نظم العراق امس مراسم تشييع وطنية في مطار بغداد لاحد ابرز قادته عبدالعزيز الحكيم الذي وافته المنية الاربعاء الماضي في ايران اثر اصابته بسرطان الرئة.
ووصل جثمان الحكيم، رئيس المجلس الاعلى الاسلامي الذي توفي عن 60 عاما، صباح امس على متن طائرة رسمية قادمة من مدينة قم الايرانية التي كان نقل اليها جثمانه.
وحضر الى المطار حيث اقيمت المراسم بحضور معظم القادة السياسيين وبينهم الرئيس العراقي جلال طالباني واعضاء الحكومة جميعا وفي مقدمهم رئيس الوزراء نوري المالكي وافراد عائلة الحكيم وقادة عشائر ورجال دين اضافة الى سفراء عدد من الدول بينهم السفيران الاميركي كريستوفر هيل والبريطاني كريستوفر برنتيس.
ثم نقل الجثمان الى مسجد براثا في بغداد حيث جرت الصلاة عليه لينقل لاحقا الى مدينة كربلاء حيث مرقد الامام الحسين واخيه العباس ثم الى مسقط رأس الحكيم في النجف جنوب بغداد.
وقد غطي النعش بالعلم العراقي ووضعت عليه العمامة السوداء التي اعتاد الحكيم ارتداءها خلال حياته وهي الدليل على انه سليل النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وكان عدد من عناصر المجلس الاعلى الاسلامي الذين ارتدى معظمهم بدلات سوداء، يبكون دون توقف خلال المراسم.
ورفعت اعلام عراقية على الخيمة التي خصصت لجلوس المسؤولين وعلقت لافتات كتب على احداها «سيبقى الحكيم في عقولنا» واخرى «فقدان الحكيم سيضاعف مسؤوليتنا».
وقال الرئيس جلال طالباني خلال كلمة اثناء المراسم «كان قائدا ومجاهدا بذل نفسه للعراق كما هو شأن هذه الاسرة، لكننا مطمئنون واثقون ان الفراغ الذي تركه الراحل سيمتلئ برجال مناضلين من جميع القوى، هذا الفراغ الذي خلفه سيملأه رجال وقادة من الاسرة الطاهرة والمجلس الاعلى مثل عمار الحكيم الباني لعراق ديموقراطي مستقل».
وعمار الحكيم النجل الاكبر للراحل عبدالعزيز الحكيم، هو الاوفر حظا لتولي خلافته.
وسيدعو المجلس الاعلى الاسلامي هيئاته الادارية الى الاجتماع بعد مرور ايام الحداد الثلاثة لتعيين زعيمه الجديد رسميا على ان يستعد للانتخابات التشريعية المقررة في يناير والتي تعتبر حاسمة بالنسبة الى مستقبل العراق.
المالكي: رمز مكافحة الديكتاتورية
من جهته، قال رئيس الوزراء نوري المالكي في كلمته «ايها الاخ السند القوي، عطاءاتك كبيرة في مسيرة العلم والثقافة، محطتك الاولى كانت وانت تقف الى جنب الذين خاضوا المواجهة مع الشهيد الصدر الاول وكل من وقف ضد الديكتاتورية، كنت رمزا وقائدا في مكافحة الديكتاتورية».
واضاف «هذا الموقع سيملأه ابناؤك عمار ومحسن وكل المجاهدين في المجلس الاعلى الذين تعاهدوا للمضي معا لتاسيس دولة العراق على اسس ديموقراطية ينعم فيها الانسان بالمساواة والديموقراطية».
عمار الحكيم
من جانبه، قال عمار الحكيم ان «الراحل الكبير تميز بخصائص ذاتية يشهد لها كل من احتك به وتواصل معه بدءا من علاقته الشخصية بالله تعالى، وعلاقاته الاجتماعية والانفتاح الواسع مع كال المكونات العراقية والشخصية وبناء شبكة من العلاقات مع الدول الاسلامية والمجتمع الدولي».
واضاف «ان هذا الموقع المتميز لم يكسبه من صفاته الذاتية فحسب وانما من المشروع السياسي الذي التزم به على مدار اكثر من عقدين من الزمن في عهد المعارضة والسنوات الست في عهد العراق الجديد».
واشار الى ان والده عرف بـ «الالتزام بالدستور والقانون وتعزيز الوحدة الوطنية والعمل الجاد لتحقيق السيادة الوطنية هذه هي القواعد التي سار عليها من اجل ان يبني العراق الجديد».
واحيطت اجراءات نقل الجثمان الى مسجد براثا بتدابير امنية مشددة وانتشرت قوات الشرطة والجيش على طول الطريق المؤدي الى المطار.