تترقب أوساط سياسية الموقف الذي سيعلنه الرئيس ميشال سليمان من الملف الحكومي والقضايا الداخلية الأخرى في الكلمة التي سيلقيها في مأدبة افطار يقيمها في قصر بعبدا في الأول من سبتمبر المقبل، (الدعوات تشمل أكثر من 200 شخصية سياسية ودينية). وفي التوقعات انه اذا لم يحصل تطور ايجابي في مسيرة تشكيل الحكومة تكون زيارة الرئيس المكلف سعد الحريري الى قصر بعبدا مؤشرا عليه، فمن المتوقع أن يقوم سليمان بطرح مبادرة للانتهاء من معضلة تأليف الحكومة، وذلك خلال مأدبة الإفطار الرئاسية.
وإذا بقي الوضع على حاله حتى موعد الإفطار، فإن الرئيس سيقوم بتحميل الأطراف المعنية مسؤولية التأخير في عملية التأليف، بحسب زوار القصر، ويقول هؤلاء إن «كلمة سليمان سيكون لها وزن سياسي واضح، إضافة إلى التطرق إلى مواضيع أخرى، كالملف الأمني، من بابي التهديدات الداخلية والخارجية التي يجب التوقف عندها».
وترى أوساط سياسية أن رئيس الجمهورية غير مرتاح للوضع القائم ولعملية تأخير التشكيلة ولحالة الجمود التي تصيب هذا الملف، مضيفة ان «الرئيس متذمر من عدم التقدم في عملية التأليف، وأن الخلاف بين الرئيس المكلف والعماد ميشال عون هو السبب الرئيسي في ذلك».
وترى أوساط ديبلوماسية ان الرئيس سليمان يعتزم التوجه الى الامم المتحدة بعد أسابيع لالقاء كلمة لبنان امام الجمعية العمومية للامم المتحدة ولقاء رؤساء دول كبرى كالرئيس الاميركي باراك اوباما، في حين يفترض انتخاب لبنان عضوا غير دائم في مجلس الامن بدءا من مطلع السنة المقبلة، وهذا الوضع محرج للرئيس الى حد بعيد في غياب النجاح في تأليف حكومة جديدة على الرغم من الآمال الكبيرة التي سادت بعد الانتخابات النيابية الاخيرة والنتائج التي آلت اليها ما كان يفترض ان يضع حدا لكل الالتباسات والمزاعم التي سادت قبل الانتخابات.