دخلت تركيا على خط الوساطة بين جارتيها سورية والعراق لحل الخلاف الذي نشأ منذ ايام على خلفية اتهام حكومة بغداد لعناصر بعثية عراقية تقيم في دمشق بالوقوف وراء تفجيرين استهدفا وزارتي المالية والخارجية في بغداد.
وقررت تركيا ايفاد وزير خارجيتها احمد داود اغلو الى دمشق وبغداد لاستطلاع مواقف حكومتي البلدين اللذين استدعى كل منهما سفيره اثر اعتداء مزدوج دام في قلب بغداد.
وسيلتقي اوغلو خلال زيارته غدا الاثنين الى العراق وسورية الرئيس بشار الاسد ووزير الخارجية وليد المعلم في دمشق ورئيس الوزراء نوري المالكي ووزير الخارجية هوشيار زيباري بحسب بيان اصدرته وزارة الخارجية التركية امس الاول.
واشار البيان الى ان «اللقاءات ستسمح للطرفين العراقي والسوري بالتعبير عن وجهتي نظرهما حول التطورات الاخيرة في بغداد واطلاع البلدين على وجهة النظر التركية».
أردوغان هاتف الأسد والمالكي
وكانت الزيارة تقررت خلال اتصالين هاتفيين لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مع كل من الأسد والمالكي.
وأشار بيان الخارجية التركية إلى أن تركيا تعتقد أن الاحترام والثقة المتبادلين مطلوبان بين الجيران في منطقة الشرق الأوسط من أجل تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، مضيفا ان تركيا تعتمد نهج التشاور المستمر مع جيرانها الذين تربطها بهم روابط الأخوة.
وكان العراق طلب من سورية تسليم عراقيين يشتبه بضلوعهما في الهجومين اللذين وقعا في العاصمة العراقية في 19 اغسطس الجاري واسفرا عن مقتل 95 شخصا وجرح 600 اخرين.
وفي مطلع الاسبوع استدعت بغداد سفيرها في دمشق التي ردت بعد بضع ساعات باستدعاء سفيرها في بغداد.
من جهة اخرى، ورد في بيان الوزارة ان الوزير التركي سيزور ايضا مصر بين الاول والثالث من سبتمبر لاجراء محادثات حول التطورات الاخيرة في الشرق الاوسط.
تفجيران في شمال العراق
في غضون ذلك، قتل ما لا يقل عن 15 شخصا واصيب اكثر من 30 اخرين في تفجيرين متصلين وقعا في شمال العراق امس وفقا للشرطة العراقية.
وفي أحد الهجومين قتل مفجر انتحاري 9 اشخاص على الاقل واصاب 13 اخرين عند مركز للشرطة في بلدة الشرقاط شمالي بغداد بمحافظة صلاح الدين.
واوضح العقيد علي الجبوري مدير شرطة الناحية ان «5 عناصر من الشرطة بينهم ضابط برتبة ملازم قتلوا واصيب 13 اخرون جميعم من الشرطة، بجروح في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة».
واوضح ان «الانتحاري اقتحم مقرا لشرطة الطوارئ في ناحية الشرقاط (270 كلم شمال بغداد)، واضاف ان «الهجوم وقع حوالى الثامنة صباحا.
وقتل الهجوم الثاني 6 اشخاص وأصاب أكثر من 20 آخرين في بلدة سنجار التي تبعد 390 كلم شمال غربي بغداد وهي بلدة يقطنها أكراد من الطائفة اليزيدية.
ويسعى العراق جاهدا للخروج من موجة أعمال العنف التي أثارت شكوكا بشأن الحفاظ على استمرار المكاسب الامنية بعد تفجير شاحنة ملغومة قتلت نحو 100 شخص قرب مباني وزارات حكومية يوم 19 الجاري.
كما وقعت سلسلة هجمات في مناطق بشمال العراق حيث يتصاعد التوتر بين الغالبية العربية والاقلية الكردية وأقليات أخرى. ووقعت معظم اعمال العنف في محافظة نينوى.
وتسعى الحكومة التي تتطلع الى اجراء انتخابات عامة في يناير لاقناع العراقيين بأنها تمسك بزمام الموقف الامني فيما تستعد القوات الأميركية للانسحاب تدريجيا بحلولنهاية عام 2011. الى ذلك، تبنت جماعة عراقية مسلحة تطلق على نفسها اسم «جيش المجاهدين» في تسجيل مصور لما قالت إنه هجوم بقنبلة حرارية استهدف آلية رباعية الدفع تابعة للاستخبارات الأميركية في محافظة صلاح الدين شمال بغداد.
وأظهر التسجيل، الذي بثته قناة الجزيرة الفضائية امس، لحظة انفجار الالية الاميركية، إلا أنه لم يتسن التأكد من صدقية التسجيل من مصدر مستقبل.