فيما كان العراق يستعد لوداع رئيس المجلس الإسلامي الأعلى عبدالعزيز الحكيم، أعلن عمار الحكيم نجل الزعيم الراحل استعداده لخلافة والده الذي توفي أمس في احد مستشفيات العاصمة الإيرانية طهران في حال تلقى طلبا بذلك من المجلس.
ونقل راديو «سوا» الأميركي عن عمار قوله إن اللجنة المركزية للمجلس ستختار رئيسا جديدا، مشيرا إلى أنه لن يقوم بترشيح نفسه، غير أنه سيقبل المنصب في حال جرى ترشيحه ليحل محل والده.
وقد عقدت قيادة المجلس الأعلى الإسلامي اجتماعا عاجلا امس الأول في بغداد وضعت فيه تفاصيل تشييع جثمان الحكيم وأكدت على قيام عمار الحكيم، بقيادة المجلس خلال المرحلة الانتقالية لحين عقد اجتماع ثان لها لاختيار رئيس جديد للمجلس.
وقالت صحيفة الزمان العراقية «إن القيادي في المجلس الأعلى، همام حمودي، سيكون رئيسا للائتلاف العراقي بدل الحكيم الذي كان يحتل هذا المنصب».
وردا على سؤال حول عدم تولي القيادي في حزب الدعوة ونائب رئيس الائتلاف، علي الأديب، هذا المنصب، كشفت مصادر طلبت عدم ذكر اسمها «أن رئاسة الائتلاف من حصة المجلس الأعلى، لذلك من الطبيعي أن يتولى قيادي فيه هذا المنصب».
وأوضحت الصحيفة أن قادة في المجلس يعارضون تولي نجل الحكيم، عمار، رئاسة المجلس، مشيرة إلى أن حمودي هو الأصلح للمهمة، وذلك لأن الحكيم كان قد كلفه إدارة الحوار حول ترميم الائتلاف نيابة عنه قبل دخوله المستشفى للعلاج.
وحول ترتيبات تشييع الحكيم كان الرئيس العراقي جلال الطالباني، ورئيس وزرائه نوري المالكي في استقبال جثمان الحكيم، وقبل اعادته الى العراق، جرت صباح أمس في طهران مراسم تشييع جثمان عبدالعزيز الحكيم بحضور كبار المسؤولين الايرانيين وأبناء الجالية العراقية.
وحضر المراسم التي أقيمت أمام مبنى السفارة العراقية بطهران العديد من الشخصيات السياسية الايرانية والعراقية من بينهم رئيس مجلس الشورى الاسلامي الايراني علي لاريجاني ووزير الخارجية منوچهر متكي بالاضافة الى نائب رئيس مجلس النواب العراقي خالد العطية.
واشاد رئيس البرلمان الايراني علي لاريجاني في كلمة القاها بهذه المناسبة بشخصية الراحل السيد عبدالعزيز الحكيم واصفا اياه بانه «كان مثالا للجهاد الاسلامي وكرس حياته في تعزيز التيار الاسلامي في العراق».
وقال لاريجاني ان «الراحل رفع لواء الجهاد ضد نظام صدام حسين الديكتاتوري وقد بذل جهودا كبيرة في اقامة المؤسسات العراقية بعد الاطاحة بالنظام السابق».
من جهة أخرى، أعرب الرئيس الأميركي باراك اوباما عن «حزنه» لوفاة الحكيم امس، ونقل بيان للبيت الابيض عن الرئيس الأميركي صدر في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية قوله «حزنا لدى علمنا بنبأ وفاة عبدالعزيز الحكيم الذي لعب دورا مهما في التاريخ الوطني العراقي»، واعرب عن تعازيه لاسرة الحكيم ورفاقه.
في شأن عراقي آخر، وفي محاولة لكشف الغيوم المتلبدة في سماء العلاقات بين العراق وسورية على خلفية التفجيرات الدامية التي هزت بغداد الأسبوع الماضي، أكد لبيد عباوي وكيل وزارة الخارجية العراقية أن استدعاء السفير العراقي لدى سورية لا يمكن أن يؤثر في العلاقات بين بغداد ودمشق.
وقال «ذلك الإجراء يأتي لكشف الحقائق وحماية العراق. وإن هذا لا يعني بالمطلق التأثير على العلاقات السياسية والاقتصادية مع سورية».
وشدد عباوي في تصريح خاص لراديو «سوا» الأميركي على حرص البلدين على بقاء هذه العلاقات وتطويرها وأنه سيتم الالتزام بكل مع وقع عليه بينهما إلا أنه أشار الى أن وجود أشخاص في سورية على صلة بأعمال إرهابية ومتهمين بذلك أو بالمشاركة يشكل عثرة أمام نمو وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، معربا عن أمله في تعاون دمشق من أجل إزالة هذه العقبة.
وبشأن الطلب السوري بالكشف عن الدلائل المتعلقة بإدانة المطلوبين في تفجيرات بغداد قال المسؤول العراقي «إنه تم إبلاغ القائم بالاعمال بأن لدى العراق كل الوثائق والأدلة وتم الكشف عن جزء منها وهناك أمور أخرى سيتم كشفها حول نتائج التحقيق».
من جهتها، وصفت الولايات المتحدة الخلاف بين العراق وسورية، بأنه شأن داخلي، داعية الحكومتين العراقية والسورية إلى حل الخلاف عبر الحوار.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إيان كيلي «نعتقد كمبدأ عام، أن الحوار الديبلوماسي هو أفضل وسيلة للتعامل مع القلق لدى الجانبين»، مشيرا في الوقت نفسه إلى ان واشنطن تعمل مع الجانب العراقي على كشف ملابسات التفجيرات التي أسفرت عن مقتل نحو 100 شخص وإصابة أكثر من 600 آخرين بجروح.