليف بحسب اذاعة «النور» الناطقة بلسان حزب الله. وعلمت «الأنباء» ان رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط ساهم في اعادة فتح الخطوط بين الحريري والحزب بتشجيعه على اعلان هذا الموقف المبادر. وكرر الحريري التأكيد في افطار رمضاني على ان مسألة تشكيل الحكومة هي من صلاحية الرئيس المكلف بالتعاون مع رئيس الجمهورية بحسب الدستور.
ومبادرة لحزب الله باتجاه عون
واللافت في هذا السياق ايضا كلام الوزير محمد فنيش (حزب الله) الذي تحدث فيه عن مبادرة للحزب الى جانب الرئيس المكلف سعد الحريري للخروج من المهاترات والسجالات وتوفير المناخ المساعد على الحوار لتمكين البلد من تجاوز هذا الاستحقاق.
وهذا يسمح بالاعتقاد ان الحزب سيتحرك على خط قريطم ـ الرابية لاقناع العماد ميشال عون بخفض شروطه لتشكيل الحكومة، وذلك بطريقة الاقناع، انسجاما مع مواقف الحزب المعلنة والنافية لمبدأ الضغط على الحلفاء وبالذات العماد ميشال عون. ويقول مصدر اكثري ان الكرة ستعود الى مرمى التيار الوطني الحر وان تلبية العماد عون دعوة الحريري للعشاء ستكون المؤشر واول الغيث. وترافق هذا التطور مع وصول سفير سعودي جديد الى دمشق وهو السيد عبدالله الصيفان ما دعا الى الارتياح في بيروت بما هو دليل على انقشاع توتر العلاقات السعودية ـ السورية المرتجى ان تكون له انعكاسات على الوضع السياسي المجمد في لبنان. وفي هذا السياق، تكرر الحديث عن عزم الرئيس المكلف سعد الحريري عرض مشروع تشكيلة وزارية على رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان يبدو انها حاضرة في ذهنه منذ اسبوعين.
الحكومة قبل 22 سبتمبر
لكن مصادر الاكثرية استبعدت ان يطرح الحريري اي تشكيلة حكومية قبل الانتهاء من جولة اتصالاته الجديدة التي بدأها مع النائب جنبلاط منذ يومين، وقبل ان تتبلور مبادرة حزب الله التي تحدث عنها الوزير فنيش اضافة الى جولة مشاورات جديدة للرئيس سليمان ايضا، وانه قد يطرح خلالها افكارا هادفة الى حلحلة الامور لأنه يستعجل تشكيل الحكومة بأقصر وقت ممكن وتحديدا قبل سفره الى نيويورك في 22 سبتمبر حيث سيلقي كلمة لبنان في الجمعية العامة.
سليمان هاتف الأسد
وسجل خلال الساعات القليلة الماضية اتصال هاتفي بين الرئيس سليمان والرئيس السوري بشار الاسد جرى خلاله البحث في الوضع الاقليمي والشأن اللبناني. واستقبل الرئيس سليمان رئيس المجلس نبيه بري في اللقاء الاسبوعي لهما في بعبدا، حيث عرضا التطورات وخرج بري دون الادلاء بتصريح، وتوجه الى مجلس النواب حيث وضع النواب في الاجواء الحاصلة. في هذا الوقت، دعت كتلة المستقبل النيابية التي اجتمعت برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، الرئيس المكلف الى المضي في تشكيل الحكومة وشجعته على الابتعاد عن المساجلات والمثابرة والثبات على تشكيل حكومة الائتلاف الوطني اضافة الى الاستمرار في اعتماد الحوار الهادئ. وحث النائب الاكثري بطرس حرب على الاسراع في تشكيل الحكومة ووضع الجميع امام مسؤولياتهم وليتحمل من يرفض الانضمام اليها كامل المسؤولية.
ماروني خائف من الاغتيالات
وزير السياحة ايلي ماروني جدد اتهامه للمعارضة بوضع العوائق في وجه الرئيس المكلف سعد الحريري من خلال العماد ميشال عون، واشار الى التدخل الايراني وتأثيره على المعارضة.
وقال ان حزب الكتائب من صلب 14 آذار، وطالب باجراءات امنية لحماية الشخصيات متخوفا من العودة الى الاغتيالات. وفي موقف سابق لهذه المستجدات، رأت الامانة العامة لمنبر الوحدة الوطنية بعد اجتماع لها برئاسة الرئيس سليم الحص ان المعنيين يتعاطون مع تأليف الحكومة بكل برودة وما على الناس الا ان تنتظر ولو بلا طائل. ولاحظ بيان صدر عن هذه الامانة العامة ان من آيات البرودة ان الرئيس المكلف (سعد الحريري) لم يتردد في قطع المشاورات مرتين اضافة الى اشتراطات وعثرات تضعها بعض القوى السياسية امام عجلات التأليف.