المخاوف من ان تنعكس التعقيدات الاقليمية على الوضع الداخلي في ظل التأزم السياسي الذي مازال يؤخر ولادة الحكومة، كانت من أبرز النقاط على جدول أعمال اللقاء الأسبوعي بين الرئيسين سليمان وبري.
وقد أبديا قلقا من التطورات المتسارعة أمنيا وسياسيا في المنطقة، لاسيما في العراق وبين العراق وسورية وسط دعوات الى التنبه لانعكاسها أمنيا في لبنان.
والاجتماع الأخير بين الحريري وجنبلاط تناول أيضا القلق من التطورات الخارجية وانعكاسها على الاستقرار العام، وتوافقا على دعم أي تدابير أمنية تتخذها القوى الأمنية تحسبا لأي عبث بالأمن في ظل استمرار الخلاف على تشكيل الحكومة. ورأت الأمانة العامة لقوى 14 آذار في بيان بعد اجتماعها الدوري في مقرها في الاشرفية «أن من شأن استمرار فريق التعطيل في عرقلة تأليف الحكومة ان يضع البلاد في اجواء احتقان، لاسيما مع بروز مؤشرات أمنية خطيرة.
وهذا ما حدا رئيس الجمهورية قبل يومين الى التحذير من انعكاسات سيئة على الاستقرار السياسي والأمني في حال استمرار المراوحة».
ردا على موجة «القلق الأمني»، وفي توضيح لمسائل أمنية أثيرت في الفترة الأخيرة وتتعلق بالخشية من حصول تطورات أمنية لاسيما في طرابلس في ظل التوتر السياسي والأزمة الحكومية، وبمحطة الباروك ووجهتها الاسرائيلية، وبمخاوف حول عودة التفجيرات والاغتيالات السياسية، أكد مصدر أمني رفيع لجريدة «الشرق الأوسط» على النقاط التالية:
- 1 - لا خوف على السلم الأهلي في المرحلة الراهنة، ولا معطيات تهدده. وأشار إلى أن «العلة في السياسة. فإذا اتفق المسؤولون السياسيون تنتهي أجواء القلق. وإذا اختلفوا يكثر الحديث عن فتنة وخراب وانفجار يطيح بالأمن. لكن واقع الحال ليس كذلك. والقوى الأمنية اللبنانية من جيش وقوى أمن داخلي تسيطر على الوضع. لذا حرصت على الفصل بين مخيم البداوي للاجئين الفلسطينيين وجبل محسن وتمركزت في مكان بين المنطقتين للإمساك بكل محاولة لنقل أسلحة أو تحرك مشبوه. وعلى الرغم من الضغط الذي تعرضت له بقيت ثابتة في مواقعها واتخذت إجراءات وقائية لضبط الأمن».
- 2- عن محطة الباروك غير الشرعية قال المصدر: «تتعلق المسألة بشركة كبيرة ولديها سعة عالية ويستفيد منها عدد من المتمولين النافذين المحميين من مراجع سياسية محسوبة على المعارضة والموالاة».
- 3- أما عن المعلومات المتعلقة بالاغتيالات، فكشف مصدر أمني رفيع أن «الجهات المختصة وقبل حوالي الشهر ألقت القبض على شبكة مؤلفة من عشرة أشخاص ينتمون إلى فتح الإسلام ويحملون جوازات سفر هنغارية وأرقام هواتف يونانية، وخلال التحقيق معهم حصلت على معلومات غير مؤكدة عن مخطط للقيام بتفخيخ شاحنة تعود إلى اليونيفيل ليصار إلى تفجيرها قرب المقر الرئيسي لحزب الكتائب أثناء وجود النائب سامي الجميل. وقد سارعت الأجهزة المختصة إلى تحذير الجميل وتوفير الحماية اللازمة له».